حذر تقرير لمجلة "لوبوان" الفرنسية من أن الاتحاد الأوروبي يواجه مخاطر التفكك وفقدان المصداقية إذا ما فشل في مداواة جراح منطقة البلقان، لا سيما مع تمدد النفوذ الروسي والصيني في المنطقة.
لعبة بوتين
وقال التقرير إن "الحرب في أوكرانيا ولعبة تأثير فلاديمير بوتين في غرب البلقان أدت إلى إخراج الدول السبعة والعشرين من سبات عميق".
وأضاف: "شهد عام 2022 نقطة تحول وبات الاتحاد الأوروبي متمسكًا أكثر من أي وقت مضى بهذه المنطقة غير الساحلية في أطراف أوروبا، خشية من أن تنجرف نحو شواطئ غير ودية”.
وأوضح تقرير مجلة "لوبوان" الفرنسية أن "روسيا والصين تطوّران بيادقها هناك، فضلًا عن دافع آخر لتحفيز الرغبة الأوروبية في الاهتمام بهذه المنطقة، بعد 20 عامًا من الإحجام، لا سيما من فرنسا".
وتابع: "هذا يعتبر ضرورة ملحّة لقطع طريق الهجرة، حيث شهدت المنطقة 130.000 عبور غير شرعي لحدود الاتحاد الأوروبي في عام 2022، نصفها بين صربيا والمجر".
وحذر التقرير من أن "جمر الحرب لا يزال متوهجًا منذ تفكك يوغسلافيا السابقة في أوائل تسعينيات القرن الماضي، بينما يشهد الاتحاد الأوروبي، الذي كان يُنظر إليه في الأصل على أنه ملاذ للسلام والازدهار، تراجعًا في أدائه".
واعتبر التقرير أن الاتحاد الأوروبي "لم يقم بدوره الراعي للديمقراطية في منطقة البلقان، حيث تجري الانتخابات في سياق يتم فيه تكميم الصحافة أو إخضاعها لأيدي الأصدقاء الذين يمكنهم الإثراء من خلال الفساد دون أن تزعجهم السلطة القضائية التي تواجه أيضًا شبهة الفساد".
وقالت مجلة "لوبوان" الفرنسية، إن "الاتحاد الأوروبي سيكون أكثر مصداقية إذا لم يترك هذا النموذج من الديمقراطية يزدهر داخله، بدافع الضعف، لسنوات عديدة من خلال نظام فيكتور أوربان في المجر".
وأشارت إلى أن دول البلقان في المقابل ستستفيد من مشتريات أوروبا المشتركة للغاز في عام 2023.