الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف كان حوار النبي موسى مع فرعون؟..على جمعة يوضح

الدكتور على جمعة،
الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن الكاهن الأعظم في عصر فرعون كان يعرف بحقيقة وجود إله، ورغم ذلك كان يضل العامة لكونه ظالما لنفسه ولغيره، مستشهدًا بقوله - تعالى- : « وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ قَوْمَ فِرْعَوْنَ ۚ أَلَا يَتَّقُونَ »، ( سورة الشعراء: الآيات 10، 11).

وأضاف « جمعة» خلال برنامجه « مصر أرض الأنبياء»، مع الإعلامي عمرو خليل، على قناة مصر الأولى، اليوم السبت، أن سيدنا موسى - 
عليه السلام- قال لربه كما جاء في آيات الذكر الحكيم من قوله - تعالى-: « قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ  وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ  وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ  قَالَ كَلَّا ۖ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا ۖ إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ  فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ »، ( سورة الشعراء: الآيات 12: 17).

وتابع عضو هيئة كبار العلماء أنه بعدما جاء أمر الله - تعالى- ذهب موسى وهارون لمقابلة فرعون، فكارن رده عليهم كما جاء في قوله - تعالى- من سورة الشعراء: « قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ  وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ  فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ »، (الآية 18: 21).



وأوضح المفتي السابق أن حوار موسى وفرعون في سورة الشعراء هو أطول جدال في القرآن الكريم، وهنا تاتي العجوبة، حيث قال -تعالى- لموسي-: « وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي »، ( سورة طه: الآية 39)، ففرعون يريد قلته ولكن تحركه العاطفة بالحب تجاه.

ولفت أن سيدنا موسى لم يقل لفرعون أنت كافر ولا أخيه هارون كذلك، فلم يفعل إلا محاولة لإقناعه بالقول اللين، ولم يصفته بما هو فيه من الجهل والكفر والعناد، وهذا مثال للبشرية على إن موسى كان بقمة الحلم مع مواجهة فساد فرعون وطغيانه، مشيرًا أن الحوار في سورة الشعراء أظهر فرعون بأنه متجبر وطاغية وفي النهاية طلب من موسى أن لا يتخذ إله غيره وإلا جعله من المسجونين، قال - تعالى- على لسانه : « قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ»، ( سورة الشعراء: الآية 29).

وأشار الدكتور على جمعة أن موسى عندما عاد رجع كانت هيئته تغيرت، فيوجد قرائن تدل أنه موسى ولكن ليسوا متأكدين، وهو في ذلك الوقت صادر عليه حكم بالإعدام لقلته المصرى، وعلى الرغم من ذلك كان لا يخشي الإقتراب من قصر فرعون لإختراق هذا الحصار، لافتًا أن  تحدى موسى - عليه السلام- لفرعون في الحادثة الشهيرة كان في منطقة واسعة مما نسميه الآن الوجه البحري وجزءا من بدايات الصعيد، لأن الصف وميت رهينة وهي منف القديمة وفيها كان قصر فرعون الذي قال بأن مصر جميعًا له والأنهار من تحته، وهذا يعني أنه كان يتنقل في أكثر من مكان.


ونبه عضو هيئة كبار العلماء، في بداية الحلقة أن جدية موسى - عليه السلام- جعلته يتصف بصفات كثيرة منها صفة التحدى، فتحدى فرعون في قوته وسطوته وملكه وجبروته، كما تحدى السحرة عندما جمعهم فرعون واستعان بعلمائهم وخبرائهم فاستعان موسى بالله، وتحدى قارون عندما كان في سطوته ونفوذه وماله ورجاله ودعا الله عليه فاستجاب له وخسف بقارون وبداره الأرض.


وذكر في الحلقة السابقة، أن سيدنا موسى - عليه السلام- هرب ولم يدافع عن نفسه من تهمة القتل، رغم أنه لم يقصد إلا الدفاع عن شخص مستضعف، خشية أن يتحول الموضوع إلى نزاع بين المصريين وبني إسرائيل، فيما يشبه الجريمة السياسية الجنائية الآن. 

وواصل « جمعة» خلال برنامجه « مصر أرض الأنبياء»، مع الإعلامي عمرو خليل، على قناة مصر الأولى، اليوم الجمعة، أنه لو كان القتل وقع بين أبناء بني إسرائيل كان يمكن له أن يبرر، وكذا لو وقع بين مصري ومصري؛ لذا كان لابد له من الهرب بالخروج من مصر.

وأردف  أنه لم يفعل ذلك إلا لما أخبره  مؤمن من آل فرعون أن هناك مؤامرة تحاك ضده، لافتًا: كان في دوائر متخدي القرار حينها. 


واستدل المفتي السابق بقوله - تعالى-: « وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ»، ( سورة القصص: الآية 20). 

ونوه أن سيدنا موسى - على السلام- كان معروفا أنه من بني إسرائيل ليس فقط من الأم المربية أو الأخت الملاصقة أو هذه المعيشة ولكن أيضًا الهيكل التركيبي والشكل الخارجي، فبنو إسرائيل كان يتميزون بصفات جسدية معينة كانت فيه سيدنا موسي- عليه السلام-.

وأكد  أن كليم الله موسى - عليه السلام- كان جادًا في صفاته وأفعاله وأقواله، حتي نستطيع أن نقول إن مفتاح شخصيته كانت الجدية، وتراها في كل موقف من المواقف التي قص فيها الله علينا قصته- عليه السلام-.