جردوها من أسلحتنا.. دعوات متصاعدة لسحب القنابل النووية الأمريكية من تركيا

وصلت العلاقات الأمريكية التركية إلى حضيض جديد، بعد موافقة مجلس النواب الأمريكي أمس بأغلبية ساحقة على قرار يطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات وقيود إضافية على تركيا والمسؤولين الأتراك بسبب عملية نبع السلام في شمال شرق سوريا.
وشملت عقوبات مجلس النواب الأمريكي على تركيا حظر مبيعات الأسلحة الأمريكية لأنقرة ومطالبة الخارجية التركية بحساب مفصل عن دخل أردوغان وثروته وفرض عقوبات على المسؤولين الأتراك المتورطين في هجوم سوريا.
وفي هذا الصدد، ذكرت مجلة "ذي ناشونال إنترست" الأمريكية أن استمرار وجود أسلحة نووية أمريكية في قاعدة إنجرليك الجوية التركية أصبح أمرًا غير ذي معنى أو منطق، ودعت المجلة الإدارة الأمريكية إلى سحب هذه الأسلحة فورًا.
وأضافت المجلة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أدار ظهره للتحالف التقليدي بين بلاده والغرب الأوروبي والأمريكي، في الوقت الذي يسعى لتمتين العلاقات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الخصم التقليدي للغرب، وليس أدل على ذلك من عقد ثمانية لقاءات بينهما خلال العام الحالي وحده.
وشهد العام الحالي أيضًا رفض أردوغان شراء منظومة صواريخ باتريوت الأمريكية، مستعيضًا عنها بمنظومة صواريخ إس 400 الروسية غير الملائمة للتوافق مع منظومات الدفاع الجوي التي يعتمد عليها حلف الناتو، الذي يضم تركيا في عضويته، وردًا على ذلك استبعدت الولايات المتحدة تركيا من عملية إنتاج المقاتلة إف 35.
وفي غمرة اندفاع أردوغان لسحق القوات الكردية الحليفة للولايات المتحدة شمالي سوريا، لم تتورع القوات التركية عن قصف موقع لم تزل القوات الأمريكية تتمركز فيه.
ومن دواعي القلق أن أردوغان شرع في التلميح إلى رغبته في إنتاج أسلحة نووية، وقال في اجتماع مع أعضاء حزبه العدالة والتنمية الشهر الماضي "هناك دول تمتلك صواريخ برؤوس نووية، لكن الغرب يصر على أنه ليس من حقنا أن نفعل ذلك، ولا يمكنني أن أقبل هذا الأمر".
ووفقًا لبيانات الاتحاد العلماء الأمريكيين، يحتفظ الجيش الأمريكي بمائة وخمسين قنبلة نووية من طراز B61 موزعة في أوروبا، خمسون منها في قاعدة إنجرليك الجوية التركية، يرافقها طاقم مكون من نحو 500 فرد من القوات الجوية الأمريكية لتأمينها وصيانتها.
وتابعت المجلة أن القنابل النووية الأمريكية في قاعدة إنجرليك التركية يمكن ويسهل إعادة توزيعها على القواعد المضيفة للمائة قنبلة الأخرى في أوروبا، في هولندا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا، فلا حاجة لبقاء أي أسلحة نووية في تركيا، لأن وجود هذا العدد الضخم نسبيًا من أسلحة الدمار الشامل في أي مكان من أوروبا كفيل بردع أي هجوم محتمل ضد أي دولة من أعضاء الناتو، دون ضرورة حقيقية لأن تكون تركيا إحدى النقاط المضيفة لهذه الأسلحة.
وفي الوقت الذي تتمتع فيه القوات الجوية الألمانية والهولندية والبلجيكية والإيطالية برخصة لاستخدام الأسلحة النووية وطواقم مدربة على استخدامها، فليس من المؤكد أن القوات الجوية التركية تتمتع بهذه القدرة، وإذا ما دعت الحاجة إلى استخدام القنابل النووية المخزنة في قاعدة أنجرليك فالأرجح أن طيارين أمريكيين هم من سيقومون بهذه المهمة، ما يجعل وجود هذه القنابل في تركيا غير ذي فائدة حقيقية.
وختمت المجلة بأن تركيا لم تعد المكان المناسب للاحتفاظ بقنابل نووية أمريكية، ولذا فعلى الولايات المتحدة التحرك فورًا لسحبها وإعادة توزيعها بعيدًا عن دولة تتصاعد خصومتها مع الغرب يومًا بعد يوم.