الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سبب إيمان سحرة فرعون ..على جمعة: رأوا أماكنهم في الجنة

الدكتور على جمعة،
الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن مشهد إيمان السحرة هز فرعون هزة كبيرة، خاصة مفأجاة سجودهم لله، قال- تعالى- « فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ  قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ  رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ»، ( سورة الشعراء: الآيات: 46: 48).

وأضاف« جمعة» خلال برنامجه « مصر أرض الأنبياء»، مع الإعلامي عمرو خليل، على قناة مصر الأولى، اليوم الأحد، أن السحرة تمسكوا بايمانهم بعد تهديد فرعون لهم بأن يقطع ايديهم وارجلهم من خلاف، كما جاء في قوله - تعالى-: « قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ»، ( سورة طه: الآية 72).

ولفت عضو هيئة كبار العلماء أن أفضل التفضيل في أخر الآية الكريمة تثبت ايضًا علم فرعون بوجود الله ولكن ما قدروا الله حق قدره؛ ففرعون لم يكذب موسى ولكنه كان يجحد آيات الله، مشيرًا أنهم أنهم أخبروا فرعون أنهم لن يؤثروه على ما جائهم من البينات، حيث يُقال أن الله كشف  لهم اماكنهم في الجنة فرأوها بعينهم.

وتابع المفتي السابق أن السحرة ءامنوا بالله تمام الإيمان في هذا المشهد ولم يفرق معهم تهديد فرعون تمامًا، قال - تعالى- على لسانهم: « قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا»، ( سورة طه: الآية 72)، لافتًا: سجود 30 ألف ساحر في مشهد مهيب كان أمر كبيرًا في هذه القصة.



ونبه في بداية الحلقة أن كليم الله موسى كان قائدًا بكل معاني الكلمة، تحمل مسؤولية بني إسرائيل من الوهلة الأولى بعد تكليف الله له بالرسالة والنبوبة وتأيده بالمعجزات والبراهين والأدلة، وتحمل غطرسة فرعون وجبروته ووقف صلبًا قويًا مدافع عن قومه وشعبه، وتحمل مسؤولية سحرة بني إسرائيل عندما ءامنوا به وهددهم فرعون، كما تحمل مسؤولية قومه في التيه لسنوات عديدة بلغت الأربعين.

وأضاف الدكتور على جمعة، في الحلقة السابقة، أن الغرض الأساسى من رجوع موسى - عليه السلام- وتوجهه وأخيه هارون لفرعون هو إخراج بني إسرائيل وعودتهم إلى ديارهم، وليس دعوة المصريين؛ لذا ذهب إلى فرعون لياخذ التصريح بالعودة.

وبين « جمعة» أن بني إسرائيل في عصر فرعون وبعدما حدث مع سيدنا موسى - عليه السلام- من قصة قتل المصرى استشعروا الذلة والمهانة من ناحية والخطورة من ناحية أخرى؛ فقرروا الرحيل لكن فرعون لم يكن راضيًا عن هذا الرحيل، فاردا أن يظل في مصر ويخدموها بما تعلموا فيها. 


وواصل عضو هيئة كبار العلماء أن فكرة الدعوة إلي العالمية لم تكن إلا مع سيدنا محمد - صلى اللله عليه وسلم- مستشهدًا بقوله - تعالى-: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ»، ( سورة الأنبياء: الآية 107)، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: « كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة».

ونوه المفتي السابق إلى أنه  من الطبيعي أن يتم الخوف من فرعون، فهو أظهر لبني إسرائيل العداء، فكان يذبح أبناءهم، ويستحي نساءهم، وكان معروفا عنه الطغيان، فيخشي من مثله، لافتًا: أن هناك شائعة انتشرت بين بني إسرائيل عن فرعون أنه لا يموت واستمع بها موسى واخوه هارون - عليه السلام- منذ صغرهم، وساعد عليها أن الله أمد في عمره، لدرجة أنه يقال إن هامان وحده خدمه 100 سنة.