الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى رحيله العاشرة

مالك الحزين تدفعه للمقدمة.. كيف حجز إبراهيم أصلان مقعدا وسط الكبار بالكيت كات؟

صدى البلد

"ليس مهماً أن نحقق أحلامنا أو لا نحقق، فالأمور لا تقاس بنتاجئها ولكن بما نبذل من جهد".. كلمات للأديب والكاتب إبراهيم أصلان، الذي حلت منذ ساعات، ذكرى رحيله العاشرة، حيث توفي يوم 7 يناير عام 2012، عن عمر ناهز حينها 76 عاما.

إذا سألت أي شخص عن أفضل أعمال النجم الكبير الراحل محمود عبد العزيز، أو المخرج القدير داوود عبد السيد، لا يخرج فيلم "الكيت كات" عن اختياراته، إن لم يكن اختياره الوحيد، هذا الفيلم الذى تم اختياره ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصري، خلال القرن العشرين، لكن ربما لا يعرف الكثيرون أن تلك الأيقونة السينمائية الخالدة يقف ورائها نص أدبى رائع بامتياز للأديب الكبير إبراهيم أصلان اسمه "مالك الحزين".

 

 

نشأة الأديب إبراهيم أصلان

ولد إبراهيم أصلان، بقرية شبشير الحصة التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، ونشأ وتربى في القاهرة، وتحديدا في حي إمبابة، والكيت كات، وقد ظل لهذين المكانين الحضور الأكبر والطاغي في كل أعمال الكاتب، بداية من مجموعته القصصية الأولى "بحيرة المساء" مرورا بعمله وروايته الأشهر "مالك الحزين"، وحتى كتابه "حكايات فضل الله عثمان" وروايته "عصافير النيل"، وكان يقطن في الكيت كات حتى وقت قريب ثم انتقل للوراق ثم المقطم.

 

مسيرة حافلة

بدأ أصلان مشواره الأدبي بكتابة القصة القصيرة، ولاقت أعماله القصصية ترحيبا كبيرا عندما نشرت في أواخر السيتينات، وكان أولها مجموعة "بحيرة المساء"، وربطته علاقة جيدة بالأديب الراحل يحيى حقي، ولازمه حتى فترات حياته الأخيرة، ونشر الكثير من الأعمال في مجلة "المجلة" التي كان حقي رئيس تحريرها في ذلك الوقت.

"مالك الحزين" كانت أولى رواياته، التي أدرجت ضمن أفضل مائة رواية في الأدب العربي، وحققت له شهره أكبر بين الجمهور العادي وليس النخبة فقط، والتحق في أوائل التسيعنيات كرئيس للقسم الأدبي بجريدة الحياة اللندنية إلى جانب رئاسته لتحرير إحدى السلاسل الأدبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة.

 

الكيت كات علامة فارقة

حققت رواية "مالك الحزين" نجاحا ملحوظا على المستوى الجماهيري والنخبوي، حتى قرر المخرج المصري داوود عبد السيد تحويل الرواية إلى فيلم تحت عنوان "الكيت كات"، وبالفعل وافق أصلان على إجراء بعض التعديلات الطفيفة على الرواية أثناء نقلها إلى وسيط أخر وهو السينما، وبالفعل عرض الفيلم وحقق نجاحا كبيرا لكل من شاركوا فيه، وأصبح الفيلم من أبرز علامات السينما المصرية في التسعينات.

قدم أصلان خلال مسيرته الأدبية، مجموعة من الأعمال الإبداعية الخالدة التي تنوعت بين الروايات والقصص القصيرة، أبرزها: "بحيرة المساء. مجموعته القصصية الأولى، صدرت في أواخر الستينيات"، "يوسف والرداء"، "مالك الحزين"، "عصافير النيل"، "حجرتان وصالة".

 

تكريم وجوائز مستحقة

حصل إبراهيم أصلان على عدد من الجوائز منها: جائزة طه حسين من جامعة المنيا عن رواية "مالك الحزين" عام 1989، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2003 – 2004، وجائزة كفافيس الدولية عام 2005، وجائزة ساويرس في الرواية عن "حكايات من فضل الله عثمان" عام 2006، وجائزة النيل للآداب عام 2012.

 

أصلان يصف تجربته الإبداعية

قال الكاتب الكبير إبراهيم أصلان، في ندوة لمناقشة تجربته الإبداعية، استضافتها ورشة يوسف إدريس الإبداعية، بمقر التجمع بالزيتون في 1 إبريل 1993: "تجربتي مع الكتابة ليست شيئا وحياتي ليست شيئا آخر، يعني ذلك أنك حينما تجلس لتتحدث عن الكتابة، فإن هذا يعني أنك سوف تتكلم عن حياتك، أنا باختصار أنتمي لأسرة رقيقة الحال من أصول ريفية، والدي وجدي كانا يعملان في هيئة البريد، وعندما تزوج أبي عشنا في طنطا، وولدت فيها، وبعد حوالي أربع أو خمس سنوات انتقلنا إلى القاهرة، وذلك لأن الانتقال للعمل في القاهرة كان يعني زيادة مرتب والدي بعلاوة تبلغ خمسين قرشا، كنت أكبر اثنى عشر أخا وأختا، تبقى منهم سبعة فقط.

ويكمل: “هناك مشكلة في رصد أحداث حياتي هي تداخل الأزمنة، فالاحساس بالزمن بالنسبة لي غير دقيق بشكل حازم، أذكر الفترة التي عشتها في سيدنا الحسين، فقد اختزلت بالنسبة لي إلى مشهد صغير جدا، يتمثل في كوني أقف على منتصف السلم، البيت معتم نسبيا، الأولاد ينادون علي، وأمي فوق، وأنا لا أراها من العتمة، حتى سمعتها تقول لهم، لماذا كلما لعبت معهم يضربونني، هذا ما أتذكره”.

ويضيف:" إنني أعتقد أن الذاكرة بالنسبة لي ذاكرة مشهدية، أول ما لفت نظري لعملية القراءة، وارتباط الانسان بها أخ لصديق، كان يصطاد معي في النيل، بعدها بدأت اتعرف على عالم الكتب، وفي سوق امبابة بجانب بيتنا كنت أجد روايات الجيب التي بدأت بالتعامل معها، وبمجرد ما تعرفت على روايات الجيب التي بدأت بالتعامل معها وبمجرد ما تعرفت على روايات الجيب بدأت اٌقرأ أرسين لوبين بشراهة، ثم زادت قرااتي واتسعت".