الصابغ والسابق والشهيد.. من هو يوحنا الذي عمد المسيح في نهر الأردن؟

يحتفل الأقباط اليوم بعيد الغطاس، ويتذكر فيه المسيحيون حول العالم وقت عماد السيد المسيح في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان.

يوحنا المعمدان هو الشخص الذي عمد السيد المسيح في نهر الأردن، يطلق عليه البعض اسم "يحيى" ويلقّب أحيانًا بـ "السابق" لأنه سبق المسيح ليمهّد الطريق أمامه.

وهو يوحنا بن زكريا الكاهن وإليصابات والمعروف عن والِدَيْ يوحنا، أنهما كانا بارّين أمام الله، سالكين في جميع وصايا الشريعة وأحكامها، أما عن يوحنا فلم يكن إنسانًا عاديًا، بل كان نبيًا بارًّا مرسلًا من الله، فقد كانت قصة ميلاد يوحنا تدل على أنه شخص غير عادي فكانت والدته عاقرا لا تنجب وتقدما في السن إلا أنهما رزقا بيوحنا رغم كل العقبات فإن إرادة الله غلبت البشر.

لم يكن يوحنا من الشخصيات التي تجوب في شوارع المدينة، فلم يذكر له أنه كان منتشر وسط الناس فقد كتب عنه الإنجيل "كان ينمو ويتقوّى بالروح، وكان في البراري إلى يوم ظهوره" (لوقا 80:1) ، كان يوحنا المعمدان يعيش في البرية عشية التقشّف والبساطة والزهد، فكان يلبس وبر الجمال، ويضع على حقويه منطقة من جلد، وكان طعامه جرادًا وعسلًا بريًا (متى 3)، أما عمل يوحنا فكان روحيًا، ويتلخص في الدعوة للتوبة، فكان عليه أن يمهّد الطريق أمام المسيح بأن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا.

وقال عنه البابا تواضروس الثاني "السابق" لأنه سبق السيد المسيح جسديًا بستة أشهر، "الصابغ" لأنه قام بالمعمودية التى هى صبغة فى معناها اللغوى، والشهيد لأن حياته إنتهت بالإستشهاد بقطع الرأس.

انتهت حياة يوحنا بفصل رأسه عن جسده لأنه وبخ الملك هيرودس حاكم فلسطين آنذاك، لزواجه من هيروديا زوجة أخيه فيلبس زواجًا غير شرعي، ولآثام كثير ارتكبها ذلك الحاكم.