أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن إدانته الشديدة للهجوم الإسرائيلي الذي استهدف منشآت سكنية مدنية في العاصمة القطرية الدوحة، مؤكدًا أن ما جرى يمثل اعتداءً صارخًا على سيادة دولة عربية عضو في الجامعة، وانتهاكًا فجًا للقانون الدولي ومبادئ احترام سيادة الدول.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، جمال رشدي، في بيان صحفي، إن الجامعة العربية تنظر ببالغ القلق إلى هذا التصعيد الذي يطال دولة قطر، التي اضطلعت منذ بداية الحرب على غزة بدور محوري في جهود الوساطة، بالتنسيق مع مصر والولايات المتحدة، من أجل وقف إطلاق النار.
وأضاف أن هذا السلوك العدواني يعكس استهتارًا إسرائيليًا واضحًا بالقوانين والأعراف الدولية، ويضع المجتمع الدولي أمام اختبار جاد لمدى التزامه بحماية السلم والأمن الدوليين.
وأكد رشدي أن الجامعة العربية تقف صفًا واحدًا إلى جانب دولة قطر، وتدعم أي خطوات تتخذها لحماية أمنها القومي والحفاظ على سيادتها، معتبرًا أن الاعتداء الأخير يمثل امتدادًا لنهج إسرائيلي متكرر يقوم على سياسة فرض الأمر الواقع، ورفض الانصياع للضغوط الدولية الهادفة إلى إنهاء العدوان على غزة.
وفي السياق ذاته، كشفت تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية، أن الهجوم استهدف موقعًا كان يضم اجتماعًا لوفد التفاوض التابع لحركة حماس بالعاصمة القطرية، حيث جرت مناقشة المقترح الأمريكي بشأن التهدئة. وأشارت تلك المصادر إلى مشاركة طائرات مقاتلة إسرائيلية في العملية، في تطور يعكس خطورة المشهد الإقليمي وتداخل مسارات الصراع.
وتأتي هذه الحادثة لتفتح باب التساؤلات حول مستقبل الجهود الدبلوماسية المبذولة، إذ يرى مراقبون أن استهداف منصة للحوار في دولة وسيطة لا يهدد فقط المفاوضات الجارية، بل يضرب مصداقية أي مساعٍ دولية لإحلال التهدئة. كما يثير مخاوف من انتقال الصراع إلى دوائر أوسع، مما يضع المنطقة بأسرها على حافة مرحلة أكثر تعقيدًا.
ويرى محللون أن الموقف العربي الموحد سيكون عاملًا حاسمًا في مواجهة هذا الانزلاق الخطير، مؤكدين أن التضامن مع قطر لا يعكس فقط موقفًا مبدئيًا، بل يمثل أيضًا دفاعًا عن استقرار المنطقة ورفضًا لسياسة التطبيع مع الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.