EN 
شهدت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالتجمع الخامس، محاكمة المتهم بالتحرش بطفلة المعادي الذي لا تتخطى عامها الحادي عشر ، وذلك بعد مرور ما يقرب من 41 يوما على عمر القضية داخل أروقة جنايات القاهرة، والمتهم فيها محمد جودت المتحرش بطفلة داخل إحدى العقارات بمنطقة المعادى.
ويرصد صدى البلد تفاصيل القضية بعد النطق بالحكم على المتهم بالسجن 10 سنوات ، حيث وصل المتهم محمد جودت في تمام الساعة الحادية ونصف من صباح اليوم إلى مقر محكمة القاهرة الجديدة، وسط حراسة أمنية مشددة، مع تغيب أسرة المجنى عليها في ثالث جلسات القضية.
مريض بـ"البيدوفيليا"
وأكد دفاع المتهم في بداية الجلسة، على أن موكلة مريض بمرض عقلي غير دائم يسمى بـ "البيدوفيليا"، وهو ما تسبب في الواقعة التي التقطتها الكاميرات وتناقلتها وسائل الإعلام.
والدة المتهم تعاني من السرطان
وشدد الدفاع على ما يراه بأن هناك فارقا بين المُجرم والمريض، مؤكداً أن المجرم شخص ينتهج سلوكا إجراميا ليس لديه وازع من الضمير دون النظر لمن يعتدي عليه، وأن والدة المتهم تعاني من السرطان وأنه من يقوم باصطحابها للعلاج الكيماوي.
انتفاء القصد الجنائي
وتابع الدفاع متسائلاً " من يتحمل مسئولية تعريض الطفلة للخطر، مشددةً على أن القانون يُعاقب من يستغل الأطفال تجاريا، ودفع ببطلان الاعتراف وانتفاء القصد الجنائي العام والخاص في جريمة هتك العرض .
ووصف دفاع المتهم خلال انعقاد الجلسة، بأن الطفلة المجني عليها بمثابة ابنة موكلي.
يعاني من مرض عقلي
وشرح الدفاع أمام هيئة المحكمة بأن موكله يعاني من مرض عقلي ، وهنا يكون المريض شخص محترم، يحاول بقدر الإمكان ان لا يفعل مثل تلك الأفعال التي يجرمها القانون وحرمها الشرع .
ولفت الدفاع إلى أنه في تلك الحالة فإن هناك مانعا من موانع المسئولية الجناية، وهي نقص الإدراك لدى المتهم مما ينقص العقوبة.
المدعي المدني يطالب بأقصى عقوبة
وبعد أن انتهى محامي المتهم من مرافعتة طالب المدعي بالحق المدني الحاضر مع ضحية "المعادي"،بتوقيع أقصى عقوبة على المُتهم محمد جودت.
وأثبت محامي أسرة الطفلة، أن المجني عليها تعاني من ضرر نفسي بعد الحادث، وأشار على أنها تتلقى علاجاً نفسياً، وهو ما تسبب في عدم حضور الأسرة جلسة اليوم
120 دقيقة عمر الجلسة
مرت ما يقرب من 120 دقيقة وقاضي المحكمة يستمع إلى مرافعة الدفاع ، وبعدها قرر رفع الجلسة للحكم الذي أصدرت حكمها بمعاقبة المتهم 10 سنوات عما أسند اليه من اتهام في القضية.
لم تمر سوى لحظات ودخل المتهم في حالة انهيار تام بعدما أصدرت المحكمة حكمها وسقط على الأرض داخل حجز المحكمة، حيث تدخل حرس المحكمة لإفاقته، وتم إيداعه في الحجز الخلفي المخصص للمتهمين داخل محكمة القاهرة الجديدة.
وجه عبد الرازق مصطفى، محامي المجني عليها "طفلة المعادي"، الشكر لهيئة المحكمة بعد أن قضت بمعاقبة المتهم محمد جودت بالسجن المشدد 10 سنوات عما نسب إليهما اتهامه في الواقعة المعروفة إعلامياً بمتحرش المعادي.
ومن جهته ، قال الدفاع بالحق المدني بعد النطق بالحكم:"نشكر هيئة المحكمة على الحكم الذي يعد رادعاً عن الواقعة، وهو حكم تاريخي، لأنه من أسرع الأحكام في تاريخ القضاء.
وتابع :"من خلال هذا الحدث الذي هز مشاعر المجتمع المصري، نتوقع من الأباء والأمهات مزيد من التوعية لأولادنا وبناتنا جميعاً، وإصغاء الاستماع إليهم، لأنكم حائط الصد الأول الحامي لهم بجانب القانون".
كما اكد المحامي محمد ثروت، الحاضر أيضاً مع أسرة المجني عليها، قائلاً إن المحكمة استعملت الرأفة مع المتهم .
صدر القرار من المحكمة برئاسة المستشار محمود زين الدين وعضوية كلا من المستشار محمد عيسى والمستشار محمد محيي الدين وأمانة سر محمد فاروق وشريف محمد.
وكانت المحكمة قد استمعت لطلبات المدعى بالحق المدنى بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم عوضا عن طلب النيابة العامة بالتعويض المادى للمجنى عليها كما طالب دفاع المتهم بإيداع المتهم إحدى المصحات النفسية ووضعه تحت الملاحظة للتحقق من مدى سلامته العقلية والنفسية ومتابعة تصرفاته ولكن رفضت المحكمة طلبات دفاع المتهم لرؤيتها مدى سلامة المتهم العقلية ووعيه كما أمرت المحكمة بانتداب محامى بديل للمتهم.
القضية تعود أحداثها إلى انتشار فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه المتهم محمد جودت وهو يستدرج فتاة داخل إحدى البنايات في منطقة الحرية بالمعادي، وقد قام بالتحرش بها، قبل أن تخرج إليه إحدى العاملات في معمل تحاليل بالعقار، والذي رصد الواقعة من خلال كاميرا المراقبة الخاصة به، ليتم ضبط المتهم خلال ساعات من انتشار الفيديو وتحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة التي باشرت التحقيقات وأحالته إلى محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالتجمع الخامس.
