تعرف على أول مبنى معماري أنشئ بقرار من خديوي مصر على ضفاف قناة السويس

يعتبر مبنى إرشاد هيئة قناة السويس بمحافظة بورسعيد والمعروف بمبنى القبة أول مبنى معماري أنشئ على المجرى الملاحى لقناة السويس بقرار خديوى مصر.
ويعد المبنى الواقع على ضفاف الممر الملاحي لقناة السويس في الضفة الغربية بمحافظة بورسعيد، من أهم الآثار المصرية، كونه شاهدا على فترة ما قبل تأميم القناة مرورا بالحروب العالمية وجلاء الإنجليز عن مصر.
وجسد المبنى القابع على مدخل قناة السويس الشمالى حالة من الصمود كصمود ابناء الباسلة فى كافة الحروب التى مرت على بورسعيد فقد صمدت لطيران المحور فى الحرب العالميه الثانيه، والطيران الفرنسى والانجليزى فى حرب 56 كما افلت من القصف الجوى لطيران الكيان الصهيونى فى حرب 1967 وكانت شاهدا على خروج اخر جندى محتل من المدينه يوم 23 ديسمبر 56، وإغلاق القناه فى حرب 67 وعلى اعادة افتتاح القناه فى 5 يونيه 1975 .
وفي الحرب العالمية الأولى، قامت بريطانيا بشراء المبني ليكون مقرا لقيادة الجيش البريطاني في منطقة الشرق الأوسط، ولكنها تركته وقامت بالجلاء عنه وعن مصر بأكملها في 18 من يونيو عام 1956، وكان آخر قاعدة لهم في منطقة القناة ومصر7
ويعتبر المبني أول بناء يشيده الخديو إسماعيل على شاطئ القناة ببورسعيد و يرجع تاريخ بنائه الى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1895 .
وتولت شركة “إدموند كونييه” الفرنسية للمقاولات إنشاء المبنى وان كان لا يعرف على وجه الدقة من هو المهندس المسئول عن عملية التصميم والبناء، ويرجع السبب الرئيسى لانشاء المبنى ليكون بمثابة محطة وصول و استقبال كبار الشخصيات وسفراء وملوك الدول القادمين لمصر من البحر عبر قناة السويس كضيوف للخديوى من ملوك ورؤساء دول العالم الذين يزورون مصر في عهده.
يعتبر مبني ” القبة ” تحفة معمارية تتبادر صورته وطيور النورس في أذهان جميع زائري بورسعيد، وحرصت شركة المقاولات الفرنسية “إدموند كونييه ” والتي قامت ببناء ” مبني القبة” على تصميمه بمعمار متميز وأن يكون موقعه مباشرة على مجرى القناة، ليكون مراقبا وشاهدا ومواجها للسفن العابرة في الممر الملاحي.
وتم بناء ” مبني هيئة قناة السويس” بشكل مختلف، يختلط فيه الطراز الإسلامي بالروح الفرنسية، ونجد القباب الثلاث الخضراء التي تعلوه والمستمدة من الطابع الإسلامي، بجانب الزخارف الداخلية للأسقف والنجف الذي يزين المبنى من الداخل.
شهد المبنى على مدار العصور زيارات عدد من ملوك وسفراء الدول لمصر قبل ثورة 23 يوليو كما شهد الزيارة التاريخية للرئيس جمال عبد الناصر لمحافظة بورسعيد عام 1965 خلال الاحتفال بالعيد القومى لذى الانتصار على قوى العدوان الثلاثى عام 1956 م.
كما شهد المبنى استقبال الرئيس محمد انور السادات فى عام 1975 عقب انتصار أكتوبر على العدو الإسرائيلي لاعادة افتتاح قناة السويس للملاحة العالمية، واستقبل المبنى اليخت الملكى المحروسة عدة مرات كان اهمها الاستقبال الاول عندما استقله خديوى مصر وضيوفه لافتتاح قناة السويس للملاحة العالمية وجاءت الزيارة الأهم عندما استقله الرئيس جمال عبد الناصر خلال زيارته للباسلة وتاتى الزيارة الثالثة عندما استقله الرئيس السادات خلال افتتاح قناة السويس للملاحة عام 1975 عقب نصر أكتوبر.
وكانت اخر زيارة للمحروسة لمبنى ارشاد بورسعيد عندما كانت فى طريقها عابرة من البوابة الشمالية للقناة فى طريقها الى الاسماعلية انتظار ليستقلها الرئيس عبد الفتاح السيسى وضيوفه لافتتاح قناة السويس الجديدة.