الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القذافي أنقذه ومنحه الجنسية.. من هو محمد الفيتوري الذي يحتفل به جوجل؟

الشاعر محمد الفيتوري
الشاعر محمد الفيتوري

يحتفل محرك البحث جوجل بالذكرى الـ 85 لميلاد محمد الفيتوري الشاعر السوداني، وهو من مواليد 24 نوفمبر 1936، وتوفي عام 2015، وهو شاعر سوداني بارز. يعتبر من رواد الشعر الحر الحديث، ويلقب بشاعر إفريقيا والعروبة.

وتم تدريس بعض أعمال الشاعر محمد الفيتوري ضمن مناهج آداب اللغة العربية في مصر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، كما تغنى ببعض قصائده مغنّون كبار في السودان.

حياة محمد الفيتوري

ولد محمد مفتاح رجب الفيتوري،  في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور  بالسودان، ووالده هو الشيخ مفتاح رجب الفيتوري وهو ليبي، وكان خليفة صوفي ، ومن السودان إلى مصر استكمل محمد الفيتوري حياته ، حيث نشأ في مدينة الإسكندرية بمصر وحفظ القرآن الكريم في مراحل تعليمه الأولى، ثم درس بالمعهد الديني وانتقل إلى القاهرة حيث تخرج في كلية العلوم بالأزهر الشريف.

مشوار محمد الفيتوري 

عمل الفيتوري محرراً أدبياً بالصحف المصرية والسودانية، وعُيّن خبيرًا للإعلام بجامعة الدول العربية في القاهرة في الفترة ما بين 1968 و 1970. ثم عمل مستشارًا ثقافياً في سفارة ليبيا بإيطاليا. كما عمل مستشارًا وسفيرًا بالسفارة الليبية في بيروت بلبنان، ومستشارا للشؤون السياسية والإعلامية بسفارة ليبيا في المغرب.

أسقطت عنه الحكومة السودانية في عام 1974 إبان عهد الرئيس جعفر نميري الجنسية السودانية وسحبت منه جواز السفر السوداني، لمعارضته النظام آنذاك، وتبنّته الجماهيرية الليبية وأصدرت له جواز سفر ليبي، وارتبط بعلاقة قوية بالعقيد معمر القذافي وبسقوط نظام القذافي سحبت منه السلطات الليبية الجديدة جواز السفر الليبي. أقام بعدها في المغرب مع زوجته المغربية رجات في ضاحية سيدي العابد، جنوب العاصمة المغربية الرباط. وفي عام 2014، عادت الحكومة السودانية ومنحته جواز سفر دبلوماسي.

مجال الشعر

 عام 1956، نشر محمد الفيتوري مجموعته الشعرية الأولى بعنوان «أغاني إفريقيا»، والتي استكشفت آثار الاستعمار على الهوية الإفريقية الجماعية وشجع قراءه على اعتناق الجذور الثقافية لقارتهم السمراء، ثم نشر بعدها العديد من المسرحيات والكتب والمجموعات الشعرية، حيث عاش وعمل كاتبا وصحفيا في معظم الدول العربية، ونشر الفيتوري آخر أعمالة في عام 2005.

كتب الفيتوري عن الحرية والانعتاق ومناهضة القيود والاستبداد، والاعتزاز بالوطن منذ بداياته الشعرية ، كما كان الفيتوري مهتماً بقضايا الوطن العربي  خاصة القضية الفلسطينية. فقد تنقل الشاعر السوداني بين العديد من بلدان الوطن العربي ومدنه من الإسكندرية وحتى الخرطوم ومن بيروت و دمشق حتى بنغازي و طرابلس، وكتب العديد من القصائد المهمة التي جعلته واحدًا من كبار الشعراء العرب المعاصر . 

ورغم أن الفيتوري كان أهم رواد الشعر في عصر، إلا أنه  نشر الفيتوري العديد من الأعمال النثرية والنقدية، وبعض الدراسات في الصحف والمجلات العربية وتمت ترجمة بعض أعماله إلى لغات أجنبية ومن بين تلك الأعمال المترجمة، ومنها نحو فهم المستقبلية (دراسة)، التعليم في بريطانيا، وتعليم الكبار في الدول النامية ، كما حصل محمد الفيتوري على «وسام الفاتح» الليبي، و «الوسام الذهبي للعلوم والفنون والآداب» بالسودان .

وفاة محمد الفيتوري

توفي محمد الفيتوري في يوم الجمعة 24 أبريل  2015م، في المغرب التي كان يعيش فيها مع زوجته المغربية عن عمر ناهز 85 عاما بعد صراع طويل ومرير مع المرض.