قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

موتشيو‮..‬ "المصري ـ الإيطالي"


غالبية المصريين يشعرون بالقلق عند توجههم لإحدي السفارات الأجنبية في القاهرة لقضاء مصلحة ما أو الحصول على تأشيرة أو أي شأن آخر يتطلب التعامل المباشر مع الدبلوماسيين أو الموظفين العاملين في هذه السفارات،‮ ‬وكثرة هذه القصص والحكايات التي تتردد عن‮ "‬المعاملة الصعبة‮" ‬التي يلقاها المصريون في هذه السفارات أو أمام أبوابها والتي يصفها البعض بأنها‮ "‬غير ودية‮" ‬علي أقل تقدير‮.‬
تصل الأمور أحياناً‮ ‬إلي نشر انتقادات مريرة في الصحف المصرية تنتقد هذه السفارات وتطالبها بتغيير ما تصفه بطريقة المعاملة‮ ‬غير اللائقة التي يلقاها المواطنون المصريون لديها‮.‬
هذه الشكاوي،‮ ‬بالتأكيد،‮ ‬حقيقية ولها ما يبررها في بعض الحالات،‮ ‬ولكن في تقديري الشخصي أن أغلبها يرجع إلي الالتزام الشديد والجدية الصارمة التي يبديها الدبلوماسيون والموظفون في هذه السفارات أثناء عملهم،‮ ‬والتي لا تسمح للواحد منهم بإبداء أي قدر من المجاملة أو التبسيط والحوار الودي مع المواطن الذي يتعامل معه بالشكل الذي اعتدنا عليه نحن المصريين عند قضاء مصالحنا لدي الجهات الرسمية المصرية خاصة إذا كان صاحب المصلحة لديه‮ "‬واسطة‮" ‬محترمة أو أي وسيلة أخري تتيح له معاملة خاصة ومتميزة‮.‬
كل هذه الأفكار كانت تراودني وأنا في طريقي للسفارة الإيطالية بالقاهرة لقضاء مصلحة خاصة بي‮. ‬لم تستمر مشاعر القلق والتوجس بداخلي لفترة طويلة خاصة عندما التقيت بأحد العاملين في السفارة وإذا به يبتسم في وجهي ابتسامة عريضة ويرحب بي بطريقة رائعة‮.. ‬تساءلت‮.. ‬هل أنا بالفعل أتعامل مع مسئول إيطالي بالسفارة أم إنني في مواجهة شخص مصري بشوش الوجه توحي ملامحه بأنك تتعامل مع صديق تعرفه منذ وقت طويل‮.‬
تزايدت مشاعر الدهشة لديّ‮ ‬عندما تحدث إلي باللغة العربية بل وباللهجة العامية الجميلة مع بعض الكلمات باللهجة السكندرية الرائعة مما أوحي إليّ‮ ‬بأنه إيطالي من مواليد الاسكندرية‮.. ‬عرفت منه أن اسمه‮ "‬ميتشو‮" ‬وبهرني حماسه الشديد في إنهاء جميع الإجراءات في وقت قياسي جعلني أشعر أنه لا يؤدي فقط وظيفته بل‮ "‬يساعدني بقلب‮" ‬كما يقولون ويحرص علي إزالة أي مشكلة قد تواجهني دون حتي أن أعرفها أو أحس بها‮.‬
ولاحظت أن الانطباع الذي خرجت به من تعاملي مع السنيور‮ "موتشيو‮" ‬هو نفس الانطباع لدي جميع المصريين المتعاملين مع السفارة الايطالية الذين يخرجون من السفارة وهم أكثر حباً‮ ‬وإعجاباً‮ ‬بإيطاليا وشعبها الجميل الصديق الذي يمثله‮ "موتشيو" ‬خير تمثيل.‮‬
كان من الواضح أن ميتشو،‮ ‬وهو رئيس قسم الڤيزا بالسفارة الايطالية في القاهرة،‮ ‬يعمل علي في إطار منظومة رائعة يقودها السفير المتميز السنيور‮ »‬باشيفيكو‮« ‬الذي أثبت بحق أنه مايسترو يقود هذا الأوركسترا الرائع للعاملين في السفارة الايطالية بالقاهرة وأنه دبلوماسي عظيم يدرك العلاقة الوطيدة بين الحضارتين المصرية والايطالية‮.‬
وكان أشد ما أحزنني وأنا أغادر السفارة الايطالية بالقاهرة ما علمته من أن مدة عمل موتشيو‮ ‬في السفارة الايطالية بالقاهرة قد انتهت وسوف ينتقل إلي مكان آخر يواصل فيه خدمة بلاده بهذه الطريقة المذهلة والرائعة‮.‬
أشد ما أتمناه كمصرية أن أناشد السلطات الإيطالية،‮ ‬لو كان هذا من حقي،‮ ‬أن تمد للسنيور‮ "موتشيو" ‬فترة عمله في القاهرة حتي يواصل جهده المتميز في دعم العلاقات المصرية ـ الإيطالية‮.. ‬وأعتقد أن الكثير من المصريين الذين تعاملوا مع هذا الرجل المحترم يشاركونني نفس الرأي‮.. ‬أمنية بسيطة للمصريين‮.. ‬أرجو أن تتحقق من أجل صالح الشعبين المصري والإيطالي‮.

نقلاً عن الأخبار