قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الهوية الوطنية قضية أمة| الحوار الوطني فرصة لإعادة صياغة المشهد المصري.. والفن القوة الناعمة

كانت للثقافة العديد من المحاور الموضوعة على طاولة الحوار الوطني، نظرًا لما تمثله الهوية المصرية من أهمية كبرى لدى كافة فئات الشعب المصري.

مفهوم الهوية الوطنية

والهوية الوطنية في كل أمّة هي الخصائص والسمات التي تتميز بها، وتترجم روح الانتماء لدى أبنائها، ولها أهميتها في رفع شأن الأمم وتقدمها وازدهارها، وبدونها تفقد الأمم كل معاني وجودها واستقرارها، بل يستوي وجودها من عدمه.

عناصر الهوية الوطنية

الموقع الجغرافي، فكل من يشتركون على أرض واحدة يضمّهم موقع جغرافي محدد.

التاريخ، وهو التاريخ المشترك الذي يربط من يشتركون في الهوية الوطنية الواحدة، وهو الأحداث التي مرت بآبائهم وأجدادهم وأجداد أجدادهم بصفتهم الجماعيّة على هذه الأرض.

الاقتصاد، ويربطهم كذلك رباط اقتصاديّ واحد، ونظام مالي واحد، كنظام العملات الموحد، ونظام التسعيرة الموحد لبعض السلع الاستهلاكيّة.

العلم الواحد، وهو الرمز المعنويّ الذي يجمع كل أبناء الشعب الواحد والقضيّة الواحدة، وهو شيء مادي ملموس، له رسم وشكل محدد بألوان محددة، ولكنه يرمز إلى قيمة معنويّة، وهي الهوية الوطنية والانتماء للوطن.

الحقوق المشتركة، حيث يتمتع أبناء الهوية الوطنية الواحدة بالحقوق ذاتها، كحق التعليم، وحق التعبير عن الرأي، وحق الحياة بكرامة وعزة على أرضهم، وحق الملكية، وحق البناء فوق أرضهم، وحق العمل، وغير ذلك من الحقوق التي تجسد معاني الهويّة الوطنية.

الواجبات، وهي الواجبات الفرديّة، والجماعية، التي يتعين على المجموع الوطني القيام بها، إمّا بصفة الفردية، كالأفراد كل في مجال عمله وتخصصه ونشاطه

تعزيز الهوية الوطنية

وقالالدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، إن الهوية الوطنية المصرية هوية متجانسة تتكون من عناصر عديدة كلها منصهرة في مركب فريد، مثل العنصر الفرعوني والقبطي والآسيوى والأفريقى والنيلى والمتوسطي والعربي والإسلامي، مؤكدا أن الهوية الوطنية المصرية لا يوجد ما يناظرها على مستوى العالم.

وأضاف الخشت أن الهوية الوطنية المصرية لها سمات فريدة تميزها عن الهويات الأخرى، وهي التي صنعت معالم الدولة الوطنية ذات التأثير الاستراتيجي على مستوى العالم.

وأوضح: هناك مجموعة من التحديات تواجه الهوية الوطنية المصرية والتي لا يمكن العبور منها إلا بتكاتف المجتمع ككل، ولابد أن تعلو مصلحة الوطن على المصالح الأيديولوجية الضيقة، ومواجهة الفكر والمعتقدات والعادات والتقاليد الخاطئة.

وأشار إلى أن مصر بها كم هائل من الآثار وبالتالي لها مكانة فريدة وتُعتبر متحف العالم أجمع، والإنسان المصري يمتلك القدرة على الانتقال عبر أي حضارة والتكيف معها محتفظا بهويته المميزة.

وأكد أن تطور مفهوم الدولة والذي تضمن العائلة والعشيرة والقبيلة ودولة المدينة والمملكة والإمبراطورية والخلافة وفي النهاية الدولة القومية والدولة الوطنية والتى تمثل أخر أشكال تطور الدولة.

وتابع: فكرة الدولة الوطنية لا تتعارض مع وجود انتماءات أكبر، والمشكلة تتمثل في وجود الجماعات الإرهابية التي تحاول القضاء على فكرة الانتماء الوطني.

