الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يقبل صوم من المتخاصمين؟ وما عقوبة قطع صلة الرحم؟ الإفتاء تجيب

صدى البلد

قالت دار الإفتاء المصرية، إنه يجب على المسلم أن تكون سلوكياته متناسقة مع الحكمة من صيام رمضان، فيبتعد عن الخصام والشقاق وقطع صلة الأرحام ويلزم نفسه الطريق المستقيم الذي ينتهي به إلى إرضاء الله عز وجل ليكون جزاؤه عند الله تعالى قبول صيامه والحصول على ثوابه.

وأضافت دار الإفتاء فى الإجابة عن سؤال “هل يقبل صوم من يخاصم أحداً من أهله؟”، أنه يلزم المسلم أن يوجه سلوكه إلى فعل الخير والبعد عن الشر بمعنى أن تكون أقواله وأعماله كلها تتفق مع ما جاءت به الشريعة الإسلامية من التسامح والتواضع وحب الخير لكل الناس حتى إلى من أساء إليه، والعطف على ذوي الحاجات وإمساك اللسان عن البذاءات وعن أعراض الناس وغض البصر عن المحرمات وكف الأذى عن الناس وبذل الجهد والعطاء للمحتاجين والكثرة من ذكر الله والاستغفار وقراءة القرآن، وبالجملة فإن سلوكيات المسلم يجب أن تكون تبعاً لما جاء به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اقتداء برسول الله صلوات الله وسلامه عليه لقوله تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً " (الأحزاب 021).

وتابعت: “أما بالنسبة لقبول الصوم وعدم قبوله، فالصيام لله وهو يجازي به، فاستيفاء أركان الصيام يسقط المطالبة بقضاء الصوم ولكن ثوابه ينقص بقدر ما ارتكب من المعاصي”.

هل يتقبل الله مني العبادات إن لم أصالح من خاصمته قبل رمضان؟

"أنا وصديق لى متخاصمان، فهل لو رمضان دخل علينا واحنا متخاصمين ربنا مش هيتقبل مني الصيام والصلاة والدعاء بسبب المقاطعة، علما أنه هو المخطئ؟"، سؤال أجاب عنه الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال فيديو تم بثه عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على “فيسبوك”.

وأجاب "وسام"، قائلًا إن رمضان منحة ربانية ونفحة صمدانية يأتي من قبل الله سبحانه وتعالى، فعلى المسلم أن يحسن استقباله بكل ما يرضي الله سبحانه وتعالى.  

وتابع ناصحًا الجميع بإحسان استقبال أيام رمضان المعدودات بقلب متوجه إلى الله متقبلًا البركات والنفحات حتى ينال من العطايا الإلهية.

واستكمل أمين الفتوى هامسًا فى أذن الجميع بتنقية القلوب ومحاولة التصالح مع المتخاصمين سواء أكنت أنت الجاني أو المجني عليه، فبمجرد المباردة للصلح فأنت قد أنصحت لما يرضي الله حتي لو لم يتقبل الطرف الأخر الصلح، مع المحافظة على الكرامة دون تذلل مستشهدا بقول الله تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.. [النور : 22].  

وأشار إلى أننا لو عرفنا قدر هذه الأيام المباركات وأحسنا استقبالها، وعرفنا قيمتها وقدرها، نلنا منها أوفر نصيب، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا كل الحرص على تذكير الصحابة وتنبيه الأمة على عظم شأن رمضان فيقول صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك، فيه ليلة خير من ألف شهر، شهر جعل الله صيام نهاره فريضة، وقيام ليله تطوعًا...." إلى آخر هذا الحديث وغيره من الأحاديث التى توضح قيمة هذا الشهر العظيم، ومن هذا المنطلق فيجب على كل مسلم التهيؤ لاستقباله بأنفسنا ومع الناس، حتى إن رحل عنا، رحل شاهدًا لنا لا علينا.

المفتى السابق: المخاصمة سبب عدم قبول الأعمال عند الله أو التوبة من الذنوب

قدم الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق حلقة في برنامج “والله أعلم” على قناة “سي بي سي”، عن المصالحة بين المتخاصمين.

