الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد الصاحى يكتب: ما بعد القمة العربية الإسلامية (1)

صدى البلد

لأول مرة منذ عقود تحظى قمة عربية أو إسلامية بهذا الاهتمام العالمي الكبير مثل ما حظيت به القمة العربية الإسلامية المشتركة التي عقدت بالعاصمة السعودية الرياض، وذلك نظرا لعظم الحدث وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب شعواء وعمليات إبادة جماعية تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على مرأى ومسمع من العالم أجمع، ووسط دعم من الولايات المتحدة الأمريكية الأب اللا شرعي والراعي الرسمي لحكومة الاحتلال ودول أوروبا التي كثيرا ما تشدقت بحقوق الإنسان لكنها صمت أذانها وغضت بصرها عن المجازر التي يرتكبها الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني، وهو ما جعل الآمال تعقد على تلك القمة للخروج بموقف موحد لنصرة تلك القضية ووقف الحرب التي تشن على شعبها.

القوة الحقيقية لتلك القمة تكمن في تعبيرها عن الموقف الجمعي لـ 57 دولة عربية وإسلامية، جددت تأكيدها على مركزية القضية الفلسطينية، وطالبت بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات، وركزت على أن عدم وجود حل جذري عادل للقضية الفلسطينية يضمن للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ووفقا لمقررات الشرعية الدولية، حتى كانت تلك القمة على قدر التطلعات وجاء بيانها شديد اللهجة، قوي ومعبر، وتضمن بيانها الختامي على العديد من التأكيدات التي تضع العالم أمام مسئولياته وأنه لا سبيل لضمان الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة بدون تحقيق السلام العادل والدائم والشامل والذي لن يتحقق من دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

أمام الصمت الغربي عن تلك المجازر أدانت القمة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وجرائم الحرب والمجازر الهمجية، الوحشية واللانسانية التي ترتكبها حكومة الاحتلال الاستعماري خلاله، وضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشريف، والمطالبة بضرورة وقفه فورا، ووصفه الاحتلال بالاستعماري هى لهجة قوية تخرج عن القمة في تصعيد منها ردا على هذا العدوان الغاشم، وكذلك رفض القمة للادعاءات الإسرائيلية وتوصيفها بأن الحرب الانتقامية دفاعا عن النفس أو تبريرها تحت أي ذريعة، فهي جرائم مخالفة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب يجب محاكمة سلطات الاحتلال التي ارتكبتها.

وفي ظل تدهور الأوضاع في قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء ووقود، وما يعكس اهتمام القمة بأولوية البعد الإنساني فقد أكد البيان الختامي على ضرورة كسر الحصار على غزة وفرض ادخال قوافل مساعدات إنسانية عربية واسلامية ودولية، ودعوة المنظمات الدولية إلى المشاركة في هذه العملية، وتأكيد ضرورة دخول هذه المنظمات إلى القطاع، وحماية طواقمها وتمكينها من القيام بدورها بشكل كامل، وهى خطوة  جريئة من القادة المشاركين في القمة ردا على تلك الممارسات اللانسانية التي يرتكبها الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني.

ونظرا للدور الكبير الذي توليه مصر للقضية الفلسطينية والثابت تاريخيا ولم يتوقف لحظة منذ بدء العدوان على غزة، وكان دخول المساعدات لقطاع غزة لن يتم إلا من خلال معبر رفح والأراضي المصرية أكدت القمة على دعم كل ما تتخذه جمهورية مصر العربية من خطوات لمواجهة تبعات العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، وإسناد جهودها لإدخال المساعدات إلى القطاع بشكل فوري ومستدام وكاف، وهى خطوة إن تحققت ستغير من مسار تلك الحرب وتثبت للعالم أن الدول العربية والإسلامية عازمة على دعم قضيتها ورفع الحصار ووقف العدوان مما يجعل دولة الاحتلال تعيد من حساباتها.


يتبع…


-