الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بهجت العبيدى يكتب: «غادة عجمي» وحل أزمة الدولار في مصر

صدى البلد

إن الكلمة أمانة، ولها خطورة بالغة على المجتمع، فالكلمة هي التي تشكل وعي المجتمع، كما أنها هي وسيلة وصول المعلومة إلى هؤلاء المعنيين بها، ومن يشتغل بالكلمة عليه مسئوليات جسام، فأي تحريف لمعنى أو معلومة يمكن أن يكون له آثار هائلة على الفرد والمجتمع.

وأكثر ما أصاب مجتمعنا المصري في الآونة الأخيرة- وإن كان له وجود في أزمان سابقة - هي تحريف الكلم عن موضعه، ويمكننا أن نتفهم بعض هذا التحريف ممن يعادون فكرة ما أو شخصا ما أو جماعة ما، أما أن يقوم بهذا التحريف من هم محسوبون على نفس الفكرة، أو على نفس الشخص أو ذات الجماعة، فإن ذلك هو العجب العجاب عينه.

لعله من نافلة القول أن أذكِّر القارئ الكريم أننا كتبنا عن السيدة النائبة غادة عجمي أكثر من مقال وتوقفت عند تصريحات لها رأيت أنها غير مناسبة، ولا تتفق مع صواب رأي أو طبيعة عمل، أو دور مناط بمن أصبحت نائبة في مجلس النواب عن مصريي الخارج.

ولأننا نعي دورنا، وندرك ما تمثله الكلمة من خطورة، فإننا اليوم نعلن أننا ندفع بكل الوسائل الممكنة، ما تتعرض له النائبة من حملة شرسة، لا لشيء اقترفته، ولكن لقصر نظر من طرحه مرة أو تصفية حسابات معها أخرى، أو تربص بالبرلمان وأعضائه مرة ثالثة، أو محاولة اكتساب لقطاع كبير من المصريين بالخارج على حساب النائبة، بطريقة قذرة مرة رابعة.

فالذي طرحته السيدة النائبة - وللأسف تناولته إحدى المذيعات التليفزيونية مدغدغة به مشاعر مصريي الخارج وكأنها المدافع عنهم ظلما وعدوانا - لا يعكس سوى وطنيتها وحرصها على الاقتصاد المصري ورؤية لها يمكن أن يحالفها الصواب كما يمكن أن يجانبها ذلك الصواب، ولكنها – في كل الأحوال - اجتهدت اجتهادا في محاولة منها للمساهمة في القضاء على ما يطلق عليه " أزمة الدولار " أو العملة الصعبة التي يمثل المصريين في الخارج مصدرها الأول للدولة المصرية، فاقترحت النائبة بحس وطني أن يقوم كل مصري بتغيير مائتي دولار من البنك المركزي فور وصوله إلى مصر، وهنا جاء تحريف الكلمة عن موضعها؛ وتم تصوير الأمر لمصريي الخارج من بعض " المغرضين بكل معنى الكلمة وتبعه بعض الوطنيين الشرفاء الغيورين على مصريي الخارج " وتصويره على أن النائبة تسعى لفرض ضريبة على مصريي الخارج قيمتها مائتا دولار، وهنا قامت الدنيا ولم تقعد.

وبالعودة لاقتراح النائبة والذي قالت فيه نصا في محاولة لإزالة سوء الفهم الذي تسببت فيه بعض من وسائل الإعلام وبعض من أصحاب الغرض نجد هذا الاقتراح "200 دولار وإنت داخل مصر ياريت نكون دقيقين في كلامنا والكلام واضح وبالعربي قلنا وإنت داخل تحول 200 دولار في البنك وتستلمهم مصري بدل ما بتحولهم في السوق السودا (كلامي واضح جدا ) فيه فرق بين تدفع وتحول وتستلم فلوسك" أقل كثيرا مما يجب القيام به، فلو افترضنا جدلا - ولعله يصبح واقعا - أن جميع المصريين بالخارج قاموا بتغيير العملة الصعبة من البنك المركزي فهذا سيؤدي بكل تأكيد إلى الانتهاء تماما من أزمة النقد الأجنبي، ذلك الذي سيكون له مردود أكثر من رائع على الاقتصاد المصري - الذي يعاني الأمرَّيْن وتعاني معه مصر جميعها وأهلها، والذي لن ينهض به غير أبناء مصر في الداخل والخارج.

نعم أعلم أن هناك من سيقوم بالرد علينا في أن هناك فارقا كبيرا في سعر العملة بين ما تعرضه البنوك وما يعرضه تجار السوق السوداء الذين يرفعون العملة الصعبة لأكثر من سعرها الحقيقي وذلك في محاولة ممنهجة لخنق الاقتصاد المصري محاولة تقوم عليها جماعات وأجهزة ودول، وهنا يأتي دور الدولة في محاولة حقيقية وجادة لضبط سعر الصرف بما يتناسب مع القيمة السوقية الحقيقية له.

وكما أعلنا سابقا رفضنا لما خرج عن النائبة غادة عجمي، فإننا اليوم نعلن دعمنا لها وذلك لا لشيء سوى لأننا - في الحقيقة لا تحركنا مصالح ضيقة وليس بيننا وبينها أو غيرها شيء خاص ولكن كل ما نسعى إليه هو الصالح العام.

* الكاتب.. رئيس المركز الإسلامي في مدينة ليوبن/ النمسا