قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الإنسانية تتذكر العطاء

0|ماري جرجس   -  

لم يحدد يوم للعطاء ولكننا في امس الحاجة اليه هل فكرنا في العطاء اكثر من الاخذ، عطاء المشاعر التي تفيض بالحب.

العطاء شعور روحي، فقد يريد أن يعطي الإنسان حياته فداء عن وطنه، شخص آخر يحبه، أشياء كثيرة نريد في أوقات الحب ان نعطيها بلا حدود.

"أعطي الأجير حقه قبل ان يجف عرقه"، "من يدك اعطيناك" ، " لاَ تَمْنَعِ الْخَيْرَ عَنْ أَهْلِهِ حِينَ يَكُونُ فِي طَاقَةِ يَدِكَ أَنْ تَفْعَلَهُ"، "مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ"، "مَنْ يَسُدُّ أُذُنَيْهِ عَنْ صُرَاخِ الْمِسْكِينِ فَهُوَ أَيْضًا يَصْرُخُ وَلاَ يُسْتَجَابُ" . ايات بالكتاب المقدس تتحدث عن العطاء
ايضا هناك أيات من القرأن الكريم منها: " وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ "، " فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ " . ولكن هل طبقنا هذا العطاء في يومنا مع العاملين، اصحابنا، احبابنا، مرضنا، اطفالنا، مسنينا ومشردينا.

كما نجد أن هناك اناسا كثيرة لا تعرفها ولكن ان تعطيها المساعدة، الاحترام، الحب مثل اطفال الشوارع واللاجئين والمغتربين والذين في شدة او ضيق، دائما ما يقال انك تعرف من يحبك وقت الضيق لانه يعطيك المحبة والوقت والمشاعر والحلول فأنت لا تطلب سوى أن يكون بجانبك.
من اعتاد ان يعطي لا يحتاج الى ان يأخذ، وهذا يظهر في العلاقات الانسانية مثل الاب والام لاولادهم، نحن نحتاج الى جرعات من العطاء حتى لا نسيء إلى بعضنا.

لماذا يفهم البعض احيانا هذا العطاء خطأ، هل لان العالم اصبح مليئا بالمساوئ أكثر من المحبة، هل وصل بنا الحال أن لا نرى أطفالا ملقاة في الشوارع ولا نسأل عن معاناتها، مثلما اكتشفنا قصة الطفل عبد الرحمن في برنامج صباح اون المذاع على قناة اون لايف وتكاتفنا معه حتى تضامنت معنا المؤسسات ورجال الأعمال في الداخل والخارج وشعرنا وقتها انه يجب علينا ان نعطي الأطفال المطرودين المشردين والمعذبين ولو شيئا من المحبة والمساندة والرعاية بالرغم من وجود العديد منهم ملقى في الشوارع يريد من ينتشله من الضياع والموت، ونحن نراهم كل يوم امامنا في الشوارع ولا نتحرك.

ايضًا يحتفل المركز الكاثوليكي للسينما بيوم العطاء التاسع ويشكر كل انسان حاول ان يشارك في العطاء وعمل الخير وخدمة الانسانية، الهدف من اليوم هو تذكرة البشرية بمعنى الانسانية التي فقدناها وسط الحقد والضغينة والصراعات والحروب.

يعتبر مؤشر العطاء والكرم العالمي هو تقرير سنوي تصدره مؤسسة «تشاريتيز إيد فاوندايشن» الدولية، وذلك عن طريق تحليل بيانات ومعلومات قد تم تجميعها بواسطة منظمة جالوب لاستطلاعات الرأي العالمية، وذلك من أكثر من 140 دولة حوالي العالم، ويمثلون حوالي 96% من تعداد سكان العالم، وتمثل هذه النسبة حوالي 5.1 مليار شخص حول العالم. ويعتبر تقرير عام 2016 هو التقرير السنوي السابع، حيث صدر المؤشر للمرة الأولى في سبتمبر عام 2010.

للعام الثالث على التوالي تتصدر ميانمار تصنيف مؤشر العطاء والكرم العالمي،متفوقةً بذلك على جميع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، حيث إنها تصدرت المؤشر مناصفة مع الولايات المتحدة الأمريكية عام 2014، غير أنها حازت عليه وحدها في عام 2015 بدون الولايات المتحدة، وهو الحال نفسه في عام 2016.

ويشير المؤشر إلى أنه هناك 91% من شعب ميانمار قاموا بالتبرع بالأموال من أجل الخير عام 2016، بالإضافة إلى 62% منهم قدموا المساعدة لشخص غريب لا يعرفونه، فضلًا عن وجود 55% منهم تطوعوا للقيام بأعمال خيرية بأنفسهم.

واحتوت قائمة المتصدرين العشرين الأوائل لترتيب المؤشر على دولتين عربيتين، وهما الإمارات العربية المتحدة، في المركز العاشر، والكويت في المركز التاسع عشر، ليأتي ترتيب العشرة الأوائل للدول ليشمل ميانمار، والولايات المتحدة الأمريكية، وأستراليا، ونيوزيلاندا، وسريلانكا، وكندا، وإندونيسيا، والمملكة المتحدة، وأيرلندا، والإمارات العربية المتحدة، على الترتيب.

وعلى مستوى الدول العربية جاءت الإمارات العربية المتحدة الأولى عربيًا وفي الشرق الأوسط، والعاشرة على مستوى العالم، بينما جاءت فلسطين في المركز قبل الأخير، المركز 139، ويليها اليمن في المركز 138، وذلك في قائمة الدول الأكرم والأكثر عطاءً على مستوى العالم. واحتوت القائمة في المراكز العشرين الأخيرة على أربعة دول عربية، هي تونس في المركز 122، والمغرب في المركز 123، واليمن في المركز 138، وأخيرًا فلسطين في المركز 139، وهو المركز قبل الأخير في الترييب. وجدير بالذكر أن المؤشر تم إعلانه لتصنيف 140 دولة فقط على مستوى العالم، ومن ضمن هؤلاء الدول وُجد 15 دولة عربية فقط، نجد ان مصر تحتل المركز 112.

وجاء المؤشر الفرعي لمساعدة الغرباء (أو ما يسمى بمؤشر الود) لتكتسحه الدول العربية، حيث أن المؤشر الرئيس يتكون من ثلاثة مؤشرات فرعية، مساعدة شخص غريب لا تعرفه أو لا تعرف أنه يحتاج للمساعدة، التبرع بالأموال من أجل الأعمال الخيرية، والوقت الذي يقضيه الأفراد في التطوع.
واحتلت الدول العربية ضمن العشرة مراكز الأولى في تصنيف الدول في مساعدتها للآخرين الذين لا يعرفونهم، الخمسة مراكز الأولى وحدها، حيث جاءت العراق في المرتبة الأولى، ويليها ليبيا، والكويت، والصومال، والإمارات المتحدة.

فإذا كنا لا نشعر بالاخرين فقد تجردنا من الانسانية ولا يكون للعطاء مكانا يذهب اليه فقد يضيع وسط الفساد والويلات ولكن امامنا فرصة ألا نفقد انسانيتنا فالعطاء وحده قادر على خلق مجتمع صحي وسليم.