الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أضخم فضيحة رشوة تهز الولايات المتحدة.. سياسيون وممثلون ورجال أعمال متهمون بدفع أموال لإلحاق أبنائهم بجامعات مرموقة.. بينهم جاريد كوشنر وآل جور.. وصحفي يكشف تفاصيل مثيرة في كتابه

جاريد كوشنر مستشار
جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي

مؤسس مكتب استشارات دراسية جمع أرباحًا بـ 25 مليون دولار لتسهيل إلحاق أبناء الأثرياء بالجامعات
والد جاريد كوشنر دفع 2.5 مليون دولار لإلحاقه بجامعة هارفارد
الرشاوى تُدفع مقابل تزوير اختبارات دخول الجامعات المرموقة

وجهت السلطات الأمريكية اتهامات لعشرات الآباء الأثرياء أمس الأول، الثلاثاء، في إطار تحقيق يجري عبر أنحاء الولايات المتحدة، بشأن دفع رشاو ضخمة لتأمين دخول أبنائهم إلى جامعات مرموقة.

وذكر موقع "ميركوري نيوز" الأمريكي أن التحقيقات كشفت أن رجلًا في ولاية كاليفورنيا يُدعى ويليام سينجر أسس مكتبًا للاستشارات الدراسية هادفًا للربح عام 2007 أطلق عليه اسم "ذا كي" (المفتاح)، ثم أسس جمعية خيرية غير هادفة للربح عام 2012 باسم "كي وورلدوايد فونديشن"، ويقول المحققون إن المؤسستين استُخدمتا كمركز لإدارة عمليات ابتزاز ورشوة.

وأضاف الموقع أن تحريات وزارة العدل الأمريكية كشفت أن بعض الآباء الأثرياء كانوا يدفعون تبرعات لمؤسسة "كي وورلدوايد فونديشن" الخيرية تتراوح بين 15 ألف و75 ألف دولار، وفي بعض الحالات دفع آباء مبالغ تتجاوز 6 ملايين دولار، وكان سينجر يستخدم هذه الأموال لتسهيل اجتياز الطلبة اختبارات سات (SAT) وآكت (ACT) الضرورية للالتحاق بالجامعات الأمريكية.

وأوضح الموقع أن سينجر دفع رشاوى لمديري اختبارات سات وآكت بجامعتي لوس أنجلوس وهيوستن، بمعدل 10 آلاف دولار للاختبار الواحد، مقابل قيام المديرين بحل الاختبارات بأنفسهم بدلًا من الطلبة أو تبديل الإجابات الخاطئة، ثم إرسال الإجابات المزورة لتقييمها.

وتابع الموقع أن سينجر جنى أرباحًا بقيمة 25 مليون دولار، وقد وجهت لها اتهامات بالابتزاز وغسل الأموال والاحتيال وإعاقة العدالة.

وبحسب صحيفة "يو إس توداي"، أثار انفجار هذه الفضيحة أقاويل حول كيفية التحاق جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره، بالدراسة في جامعة هارفارد.

وأوضحت الصحيفة أن مسألة التحاق كوشنر بجامعة هارفارد خضعت للتحقيق بعد صدور كتاب عام 2006 بعنوان "ثمن القبول" للصحفي دانيال جولدن، روى فيه وقائع عن رشاو في صورة تبرعات دفعها أثرياء لتأمين إلحاق أبنائهم بجامعات مرموقة، وكانت إحدى تلك الرشاوى تبرع دفعه رجل الأعمال والمطور العقاري تشارلز كوشنر، والد جاريد كوشنر.

وفي عام 2016، بعد فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، أعاد جولدن إلى الأذهان قصة تبرع تشارلز كوشنر بمبلغ 2.5 مليون دولار لجامعة هارفارد عام 1998، وبعدها بوقت قصير تم قبول ابنه جاريد للدراسة بالجامعة.

وأوضح جولدن أن شروط الالتحاق بجامعة هارفارد كانت صعبة، إلى درجة أن الجامعة كانت تقبل في صفوفها طالب واحد من بين كل تسعة متقدمين، وفي ذلك الوقت لم يتوقع معلمو جاريد كوشنر في مدرسته الثانوية أن درجاته ومستوى إجاباته في الاختبارات تؤهله للالتحاق بجامعة هارفارد.

وردًا على مزاعم جولدن، قالت ريزا هيلر، المتحدثة باسم شركات كوشنر، أن ادعاءات جولدن لا أساس لها من الصحة، وأن عائلة كوشنر "شديدة السخاء، وقد تبرعت بأكثر من 100 مليون دولار لجامعات ومستشفيات وأنشطة خيرية أخرى".

وأضافت هيلر أن "جاريد كوشنر كان طالبًا ممتازًا في المدرسة الثانوية، وتخرج في جامعة هارفارد بمرتبة الشرف".

وقال جولدن إن بعض كبار المتبرعين لجامعة هارفارد كانوا من الطلبة السابقين فيها، لكن تشارلز كوشنر لم يدرس في هارفارد، وعند تتبع تبرعاته للجامعة اكتشف أن الدافع وراءها كان إلحاق ابنيه بالدراسة فيها، خاصة وأن الجامعة لم تصدر بيانًا رسميًا تعلن فيه عن تبرعات كوشنر كما جرت العادة، وقد عرف جولدن بأمر تبرعات كوشنر بعد نشر تقارير إفصاحاته المالية بناء على طلب السلطات.

وكان تشارلز كوشنر قد أدين عام 2005 بتهم التهرب الضريبي وتقديم تبرعات غير مشروعة وشهادة الزور.

وكشف كتاب جولدن أيضًا أن كوشنر لم يكن الحالة الوحيدة للمشاهير الذين ألحقوا أبناءهم بالدراسة في الجامعات المرموقة عبر دفع رشاو، حيث تورط آل جور، نائب الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، تورط في أمر مماثل.

ونقلت "يو إس توداي" عن مسئولين أمريكيين أن التحقيقات التي تجريها وزارة العدل في هذا الصدد كشفت أن تلك هي أكبر فضيحة رشاوى قبول بالجامعات في تاريخ الولايات المتحدة، حيث وجهت الاتهامات فيها لخمسين شخصًا، منهم مديرون تنفيذيون وممولون ومدربو لياقة بدنية بالجامعات، وممثلون منهم الممثلتان لوري لوفلين وفيليسيتي هوفمان.

وتواجه هوفمان اتهامات بدفع تبرع بمبلغ 15 ألف دولار لمنظمة خيرية ساعدت ابنتها على اجتيار اختبار (سات)، وقال أحد الشهود في قضيتها إنها ناقشت الأمر معه في مكالمة هاتفية.

كما تواجه لوفلين وزوجها مصمم الازياء موسيمو جيانولي اتهامات بدفع 500 ألف دولار مقابل إلحاق ابنتيهما بفريق رياضي في جامعة كاليفورنيا، رغم أنهما لا تمارسان الرياضة.