التحديات التي تواجه الهوية المصرية

التحدي الأيديولوجي والثقافي :

يجب حماية الفكر والمعتقدات والعادات والتقاليد والقيم ليس من التدخلات الخارجية فقط، وإنما حمايتها أيضا من الداخل بالقضاء على الحركات والأفكار الرجعية ومواجهة دعاة الجمود والتقليد الأعمى من جهة، ومقاومة وفضح حركات الفوضى والإلحاد من جهة أخرى.

التحدي الاقتصادي :

لا حفاظ على الهوية بدون الاستقلال الاقتصادي من حيث تعزيز مفهوم العمل الجاد وزيادة الإنتاجية وعدم السماح بأية محاولة لطمس الهوية المصرية عبر التدخل الاقتصادي.

التحدي الاجتماعي :

بمفهومه الشامل من حيث توازن الطبقات وتقليل الفجوة بينها والحفاظ على التجانس الطبقي والسكاني.

الحفاظ على الهوية الوطنية المصرية

لا يمكن الحفاظ على الهوية الوطنية المصرية دون اقتلاع الإرهاب من جذوره، مؤكداً أن الإرهاب غريب على الروح المصرية ويسعى للقضاء عليها، ولذا لابد منتجفيف منابع الإرهاب من أفكار متطرفة وخطاب ديني بشري يغذي الانغلاق والرجعية والفهم الخاطئ للدين الصحيح.

التمسك بالهوية المصري

وشدد رئيس جامعة القاهرة، على ضرورة التمسك بـ الهوية المصرية بمختلف عناصرها والحفاظ عليها وتطويرها ليس فقط من أجل مصير الدولة وإنما من أجل مصير كل مواطن مصري والذي يرتبط مصيره ببلده ووطنه، وبالتالي يرتبط كل ذلك بمفهوم الدولة الوطنية التي لابد من الحفاظ عليها لتوفير الأمن والاستقرار والمستقبل.

متطلبات تعزيز الهوية الوطنية

وحول متطلبات تعزيز الهوية الوطنية، قال الناقد الأدبي الدكتور حسين حمودة: إن الثقافة تمثل قطاعا مهما في الحوار الوطني، فمن الثقافة وإليها تتفرع قضايا كثيرة تخص أسئلة الحاضر والمستقبل، مضيفا: ليست مصادفة أن ربط الثقافة بالهوية الوطنية، في تسمية هذه اللجنة بالحوار الوطني، فالهوية الوطنية قضية مهمة يجب مناقشة أبعادها المتنوعة على نطاق واسع، وهي قضية مفتوحة على الحراك الدائم للمجتمع، وعلى التغيرات المتسارعة في عالمنا، وعلى أبعاد كثيرة في التكوين المصري تشكلت وتتشكل عبر تاريخ طويل».

وأضاف: « هناك قضايا تطل برأسها عند التفكير فيما تحتاجه الثقافة من الحوار الوطني، ومن بين هذه القضايا مدى حضور الثقافة الحقيقية في مقررات التعليم بمراحله المختلفة، وطرائق تطوير وسائل وأدوات التثقيف في مجالات الإعلام المتنوعة، وكيفيات الحفاظ على الهوية الثقافية في عالم جديد أصبحت حدوده تنداح يوما بعد يوم، وتجاوز أشكال العزلة والمسافة التي تفصل بين المثقف والمجتمع، ونشر سلوكيات الثقافة (بالمعنى الواسع للثقافة) في المجتمع بوجه عام، وبث القيم الثقافية الإيجابية وتنقية المجتمع من بقايا أفكار العنف والتطرف والتخلف... وغيرها من القضايا التي يمكن المداولة في كيفيات معالجتها بأكثر من منظور».

