الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جلسة الإشراق.. فضلها وهل يتحقق أجرها في البيت؟

صلاة الإشراق
صلاة الإشراق

يغفل الكثيرون عن فضل جلسة الإشراق، أو صلاة الإشراق والضحى والأوابين، فـ جلسة الإشراق وأداء ركعتين مما ثبت فضله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد جاء عن أبي أمامة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: «من صلى الصُّبْحَ في مسجد جماعةٍ، ثم مَكَثَ حتى يُسبِّحَ تَسْبيحة الضُّحى، كان له كأجر حاجٍّ ومُعتمِرٍ تامٍّ له حَجَّتُه وعُمْرتُه». 

وقد أكد الدكتور رمضان عبد الرازق عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر، أن أفضل وقت لأداء ركعتي الشروق والضحى في التاسعة صباحا وحتى دخول وقت الظهيرة. 

جلسة الإشراق

وقد ورد عن النبي- صلى الله عليه وسلم- فضائل عدة للمكوث بعد صلاة الفجر مع ترديد بعض الأذكار، ومن الأذكار التي وردت فيها أحاديث نبويةٌ ما ورد أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان ذات مرة يغدو ويأتي بعد صلاة الفجر وزوجته جويرية -رضي الله عنها- ماكثة تذكر الله حتى طلعت الشمس، فلمّا رآها رسول الله على هيئتها منذ صلاة الصبح قال لها: (لقَدْ قُلتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لو وُزِنَتْ بما قُلْتِ مُنْذُ اليَومِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ).  

عثمان بن عبد الرحمن عن موسى بن يحيى عن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة رضي الله عنـه قال: قال رسول الله صـلى الله عليه وسلم: «من صلى صلاة الغداة في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم قام فركع ركعتين انقلب بأجر حجة وعمرة». 

وعن مالك بن مغول عن نافع عن عبد الله بن عمر قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا صلى الفَجْرَ، لم يَقُمْ من مجلِسه حتى تُمكِنَه الصلاة ُ، وقال: «مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ، ثُمَّ جَلَسَ فِي مَجْلِسِهِ حَتَّى تُمْكِنَهُ الصَّلَاةُ، كَانَتْ بِمَنْزِلَةِ عمْرَةٍ وَحَجَّةٍ مُتَقَبَّلَتَيْنِ». 

والذكر في هذا الوقت بترديد أذكار الصباح عظيم وثابت عن النبي صلـى الله عليه وسلم؛ فعَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: «أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ كَثِيرًا، كَانَ لَا يَقُومُ مِنْ مُصَلَّاهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الصُّبْحَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ»، وقد كان هذا دأب الصحابة رضي الله عنهـم؛ فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّهُ جَاءَ إِلَى الْقَوْمِ وَهُمْ فِي الصَّلَاةِ وَلَمْ يَكُنْ صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ فَدَخَلَ مَعَهُمْ، ثُمَّ جَلَسَ فِي مُصَلَّاهُ، فَلَمَّا أَضْحَى قَامَ فَقَضَاهُمَا. 

وعن ابْن الْمُبَارَكِ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:  كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ لِلرَّجُلِ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ أَنْ لاَ يَطْعَمَ طَعَامًا حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَيُصَلِّى لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ رَكْعَتَيْنِ.، وزاد البيهقي عقبه: “وَرُوِّينَا عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّهُ قَالَ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ وَمَا يَتَكَلَّمُونَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ. وَإِنَّمَا أَرَادَ فِيمَا لاَ يَعْنِيهُمْ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ”.

وليس من شرط حصول هذا الثواب صلاة الركعتين في المسجد، بل لو صلَّاها في البيت أو في أي موضع آخر حصل له أجر الحجة والعمرة، لكن لا بدَّ أن يكون ذلك في وقت صلاة الضحى وهو من طلوع الشمس قيد رمح إلى زوالها.

وقد وصف النبي، صـلى الله عليه وسلم، الغافلين عن التسبيح عند طلوع الشمس والاستقلال عن الأفق بالأغبياء؛ عن عمرو بن عبسة عن رسول الله صـلى الله عليه وسلم قال: «ما تستقل الشمس فيبقى شيء من خلق الله إلا سبَّح الله إلا ما كان من الشياطين وأغبياء بنى آدم».