تشهد الأسواق المالية العالمية حالة من الترقب الحذر مع اقتراب انعقاد الندوة السنوية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في جاكسون هول، والتي تستقطب أنظار المستثمرين وصناع القرار الاقتصادي حول العالم.
وفي ظل انتظار خطاب رئيس البنك المركزي الأمريكي جيروم باول، تراجعت قيمة الدولار الأمريكي مقابل معظم العملات الرئيسية، بينما اتسم أداء أسواق الأسهم الآسيوية بالتباين، في إشارة إلى حالة عدم اليقين التي تسيطر على المستثمرين قبل ثلاثة أيام حافلة قد تحمل إشارات حاسمة بشأن السياسة النقدية المقبلة.

تفاصيل حركة الدولار والعملات
انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.6% ليصل إلى 98.252 نقطة خلال الجلسة الصباحية، مواصلاً تراجعه عن الذروة القياسية التي بلغها يوم الثلاثاء الماضي.
وسجل الدولار تغيرًا طفيفًا عند 147.41 ين ياباني، وفق بيانات وكالة رويترز.
أما اليورو فقد استقر عند 1.1647 دولار، في حين حافظ الجنيه الإسترليني على مستوى 1.3458 دولار.
العملات الأخرى
تكبد الدولار النيوزيلندي خسائر حادة خلال الليل، حيث هبط إلى 0.58205 دولار أمريكي بعد انخفاض بنسبة 1.2% ليسجل أدنى مستوى له منذ أبريل الماضي. ويأتي ذلك عقب قرار البنك المركزي النيوزيلندي بخفض أسعار الفائدة يوم الأربعاء كما كان متوقعًا، مع الإبقاء على خيار المزيد من التيسير النقدي مفتوحًا إذا دعت الحاجة.
كما تراجع الدولار الأسترالي بنسبة 0.13% إلى 0.64245 دولار أمريكي، ليظل قريبًا من أدنى مستوى له في أسبوعين.
ترقب الأسواق لخطاب باول
ويترقب المستثمرون باهتمام بالغ خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة، إذ يسعى المتداولون للحصول على مؤشرات أوضح بشأن احتمالات خفض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل. ومن المتوقع أن يحدد هذا الخطاب إلى حد كبير اتجاه الأسواق المالية في الفترة القادمة، خاصة مع مشاركة محافظي البنوك المركزية من مختلف أنحاء العالم في هذا الحدث الاقتصادي البارز.
ومن جانبه، قال المحلل الاقتصادي إسلام الأمين إن تراجع الدولار الأمريكي اليوم إلى حالة من الحذر في الأسواق العالمية مع اقتراب موعد الندوة السنوية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في جاكسون هول. هذا التراجع، رغم محدوديته، ويعكس توقعات متزايدة بأن البنك المركزي الأمريكي قد يلمح إلى خفض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل، مما يضغط على قوة الدولار مؤقتًا.
وأضاف في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن استقرار العملات الرئيسية مثل اليورو والجنيه الإسترليني، فيعكس ترقب المتداولين وعدم رغبتهم في اتخاذ مراكز كبيرة قبل صدور تصريحات جيروم بأول غدًا.
ولفت إلى أن الأيام الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد اتجاه الدولار والأسواق العالمية، إذ أن أي تلميح قوي من الفيدرالي قد يدفع العملات إلى موجة تحركات واسعة، خصوصًا مع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق الآسيوية وأسعار الأصول الرقمية مثل البيتكوين.