فاكر العربية دي شوفتها فين قبل كده؟.. اعرف قصة "زوبا" العجيبة

“فاكر شوفت العربية دي فين قبل كده ؟”، بمجرد رؤية هذه الصورة ستعود بك الذاكرة إلى واحد من أشهر الأفلام الكوميدية من الزمن الجميل وهو “الشياطين والكورة”، عندما قدمه الزعيم عادل إمام مع الفنان الكبير حسن يوسف، وهما بشخصية لاعبان في النادي الأهلي ويتعرضان لمواقف لاتنسى وأغلبها بسيارتهما “زوبا ” العجيبة.

بدأت قصة السيارة العجيبة فى أحداث الفيلم بعدما أقنع “عكاشة ” عادل إمام شقيقه “كمال ” حسن يوسف بضرورة اقتناء سيارة للفوز بحب “سناء” شمس البارودي التي يطاردها “رفيق” الراحل ابراهيم سعفان صاحب السيارة الرياضية الفارهة، إلا أن الثنائي لايمتلكان المال لشراء سيارة مماثلة، فقررا تجميع سيارة أعلى المنزل “السطح”، بما أن الشقيقان يدرسان فى كلية الهندسة بقسم الميكانيكا.

وتبدأ رحلة “عكاشة” و"كمال" بتجميع سيارتهما من خلال ترددهما على أماكن “الخردة” وقطع الغيار القديمة، وبيع كل مقتنياتهم ومدخراتهم للحصول على مكونات السيارة، بسبب مغالاة التاجر فى الأسعار لكونه “زملكاوي” ويريد الإنتقام من الثنائي بصفتهم نجوم الغريم التقليدي “الأهلي”.

حتى تأتي لهما قبلة الحياة بعد معرفة قيمة المكافأة التي خصصها النادي للمباراة القادمة على كل هدف بقيمة 10 جنيهات، وينقصهما مبلغ 60 جنيهاً لتجميع كل أجزاء السيارة، وبعد التفكير استقر الثنائي على المشاركة فى “الماتش”.

ولكي يطمئن “عكاشة” لتحقيق الفوز قدم لـ “كمال” فيتامين مخصص للأحصنة ليتحول الأخير لحصان داخل الملعب وينجحا فى إحراز الأهداف المطلوبة للحصول على المبلغ الكافي لعمل السيارة.

وبالفعل ينجح كلاً من “عكاشة” و “كمال” فى الفوز بنتيجة 6-0، وتحصيل الـ 60 جنيهاً والبدء فى مشروع “زوبا” العجيبة فى الدور الأخير بالمنزل “السطح” بمساعدة حارس العقار “البواب”، وبعد عدة محاولات ينتهي “عكاشة” من وضع اللمسات الأخيرة على السيارة.

اشتهرت السيارة بين الصغار قبل الكبار وظلت محفورة في أذهان الجميع بسبب المشاهد الكوميدية التي ظهرت بها مع الثنائي عادل إمام وحسن يوسف ضمن أحداث الفيلم، وهزيمتها لسيارة ابراهيم سعفان الخارقة على عكس المتوقع. 

لدرجة أن “زوبا” كانت مزودة بأزرار هجومية لإلقاء النيران والأدخنة على أي سيارة تشكل خطراً لها على الطريق، وأعلاها مدون “4-2-4” وهي إحدى أشهر خطط الفرق فى كرة القدم، والتى لايزال بعض المدربين عليها حتى اللحظة.

حتى تختتم “زوبا” مشهد وصول “كمال” و"عكاشة" للمباراة النهائية للكأس، ويفوزان بالمباراة وكذلك بقلوب “سناء” و “عايدة” هناء الشوربجي، بعد مطاردة كوميدية تفوقت فيها سيارة النادي الأهلي عن جدارة مع أيقونة أخرى شهيرة وهي “الخنفساء" البيتلز من الصانع الألماني العريق فولكس فاجن.

أما حقيقة السيارة فهي “أوستن 7” التي تم إنتاجها في الفترة من عام 1923 حتى 1939 في بريطانيا، ولقبت بـ "بيبي أوستن" وحصدت شهرة واسعة في السوق البريطاني وكذلك في الأسواق الخارجية.

ومن شدة نجاح  “أوستن 7” الاقتصادية ذات البابين وصاحبة المحرك سعة 747 سي سي، أثرت على شبيهتها الأمريكية “تي فورد”، لدرجة أنه تم تصنيع 2500 سيارة من Austin 7 فى أول عام لها في 1923، وبنهاية عام 1939 كان قد تم تصنيع حوالي 250 ألف سيارة منها حول العالم.

عادت السيارة بقوة على السوشيال ميديا بعدما نشر أحد مستخدمين فيسبوك صورة للسيارة وهي مركونة، وعلق عليها قائلاً:"ممكن معلومات عن الموديل ده"، لتنهال التعليقات علي السيارة، ويستعرض كل تعليق قصة صاحبه مع الفيلم الشهيرة.

والمالك الأصلي للسيارة هو “الأسطى حامد” وهو صاحب احدى ورش “الشكمانات” بمنطقة عابدين فى القاهرة، وكان معروف عن الراحل حبه الشديد للنادي الأهلي، ومن بين كبار مشجعي الشياطين الحمر، والذى اشتراها بأحد مزادات “الخردة” وأعاد بنائها من جديد لتعود للسير على الطريق، ويشجع بها النادي الأهلي ومع كل انتصار يطوف بها شوارع القاهرة من وإلى نادي الأهلي.

وظهرت “زوبا” فى أعمل فني أخر وهو “شاطىء المرح” مع ثلاثي أضواء المسرح وحسن يوسف أيضاً ونجاة الصغيرة، وفوازير “جدو عبده" مع الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي، وأخر ظهور لها كان في مبارة اعتزال أسطورة الأهلي ”محمود الخطيب"، وحالياً السيارة بحوذة حفيده “أحمد” حالياً.

يذكر أن فيلم “ألشياطين والكورة” من بطولة شمس البارودي، حسن يوسف، عادل إمام، إبراهيم خان، نبيلة السيد، هناء الشوربجي، وعماد حمدي، ومن ﺇﺧﺮاﺝ محمود فريد، وﺗﺄﻟﻴﻒ بهجت قمر، وتم إنتاجه في عام 1973، وحقق نجاحاً كبيراً فور عرضه.