وأوضح أن "المخاصمة سبب لعدم قبول الأعمال عند الله أو التوبة من الذنوب، ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلًا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا "، فيجب علينا أن نتخلق بخلق المسامحة حتى ولو أخطأ الآخر في حقنا، فقد كنا قديما عندما يعتدى علينا أحد نقول له "الله يسامحك" لم نعد نسمعها الآن، وأيضًا كنا نقول "صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم-" ، وأيضًا: "وحدوا الله"، فنحتاج هذه الأدبيات والأخلاق وتراثنا الأصيل المشبع بأخلاق الإسلام أن يعود مرة أخرى".

وقال إن “القصاص لا نستوفيه من أنفسنا وإنما يكون من خلال القضاء والذي وضعه الشرع لنا كضابط، فعندما يظلمنا أحد لا نقتص منه بأيدينا وإنما نلجأ للقاضي ليقتص لنا”.

حكم الأم التى لا تعطي طعام لبناتها المتزوجين فى المواسم

“ما حكم الأم التى لا تعطي طعام لبناتها المتزوجين فى المواسم؟”، سؤال ورد إلى البث المباشر للفتوى الذي يقدمه موقع «صدى البلد» عبر صفحته بـ «فيسبوك»، بالتعاون مع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، للرد على أسئلة القُراء.

وقال الشيخ أحمد عبدالحليم، عضو مركز الأزهر للفتوى، إن صلة الأرحام ليست مواسم بل هى زيارة وتواصل، فالشرع الشريف نص على أن الإنسان يصل رحمه، وصله الرحم تكون بالزيارة والاتصال بالهاتف.

وأضاف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذرنا من قطيعة صلة الرحم، حيث قال الله تعالى “أنا الرحمن وأنا خلقت الرحم، واشتققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بَتَتُّه”، رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه.

وتابع: “إن كانت والدتكِ لا تعطيكِ طعام فى المواسم فلا حرج فى ذلك طالما أنها تزوركِ وتطمئن عليكِ بل الواجب عليكِ أن تطمئنى أنتِ عليها”.  

هل يجوز قطع صلة الرحم منعا للمشاكل؟ 

قال الشيخ عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن صلة الأرحام واجبة شرعًا وهي إحدى صفات أهل الجنة، كما في قوله تعالى: «الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَل».

وأضاف "الورداني"، خلال فتوى مسجلة له، فى إجابته عن سؤال يقول صاحبه: “فيمن تجب صلة الرحم؟ وهل لصلة الرحم أفعال محددة؟”، أن صلة الرحم هى جميع أفعال الخير من التصدق عليهم ووصلهم والوقوف بجانبهم عند المشكلات والإحسان إليهم والكلام الطيب والحفاظ على سيرتهم وسمعتهم.

وأشار إلى أنه لا يجوز قطيعة الرحم منعا للمشاكل، ولكن يجوز تقليل الزيارات للشخص المتسبب في ذلك، أو يجوز إطالة المدة بين الزيارات، أو تقليل المكالمات الهاتفية، لكن القطيعة نهائيًا لا تجوز شرعًا.

وأوضح أن صلة الرحم تحتاج إلى عدم الخصام والقطيعة وعدم الإيذاء وتمني الخير للغير.

حكم صلة الرحم بالرسائل فقط

من جانبه، استنكر الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، طريقة المصريين في صلة الأرحام، منبهًا أن المسلمين قلدوا الغرب واكتفوا بإرسال بوكيه ورد أو رسالة نصية أو محادثة هاتفية.

وقال «كريمة»، خلال لقائه ببإحدى البرامج الفضائية: "إذا أردنا معرفة كيفية صلة الرحمة علينا ان ننظر إلى حال النبي- صلى الله عليه وسلم- مع آل بيته وأقربائه، فكان صلى الله عليه وسلم يقف على باب فاطمة الزهراء -رضي الله عنها، ويسأل عن الحسن والحسين ويقول: «يرحمكم الله، إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا».

وأشار إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يذهب إلى بيت فاطمة الزهراء ابنته يوميا، وكان دائمًا السؤال عن عميه حمزة والعباس، منوهًا إلى أن صلة الرحم تكون بالسعى إلى بيوت من أمرنا الله تعالى بصلته.