فيما قال المؤرخ والأثري سامح الزهار: يمثل الحوار الوطني فرصة كبيرة لإعادة صياغة المشهد الجمعي المصري وخلق حالة منسجمة تتعدد فيها الآراء التي تصبو نحو بناء الجمهورية الجديدة، بما يتوازى مع متطلبات مصر والمصريين في هذه المرحلة المهمة من تاريخ البلاد، ومما يدعو للأمل هو مشاركة معظم الأطياف السياسية بكافة توجهاتها على أرضية وطنية ومن منطلق الصالح العام للخروج بأفضل شكل وأهم نتائج ممكنة تعود على البلاد بالنفع المباشر وذلك على كافة المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وأضاف الزهار: الحوار الوطني هو نقطة ضوء مهمة في ملفات الثقافة والآثار، وما أتمناه عطفًا على ما يجري هو مناقشة عدة محاور رئيسة في مضمار الثقافة، منها تنظيم دور هيئة قصور الثقافة وجعلها هيئة مستقلة تتبع مجلس الوزراء مباشرة كونها تمثل وزارات ثقافة مصغرة في الأقاليم والقرى والنجوع وهي المكون الحقيقي لثقافة القرية، كذلك إعادة النظر في مشروعات النشر الحكومية لتكون أكثر توسعًا وانتشارًا مع إتاحة إصداراتها عبر تطبيقات ذكية، ويضاف إلى ذلك إحياء المسرح المصري من جديد، ليس في العاصمة فحسب ولكن في كافة أنحاء البلاد.

وأشار سامح الزهار: “بالنسبة للجانب الأثري فإن الدولة المصرية قامت خلال السنوات السابقة بمشروعات ترميم كبرى وإنشاء متاحف عالمية، وما نعول عليه مستقبلاً هو الاهتمام بالمتاحف الإقليمية والمتاحف النوعية والمتخصصة، كذلك تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في أعمال المتاحف ومواقع التراث، وإعادة صياغة مفاهيم التنمية المستدامة للمواقع الأثرية، وتنسيق خرائط سياحية جديدة غير تقليدية تساعد على دعم الملف السياحي المصري ومزيد من استقدام الزائرين”.

الاهتمام بالثقافة العلمية

وقال الكاتب سمير الفيل: نحن نريد أن تكون الثقافة حقيقية وليست ثقافة مهرجانات، ونريد الاهتمام بترجمة الأعمال الأدبية عن اللغات الأصلية مثل المشروع القومي للترجمة، والاهتمام بالمسرح خاصة في الاقاليم ووضع الميزانيات المعقولة، وإنشاء متاحف للحضارة المصرية في شتى العصور، والاهتمام بقصور الثقافة التي هي تحت الترميم مثل قصر ثقاقة دمياط، والاهتمام بفن الموسيقى وإعادة تدريسه في المدارس، ووضع دستور للمثقفين للنهوض بالبلد والاهتمام بفرق الفنون الشعبية مثل فرضة رضا والبحيرة وأسوان، والاهتمام بإعادة ملتقى القاهرة للرواية بعد توقفه.

وأضاف: يجب علينا مراعاة الاهتمام بالثقافة العلمية وترجمتها حيث تن هناك عجز كبير فيها، وإعادة الاعتبار للمسرح الحقيقي الهادف، وهذا لن يتم إلا بفكر متقدم، ونريد ربط الطلاب بتاريخهم وحضارتهم القديمة والاهتمام بالفن التشكيلي في المحافظات لماذا لا تتوافر فيهم وتتوافر في القاهرة والإسكندرية فقط.

مقرر لجنة الثقافة بالحوار الوطني

بدوره، قال الدكتور أحمد مجاهد مقرر مساعد لجنة الثقافة والهوية في الحوار الوطني: عندما نعمل في الاقتصاد والسياسة والاجتماع كل هذا يكون بهدف البحث عن هويتنا وكياننا،فالهوية دائمًا متحركة ومتغيرة، وبدليل أن مصر كانت لديها هوية فرعونية، وبعد ذلك هوية قبطية، وبعد ذلك هوية إسلامية، وبعدها الهوية القومية العربية وبعدها بدأنا النظر للبعد الإفريقي، وجاء طه حسين ودعاة آخرون حدثونا عن بعد آخر وهي هوية دول البحر الأبيض المتوسط؛ لذلك فالهوية دائمًا حوار متجد.

