الفرما.. بلدة السيدة هاجر وبيت آمون ومركز القبائل العربية.. صور

قالوا عنها إنها مدينة مباركة، لأنها البلدة التى كانت منها السيدة هاجر أم إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام، ومدينة مثل هذه لا بد أن نعرف حكايتها، التي أخبرنا بها الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة، مساعد وزير الآثار السابق.
قال عبد اللطيف، إن الفرما لها قصة طريفة، حيث ذكر ابن دقماق فى القرن 9 هـ/ 15م أنها بلدة قديمة كانت عامرة، إلى أن أغار الفرنجة عليها فى رجب سنة 545هـ/ أكتوبر 1150م،فأحرقوها وأخربوها ونهبوا أهلها.
وقيل كان بها أبواب كثيرة من حجارة شرقى حصنها، فوجه ابن المدبر الوزير فى هدمها فخرج أهلها فمنعوهم، وقيل إن هذه الأبواب هى التى قال بشأنها يعقوب عليه السلام لبنيه بسم الله الرحمن الرحيم (يابنى لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة) صدق الله العظيم، سورة يوسف آية 67 – فأمسك ابن المدبر عن الهدم.
والفرما أصبحت حاليًا مندثرة، ولكن يوجد لها آثار تعرف باسم تل الفرما على بعد ثلاثة كيلومترات من ساحل البحر الأبيض المتوسط، وعلى بعد 23 كم شرقى محطة الطينة والواقعة على خط السكك الحديدية الذى بين بورسعيد والإسماعيلية.
وهى الآن تحديدًا إحدى القرى التابعة لمركز القنطرة شرق ومن المناطق الأثرية المهمة فى شمال سيناء، وعرفت فى النصوص المصرية باسم "بو – أمن" الذى يعنى بيت الإله آمون وهو الاسم الذى تحول فى العربية إلى "فرما" مضافًا إليه أداة التعريف، وبعد الفتح الإسلامى لمصر هاجرت كثير من القبائل العربية إليها ومن القبائل التى استقرت فى مدينة الفرما قبيلة لخم وجذام وبعض أبناء قضاعة.
وأفاضت علينا المصادر والمراجع التاريخية بكثير من المعلومات عن مدينة الفرما، وذكر ياقوت الحموى فى القرن 7 هـ/ 13م فى معجم البلدان "أن الفرما مدينة على ساحل البحر"، وأهلها من القبط وبعضهم من العرب وأكثر متاجرهم فى النوى والشعير والعلف لكثرة اجتياز القوافل بهم.