استيقظت قطر، اليوم الأربعاء، وآليات الحفر تعمل بين أنقاض الهجوم الإسرائيلي الذي وقع في اليوم السابق واستهدف قادة حماس الذين اجتمعوا في العاصمة الدوحة لمناقشة الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأسفر هجوم الثلاثاء عن مقتل ستة أشخاص على الأقل في أحد أحياء الدوحة التي تضم سفارات ومدارس أجنبية.
أثارت الضربة الإسرائيلية على أراضي دولة حليفة للولايات المتحدة إدانة واسعة النطاق من عدة دول في الشرق الأوسط وخارجه.
كما شكلت تصعيدًا حادًا في المنطقة، وهددت بعرقلة المحادثات الرامية إلى إنهاء حرب إسرائيل وتحرير الرهائن.
وقالت حماس في بيان يوم الثلاثاء إن كبار قادتها نجوا من الضربة لكن خمسة أعضاء من المستوى الأدنى قتلوا، بما في ذلك نجل خليل الحية - زعيم حماس في غزة وكبير المفاوضين - بالإضافة إلى ثلاثة من حراسه الشخصيين ورئيس مكتب الحية.
ولم تقدم حماس، التي لم تؤكد اغتيال قادتها إلا بعد مرور أشهر، أي دليل فوري على نجاة الحية وشخصيات بارزة أخرى.
وأشارت وكالة الأنباء القطرية الرسمية إلى أن أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أجرى سلسلة من الاتصالات مع زعماء العالم، من بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأدان الشيخ تميم الهجوم، وقال بحسب بيان الاتصال إن قطر تحمل إسرائيل "مسؤولية تداعياته في ضوء السياسة العدوانية التي تنتهجها والتي تهدد استقرار المنطقة وتعيق جهود التهدئة والوصول إلى حلول دبلوماسية مستدامة".
سعى الخطوط الجوية القطرية، وهي شركة طيران رئيسية تربط بين الشرق والغرب وتعمل من مطار حمد الدولي الضخم في البلاد، إلى ضمان سلامة رحلات الركاب وعدم انقطاعها.
وتحتفظ قطر بترسانة كبيرة من أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك بطاريات باتريوت الأمريكية الصنع وبطاريات الدفاع الجوي الصاروخي عالية الارتفاع، أو ثاد.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري مساء الثلاثاء إن "العدو الإسرائيلي استخدم أسلحة لم ترصدها الرادارات".
ولم يقدم تفاصيل، لكن البيان يشير إلى أن الطائرات المقاتلة الإسرائيلية ربما أطلقت صواريخ من على مسافة لضرب الموقع دون دخول المجال الجوي القطري بالفعل.
صرحت الولايات المتحدة بأنها حذرت قطر قبل الضربة بينما نفت قطر ذلك، حيث صرّح الشيخ محمد بأن "الأمريكيين أرسلوا رسالة بعد عشر دقائق من وقوع الهجمات، مفادها أنهم أُبلغوا بشن هجوم صاروخي على دولة قطر".
تستضيف قطر أيضًا المقر الرئيسي المتقدم للقيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط.
يقع المقر في قاعدة العديد الجوية المترامية الأطراف، ويضم رادارات وأنظمة دفاعية أمريكية، وقد استضاف مؤخرًا ترامب في جولته بالمنطقة في مايو.