الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مينا التمساح.. حكاية شاب حافظ على تراث الصعايدة في أروقة القاهرة..صور

مينا
مينا

بالخيط والإبر تنسج أصابعه تلك القطعة الفنية المختلفة من نوعها التي تحمل بين طياتها رائحة التراث الشعبي وروح الصعيد داخل أروقة القاهرة الكبرى،  مينا التمساح، هذا الشاب العشريني، ابن محافظة سوهاج، جاء مع أسرته من مركز البلينا إلى محافظة الجيزة، ليحافظ على هوية قاطني العاصمة من أهل الصعيد، عن طريق خياطة الجلاليب والعباءات الصعيدية، التي اعتادوا هلى ارتدائها، فيساعد والده الذي يعمل في المهنة منذ أكثر من 30 عاما داخل محله الصغير بمنطقة العمرانية.


واستطاع عم "تمساح" وهو والد مينا، أن ينمي موهبة ابنه في التطريز والخياطة ويعلمه أصول المهنة منذ الصغر، ليطور نجله عمل يديه من خلال التحاقه بكلية الاقتصاد المنزلي بقسم الملابس والنسيج، لتصبح مهنته الأساسية هي تعليم الخياطة والنسيج لطلاب إحدى الجامعات الخاصة داخل ورشته الصغيرة التي يقدم محاضراته بها صباحا ومن ثم عمله الخاص في محل خياطة العباءات في المساء.


لا يقتصر عمل مينا ووالده على خياطة العباءات والجلاليب لمجرد أنه عمل يكسبون قوت يومهم من خلاله، فهي قصة عشق غزلتها ماكينة الخياطة بينهم وبين الأزياء الشعبية، ليقبل عليهم أهل أسيوط وسوهاج وقنا - وهم أغلب سكان المنطقة- من أكبر تاجر إلى أصغر عامل.


ليس هذا فحسب، فقد وصلت شهرة عملهم إلى صناع الدراما، فحاول العديد من بينهم أن يعرض عليهم تصميم العباءات الصعيدية الخاصة بالمسلسلات.


ولكن حرص مينا ووالده طوال الوقت على الحفاظ على الزي التراثي لديهم وهويته التقليدية بدون تغيير، وبالرغم من ذلك؛ استطاع مينا بحكم دراسته وعمله، أن يطور من موهبته ويبدأ في تصميم الأزياء الشعبية والملابس الجاهزة الأخرى بالطلب. 


يصمم "مينا" و"تمساح" الزي الصعيدي بخامته الأصلية، ويقدم عدة أنواع منه وهي الجلابية البلدي، العباءة والكفافة، وجلابية السكة الحديد، والجلابية السعودي، بالإضافة إلى السديري، بأسعار تبدأ من ٢٠٠ جنيه وتصل إلى ١٥٠٠ جنيه، حيث يسعى كل منهما أن يقدم عمله بأنسب سعر وأعلى جودة في نفس الوقت.


كما يتميز عملهم بالدقة الشديدة، لدرجة أنه بالرغم من انجذاب العرب والسياح له، إلا أنه يحتاج إلى وقت في تجهيزه نظرا لأنهم لا يعترفون بالعباءات الجاهزه ذات المقاس الحر، ويعتمدون على أن الزي الصعيدي له مقاسات خاصة تعتمد على كل شخص بالطلب من أجل أن يخرج في النهاية في صورته المعهودة بدون تحريف. 


ويحرص الوالد وابنه على تصنيف الطلبات التي يحصلون عليها من الزبائن عن طريق لصق ورقة على طرف كل عباءة تحمل اسم صاحبها. 


"عملنا في هذه المهنة حبا بها وليس فرضا علينا".. بهذه الكلمات عبر "مينا" عن حبهم لعملهم لدرجة أنهم بسعون خلف اتقانه قبل أي شيء، فيحلم أن تصل موهبتهم إلى عدد كبير من سكان القاهرة لاسيما من أبناء الصعيد، أملا في الحفاظ على هويتهم وزيهم الشعبي المميز.

IMG-20230303-WA0019
IMG-20230303-WA0019
IMG-20230303-WA0024
IMG-20230303-WA0024
IMG-20230303-WA0026
IMG-20230303-WA0026
IMG-20230303-WA0025
IMG-20230303-WA0025
IMG-20230303-WA0027
IMG-20230303-WA0027
IMG-20230303-WA0028
IMG-20230303-WA0028
IMG-20230303-WA0030
IMG-20230303-WA0030
IMG-20230303-WA0029
IMG-20230303-WA0029
IMG-20230303-WA0018
IMG-20230303-WA0018
IMG-20230303-WA0020
IMG-20230303-WA0020
IMG-20230303-WA0021
IMG-20230303-WA0021
IMG-20230303-WA0022
IMG-20230303-WA0022
IMG-20230303-WA0023
IMG-20230303-WA0023