- نتنياهو يطالب بالعفو عن الجندي القاتل
- القضية أثارت جدلًا في إسرائيل لكشفها الوجه البشع لجيش الاحتلال
- الجريمة تم توثيقها عبر مقطع فيديو ما صعب على القاتل أن ينال البراءة
أصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية أمس، الأربعاء، حكما بإدانة جندي إسرائيلي يدعي "أليؤر عازاريا"، بـ"القتل العمد دون إصرار وترصد" للفلسطيني عبد الفتاح الشريف، لإطلاقه النار على رأسه في 24 مارس الماضي في مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة، ما أثار غضب المتطرفين اليهود من مؤيدي الجندي المدان، وكذلك دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العفو عنه، فيما قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن محاكمة الجندي الاسرائيلي لم تكن سوى مسرحية قضائية وتأكيدا على عنصرية الاحتلال في تعامله مع الفلسطينيين.
وأحدثت هذه القضية انقساما داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث يرى الجيش أن عازاريا خالف القواعد، لكن أنصاره يقولون إنه كان يدافع عن نفسه، وكان الشريف وفلسطيني آخر، يدعى رمزي عزيز القسراوي، قد اتهما بطعن جندي إسرائيلي في الخليل، قبل أن تفتح قوات الاحتلال النار عليهما ليلقى القسراوي حتفه ويصاب الشريف، وقالت منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية والإسرائيلية إن هذه القضية تكشف عن استخدام مفرط للقوة لوقف الهجمات، كما اتهمت الرقيب عازاريا بالقتل دون سند قانوني.
وأشارت قاضية المحكمة العسكرية مايار هيلر، إلى أنها تستبعد أن يكون الشريف قد قُتل فعلا قبل إطلاق عازاريا النار على رأسه، مشيرةً إلى أن "هناك ما يكفي من الأدلة لإدانته" في إشارة إلى أزاريا، ونقلت عن الجندي القاتل قوله: "الإرهابي يستحق الموت"، مشيرةً إلى أنه "خرق تعليمات إطلاق النار باعتبار انه لم يكن هناك خطر" على الجنود في المكان، مشيرة إلى أن الجندي غيّر روايته للحادث بشكل متكرر، لافتة إلى أنه" لم يكن هناك مبررا لإطلاق النار".
وتابعت هيلر: "لم يكن هناك من مبرر لإطلاق النار، إن حقيقة أن الشريف حاول المس بحياة جنود لا يبرر التصرفات"، وقالت:" ادعاء محامي عازاريا بشأن الدفاع عن النفس لا أساس له"، وقررت المحكمة بالإجماع إدانة الجندي بالتسبب بقتل الشهيد الشريف، لكن دون سبق الإصرار والترصد، ويُفرّق القانون الإسرائيلي بين حالتي القتل "العمد" مع سبق الإصرار والترصد بوجود النية المسبقة لقتل شخص بذاته، وبين القتل العمد دون سبق إصرار وترصد ودون نية مسبقة باستهداف شخص بعينه.
وكان باحث ميداني في مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم" قد وثّق عملية القتل بالفيديو، وهو ما حوّل الحادثة إلى "قضية رأي عام"، ويظهر التوثيق الجندي الإسرائيلي وهو يطلق النار على رأس الشريف وهو ملقى على الأرض بعد إصابته بجروح خطيرة إثر إطلاق النار عليه، ويظهر الشريط الشريف وهو على قيد الحياة على إطلاق النار على رأسه.
ومن المقرر النطق بالحكم بحق الجندي بعد شهر، في حين يتوقع أن يُحكم عليه بالسجن الفعلي لعدة سنوات، وطالب العديد من الوزراء وأعضاء الكنيست الرئيس الإسرائيلي بالعفو عن الجندي فور النطق بحكمه، وقالت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف للصحفيين إن الجندي أزاريا "هو ابن الجميع"، مشيرة إلى أنها ستدفع باتجاه العفو عن الجندي في حال إدانته، كما تظاهر العشرات من مؤيدي الجندي القاتل خارج مكان جلسة المحكمة للتعبير عن تأييدهم له وهم يحملون الأعلام الإسرائيلية ويرددون الشعارات المعادية للعرب.