قالت وزيرة الخارجية الكندية أنيتا أناند إن بلادها بصدد إعادة تقييم علاقاتها مع إسرائيل، ووصفت استهدافها لقادة حركة "حماس" في العاصمة القطرية الدوحة بأنه "تصرف غير مقبول"، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تعرقل أي جهود دبلوماسية جارية.
وأضافت أناند أن أوتاوا تعتزم المضي في خطتها للاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدة أن "الغاية الأساسية لكندا هي دعم مسار السلام الذي كانت قطر ترعاه على أرض الواقع"، وفق ما نقلته صحيفة ذا جلوب آند ميل الكندية. وأعربت عن "خيبة أملها العميقة" من الهجوم الإسرائيلي الذي نفذ أمس على الأراضي القطرية، معتبرة أنه أدى إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وفي السياق ذاته، أدان رئيس الوزراء الكندي مارك كارني الغارة الإسرائيلية، واصفاً إياها بأنها "تصعيد غير مقبول للعنف" سيقود حتماً إلى تعميق الأزمة الإقليمية. وأعاد كارني التذكير بموقفه السابق حين اعتبر أن خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة "خاطئة ومجافية للحلول السياسية".
من جانبها، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أنها ستعمل على الدفع باتجاه فرض عقوبات على إسرائيل، إلى جانب تعليق جزئي لبعض اتفاقيات التجارة معها، في ضوء استمرار الحرب في قطاع غزة، مؤكدة أن أوروبا "لا يمكنها أن تقف موقف المتفرج أمام ما يحدث".
ويأتي الموقف الكندي الجديد في لحظة دقيقة تشهد فيها الساحة الدولية تحولات متسارعة بشأن الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، حيث تتزايد الضغوط على تل أبيب لوقف التصعيد العسكري والانخراط في مسار سياسي بديل. كما يعكس هذا التوجه انخراط كندا في اصطفاف دولي يتبنى الاعتراف بفلسطين كخطوة نحو إعادة التوازن لعملية السلام.
وتشير التطورات إلى أن الموقف الغربي تجاه إسرائيل يشهد تصدعات واضحة، إذ بدأت عدة دول أوروبية وكندا بإظهار استعدادها لاتخاذ خطوات ملموسة تتجاوز الإدانة الكلامية، الأمر الذي قد يفتح الباب أمام تغيير أوسع في مقاربة المجتمع الدولي للأزمة المستمرة في غزة والمنطقة بأكملها.