قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الجماعة الإرهابية والحكم ببراءة مبارك

0|محمد عبدالسلام

لا
تترك جماعة الاخوان الارهابية أى فرصة لاستثمارها بشكل خبيث فى الضحك على ذقون
الشعب المصرى وادعاء الوطنية وهم ألد أعداء الشعب المصرى وأخطر على مصر من
الصهاينة أنفسهم؛ لأن اسرائيل عدو واضح وظاهر للعيان، ولا خلاف على كونه عدوا، لكن هؤلاء يشبهون تماما مرض السرطان الذى ينهش
فى جسم الانسان وينتشر فى خلاياه بدون أى انذار سابق أو ألم.
ولأن
الله سبحانه وتعالى – من رحمته بنا من شر هذه الجماعة - أفاض على أعضائها وقياداتها
بغباء منقطع النظير حتى لا يجتمع حقدهم الدفين مع الذكاء فنكون نحن الضحية.
فقد
صور لهم غباؤهم وسوء تقديرهم للأمور وسولت لهم الغشاوة التى على أبصارهم وبصائرهم
أن الحكم ببراءة الرئيس الاسبق هى طوق النجاة الذى سيعيدهم للمشهد العام والسياسى
مرة أخرى ويعيد لهم الفرصة لركوبة هوجة وموجة الثورة على أمل أن يتكرر سيناريو 25
يناير ولكن الشعب المصرى- ولأنه شعب مؤمن -فإنه لن يلدغ من جحر ثعابين الاخوان
مرتين.
فبعد
فشل الجماعة الارهابية – كما توقعنا فى مقال الأسبوع الماضى فى هذا المكان – فى
الحشد ليوم 28 نوفمبر وبدا عجزهم وضعفهم وحجمهم الطبيعى ظاهرا أمام العالم كله
تخيلوا أن براءة مبارك سوف تلهب الشعب المصرى من جديد وتدفعه للنزول للشارع،
وبالتالى تتمكن الجماعة الارهابية من الالتحام بالمواطنين والخروج من الشرنقة التى
وضعهم فيها الشعب ثم القفز على حركة الجمهور وتوجيهها وتكرار سيناريو أحدث يناير
وما بعدها بارتكاب مزيد من جرائم الاغتيالات والارهاب خلال الأحداث حتى تلتصق
بأجهزة الأمن من جيش وشرطة.
وللمرة
الثانية خلال 48 ساعة يتلقى الاخوان الصفعة الثانية بعد فشلهم حتى فى
مجرد تحريك العناصر الموالية لهم
سواء من الأعضاء الرسميين فى الجماعة أو أنصارها، ولم يتحرك الشارع المصرى اعتراضا
على براءة مبارك، ولكن تحرك شباب محسوب على تيارات سياسية تريد أن تعود من جديد
لدائرة الضوء التى ظلوا تحتها منذ 25 يناير ولكنها انحسرت عنهم بعد 30 يونيو، وانتخاب
الرئيس السيسى وتكشف العديد من الأسرار التى لم يكن يعلم المصريون عنها شيئا خلال
وبعد أحداث 25 يناير.
واذا
كانت جماعة الاخوان الارهابية لا تفقد الأمل فى العودة للمشهد السياسى فى ظل بركان
الحقد والانتقام الذى يحركها منذ تدشينها فى عشريينيات القرن الماضى فإن الأحزاب
والقوى التى شاركت فى ثورة 25 يناير تخطأ خطأ كبيرا اذا تخيلت أنها يمكن أن تلوح
بفتح صفحة جديدة مع جماعة الاخوان أو مع
شبابها والاصطفاف معها فى معركة ضد النظام
الحالى سعيا لممارسة ضغوط وابتزاز سياسى لتحقيق مكاسب انتهازية قبل الانتخابات
البرلمانية أو سعيا وراء الفوز بقطعة من "تورتة الحكم " ممثلة فى مناصب
وأدوار كانوا يحلمون بها منذ أحداث 25 يناير.
جماعة
الارهاب سقطت بلا عودة ولفظها المصريون بعد أن كشفها الله على حقيقتها وفضح أمرها
بمجرد توليهم السلطة فى عهد المعزول مرسى العياط وأى رهان على التعاون مع الاخوان
أو من يسمون بشباب الاخوان سوف يضر بأى فصيل سياسى أو شبابى يسعى لأن يكون له دور
فى اللعبة السياسية.
ولست من الذين يعلقون على أحكام القضاء الذى بنى حكمه على معلومات ومستندات غير
متاحة لنا وبالتالى فهيئة المحكمة وحدها هى المخول لها اصدار الحكم ولا رقيب عليها
سوى الله سبحانه وتعالى أولا ثم ضمائر أعضاء المحكمة.
ولكن
رغم ما أظهره الاعلام من رفض نخب ثقافية وسياسية وشبابية لحكم براءة مبارك لكن
الواقع يؤكد أن النسبة الأكبر من الشعب وهم الأغلبية- بعيدا عن النخب - التى لا
تسلط عليها أضواء الاعلام أو يمكن أن نصفهم بأنهم ضمير الشعب فى القرى والنجوع وفى
بر مصر لم يهتموا ولم ينزعجوا لحكم البراءة بل منهم الكثيرمن رحب بالحكم ومن صادف
الحكم ارتياحا فى نفسه ومنهم من تعاطف مع مبارك وتمنى له البراءة اما لكبر سنه أولسقوط القناع عن دور جماعة الاخوان فى قتل
المتظاهرين أو لشعور الكثيرين بأن مبارك مثلما شهد عهده فسادا و كوارث فأيضا لم
تخلوا فترة حكمه من انجازات فى عدة مجالات لا ينكرها الا جاحد.
والأهم
من ذلك أن هناك حالة عامة عند المصريين بعد 4 سنوات من "الطحن " السياسى
بأن مصر كانت أكثر استقراراوأمنا وأمانا وأزهى اقتصادا فى عهد الرئيس مبارك الذى
ثار عليه الشعب فاكتشف بعد ذلك أن الوضع بعد مبارك أسوأ من عهده وأن الانتهازية
السياسية ليست قاصرة فقط على من كان حول مبارك ويدور فى فلك نظامه السياسى ولكنها متفشية
أيضا وبشكل أكبر فى نخب سياسية أدعت الثورية والوطنية ولما دارت عجلت الزمن وتولوا
المسؤليات التى قاتلوا وحاربوا من أجلها فشلوا فشلا ذريعا فى تحقيق جزء من
الانجازات الاجتماعية والاقتصادية التى كان يحققها نظام مبارك الذى ثار الشعب عليه
ولم يأخذ الشعب منهم سوى الكلام "الحنجورى" النظرى فى الفضائيات وذهبوا
ولم يشعر الشعب بهم.
وكان
النائب العام المستشار الجليل هشام بركات موفقا عندما استجاب لنبض فئات من الشارع المصرى وقرر الطعن على الحكم الصادر
ببراءة مبارك حتى تطمئن نفوس المصريين للحكم الجديد الذى سيصدر بعد هذا الطعن
وعلينا جميعا أن نقبل نتائج اعادة المحاكمة أيا كان الحكم بالبراءة أو الادانة
لاننا اذا دخلنا فى دائرة الاعتراض "الشعبى" على كل حكم قضائى فلن يكون
هناك قضاء وبالتالى لن تكون هناك دولة لأنه لا دولة بدون قانون ينفذ على الجميع
وأحكام قضائية تحترم من الجميع.