الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صراع تاريخي؟.. من هو آدم يشاري مُشعل أزمة مباراة سويسرا وصربيا

صدى البلد

شهدت مباراة سويسرا وصربيا ضمن مواجهات الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات ببطولة كأس العالم 2022، والتي انتهت بفوز المنتخب السويسري على منتخب صربيا بنتيجة 3 - 2، أحداثا عنصرية مؤسفة، ومشاجرات طاحنة بين لاعبي المنتخبين.

كراهية تشاكا لمنتخب صربيا

وحصد جرانات تشاكا لاعب المنتخب السويسري ذو الأصول الألبانية، والذي دخل في شجار عنيف مع لاعبي صربيا طوال أحداث المباراة، وصل حد التشابك بالأيدي، جائزة رجل مباراة سويسرا وصربيا في الجولة الثالثة والأخيرة للمجموعة السابعة في كأس العالم 2022.

ويبدو أن جرانات تشاكا و"هو لاعب بمنتخب سويسرا لكنه من أصل الباني، حيث إن والديه من كوسوفو بألبانيا ولديه أخ يلعب بمنتخب ألبانيا"، لم ينس مع فعله الصرب في العائلات الكوسوفية، وما ارتكبوه تحديدا بحق النساء الألبانيات في حرب كوسوفو قبل 24 عاما.

وقيل عقب المباراة الدامية كما وصفها البعض، أن القميص الاحتفالي الذي كان يرتديه تشاكا أثار غضب الصرب بسبب مغزاه العرقي والسياسي، وعلى حسب تعبير الصرب فإن المباراة شابها التوتر بسبب تواجد عديد اللاعبين من أصول كوسوفية وألبانية مثل تشاكا بصفوف المنتخب السويسري.

وعقب المباراة، ارتدى تشاكا الذي تحصل على إنذار بالفعل في المباراة بسبب استفزاز اللاعبين الصرب قميصاً لبلاده يحمل الرقم 26 واسم يشاري الخاص بزميله أردون، ولكن للإشارة لشخص آخر على حسب ما قيل.

ووفقاً لما كشفت عنه تقارير في الساعات الماضية فقد قام الأمن القطري المتواجد في استاد 974 بالدوحة يوم الجمعة بطرد إحدى المشجعات من المدرجات خلال المباراة بين سويسرا وصربيا بسبب قيامها بعمل حركة النسر الألبانية في إشارة للخلافات السياسية بين ألبانيا وسويسرا.

ويتعمد مشجعو منتخب سويسرا كثيرًا خلال المباريات أمام منتخب صربيا إظهار دعمهم لدولة ألبانيا بسبب الخلافات بينها وبين صربيا.

 في عام 2018، تلقى تشاكا مخالفة برفقة زميله شيردان شاكيري، الذي ينحدر من أصول ألبانية كوسوفية، في نهائيات كأس العالم 2018، حين احتفل الاثنان بعد تسجيل هدف ضد صربيا برفع إشارة النسر.

صراع تاريخي بين المنتخبين

والنسر شعار دولة ألبانيا الموجود على علمها الوطني، ما تسبب بموجة غضب على المستوى السياسي والإعلامي والشعبي في صربيا، ودفع "الفيفا" وقتها إلى منع إشارة النسر في الملاعب والمدرجات.

وشهدت العلاقات بين ألبانيا وصربيا توترات عديدة على مدار التاريخ، فبعد تفكك الإمبراطورية الصربية، وسقوطها تحت سلطة الاتحاد اليوغسلافي، انضمت كوسوفو كولاية تحكم حكم ذاتي ولكن داخل الاتحاد، وفي نهايات الاتحاد اليوغسلافي، عمل الصرب على ضمان تبعية إقليم كوسوفو لهم ليكون تحت حكمهم المباشر 1990.

وظلت العلاقات بين الطرفين الصربي والألباني حول إقليم كوسوفو في هدوء نسبي، إلا أن الأمور اشتعلت بحرب غير متكافئة بين الصرب وألبان كوسوفو في (1998- 1999) ، راح ضحيتها ما يقرب من 13 ألف ألباني.

وتشكل حينها جيش تحرير كوسوفو لتزداد وتيرة العنف والمقاومة، حيث أعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا 2008، وسارعت ألبانيا للاعتراف بها، وهو ما اعتبرته صربيا إعلانًا صريحًا للعداء من قبل الألبان.

وأعلن آدم يشاري في يوليو 1990 انضمامه إلى المتطوعين في جمهورية ألبانيا لتشكيل ما يعرف باسم جيش تحرير كوسوفا، وقاتلت عائلة يشاري اليوغسلاف الصرب، و في 5 مارس، 1998 هوجم مقر عائلة يشاري بقوات كبيرة  من الجيش الصربي وقوات الشرطة الصربية للقضاء عليه وحاصروا العائلة لمدة يومين.

وكانت الحصيلة مقتل 58 شخصا من عائلته من ضمنهم 28 طفلا وامرأة، والناجي الوحيد كان أحد أبناء أخيه في الحادية العشرة من العمر، ومن وقتها وهو يحظى باحترام الألبان بسبب قتاله ومقاومته في سبيل استقلال كوسوفا عن صربيا التي عدته إرهابيًا ويعتبر يشاري بطلا قوميا في ألبانيا.