واستطرد: الهوية غير مرتبطة بالماضي فقط ولكن بشكل أساسي مرتبطة بصناعة المستقبل والحاضر فهي معادلة صعبة جدا لأن بها العادات والتقاليد، والطموح، وإرادة التغيير، وهي ليست أحادية ولا متطرفة فإذا نظرنا على مصر فلدينا بدو في سيناء، ولدينا أهل النوبة في الجنوب، ولدينا نوع مختلف من البدو في مطروح، فهل معنى ذلك أن هؤلاء ثلاثة هويات؟ الإجابة بالطبع «لا» فدائمًا هناك صمام أمام وهو الرابط المشترك للهوية الرئيسي وهذا دائمًا ما نعمل عليه في المجتمعات و الأوطان، و الذي يظهر كل هذه الأشياء في منطقة واحدة أشبه بخطوط ألوان متناغمة، وهذا ما قالته الأمم المتحدة في تقريرها عن التنوع البشري الخلاق فلا يوجد صراعات ولكن استفادة من كل الموجدين في الوطن.

وأنهى أحمد مجاهد حديثه وقال: دائمًا ما نحتاج المحافظة على هذه الهوية، أنا لا أتحدث هنا انطلاقًا من فكرة تمجيد للماضي، ولكننا نمتلك بالفعل عادات وتقاليد راسخة ومن ضمن تلك الأشياء التي ممكن أن تطرح في تلك النقطة فكرة تعزيز الهوية الوطنية، فقد أقمنا حدثًا كبيرًا أثناء نقل المومياوات الملكية، وسنقيم حدثًا عظيمًا آخر عند افتتاح المتحف الكبير؛ لذلك يجب أن ندرس هذا التاريخ من خلال كتب وزارة التعليم، ويجب أيضًا أن نعزز من البعد الوطني، لأن ذلك سيعزز شعورنا بالانتماء، فهناك أشياء قابلة للتنفيذ ستعزز من هويتنا، وأنا أتحدث من منظور الأخلاق والدين فنحن نحتاج أن نحدد هويتنا قديما وحاليًا وفي ظل المستقبل، ونحتاج أن نقترح عدة اقتراحات عملية قابلة للتنفيذ لتعزيزها من جهة والمحافظة عليها من جهة أخرى.

دور الفن في تعزيز الهوية الوطنية

وقال المخرج عمر عبد العزيز رئيس إتحاد النقابات الفنية، إن القوة الناعمة لها دور فعال في تعزيز الهوية الوطنية طوال الوقت، خاصة القوة الناعمة المصرية التي تتخطى الحدود السياسية لمصر وتأثيرها مهم جدا على جميع البلدان، فلا بد من الاهتمام بها بكل أشكالها".

وتابع: "واعتقد كان لنا تجربة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، كونه استثمر أكبر قدر من القوة الناعمة، كان أبرزها تأثير الفنان الكبير الراحل عبد الحليم حافظ، وأم كلثوم، وأيضا على مستوى السينما والدراما".

وأضاف: "أتمنى أن تعود القوة الناعمة المصرية بقوتها مجددا خاصة على المستوى السينمائي، لأننا في حاجة إلى أفلام تشارك في مهرجانات، وأن يعود للفنان دوره القيادي مرة أخرى".

وكشف الناقد محمود قاسم عن رأيه فى دور الفن كقوة الناعمة فى تعزيز الهوية الوطنية مؤكدا أن القوى الناعمة لها دور فعال ومؤثر فى الهوية الوطنية.

وقال: هناك كثير من الأعمال الفنية التى تساهم بشكل أو بآخر زيادة الوعى الوطنى والانتماء وهو ما ظهر فى مسلسل مثل الاختيار الذى أكد على الانتماء لدى الشباب.

وأضاف قاسم : اتمنى زيادة إنتاج مثل هذه الأعمال التاريخية والتى تياهم فى وعى المشاهد وكشف الكثير من الحقائق له.