بالصور.. باحث: ترميم الآثار علم جامع لشتى العلوم.. ومهمته الحفاظ على الأصل وكشف جماله

باحث في ترميم الأثار:
- الترميم عملية عالية التخصص تهدف لكشف القيم الجمالية والفنية والتاريخية
- الحفاظ على الأجزاء الأصلية للأثر بشتى الطرق والتمييز بين الأجزاء المضافة وبين الأثر
- المادة الأثرية والمباني التاريخية تحمل قيما فنية وتاريخية وقد تكون خالية من أي زخارف أو نقوش
كشف علاء محمد ابراهيم محمد الباحث المتخصص في ترميم الآثار بالأٌقصر أن عملية ترميم وصيانة الآثار والمبانى الأثرية من العمليات الهامة التى عرفت على مدار التاريخ, حيث تحولت من حالات فردية للترميم الى علم يدرس ويهتم بكافة بلدان العالم فأنشأت لأجله مؤسسات قائمة بذاتها لتحقيق الهدف الأسمى فى علاج و صيانة وترميم المبنى الأثرية.
وأشار في دراسة أجراها أنه من هنا يمكن تحديد معنى الترميم بأنه الترميم لايعنى التجديد ولايعنى تجميل الأثر ولكن يعنى الحفاظ على الأثر بما يمثل هذا الأثر من قيمة فنية وتاريخية وحضارية بحيث لايقنص او يغير من طبيعه الأثر الأصلية أو طرازه المعمارية وطابعه الأثرى, وأثناء الترميم يجب الحفاظ على الأجزاء الأصلية للأثر بشتى الطرق ولايجوز المساس بهذه الأجزاء, مع ضرورة التمييز بين الأجزاء المضافة أو المكملة بينها و بين الأثر.
أما مفهوم الصيانة فيعني الحفاظ على الأثر من الظروف المحيطة به والمؤثرة عليه بشكل فعال للحد من تدهور الأثر بتباع الوسائل العلمية الحديثة لإطالة عمر الأثر الى فترات قادمة, والصيانة تعنى المرور بصفة دورية لمنع حدوث أى تلف يصيب به الأثر أو تقليل تأثيره ومحاولة علاجه حتى لايساعد على تدهور حالة الأثر اذا ما تم تركه, كما أنه يهدف إلى التعرف على أهمية وكيفية صيانة وترميم الآثار.
واستعرض مفاهيم الصيانة والحفاظ والترميم، والتطور التاريخي لهذا العلم، و الطرق العلمية لصيانة وترميم القطع الأثرية العضوية وغير العضوية (مثل الأحجار، المنتجات الجلدية، الورق، المنسوجات، المعادن، الفخار) وأسباب تلفها وأفضل الطرق في علاجها وحفظها، والتعرف على المواقع والمباني الأثرية وعوامل تلفها وأهم الأضرار التي تصيبها وطرق معالجته.
وحسب الدراسة فإن علم صيانة وترميم الآثار هو علم متخصص جامع بشتى العلوم سواء منها التطبيقية مثل:الكمياء؛ الطبيعة؛ الجيولوجيا، البيولجى،علم المناخ ،علم البيئة أو العلوم الهندسية والمعمارية والمساحية وكذلك العلوم الأنسانية مثل:التاريخ؛ الفلسفة، المنطق الى جانب العلوم الدينية بشتى فروعها، وهذا يعنى أن ترميم جامع بشتى العلوم، ومنها الفنون بمختلف أنواعها.
وأوضح الباحث أنه من المعروف أن المادة الأثرية والمباني التاريخية تحمل قيما فنية وجمالية وتاريخية وحضارية، وقد تكون المادة الأثرية خالية من أي زخارف أو نقوش أو كتابات ولكنها تمثل قيمة علمية، والهدف من ترميم الآثار هو كشف القيم الجمالية والفنية والتاريخية لهذا الآثار وكذلك حمايتها طبقًا لما أقره القانون وأوصت به المواثيق الدولية لحماية الآثار مثل ميثاق فينيسيا 1966 والذي اعتبر عملية الترميم من العمليات عالية التخصص.
وهذا كله يوضح أن أعمال الترميم للآثار هي إجراءات تتصل بمادة الأثر والحاملة لعناصر فنية وجمالية ينبغي فهمها وإدراك أسلوب تصميمها وتحليل تلك العناصر, مشيرا إلي أن مجال صيانة وترميم الآثار لا يعتمد فقط على المهارة اليدوية والخبرة الفنية فحسب بل يعتمد أيضًا على العلوم التكنولوجية، والتي تكشف لنا ما في باطن الأثر حتى تكون قادرين على صيانته وترميمه.
وأكدت الدراسة علي العديد من الاعتبارات الواجب مراعاتها فى عمليات صيانة وترميم المبانى الاثرية,حيث إنه لا بد من تحديد المواد الداخلة في تركيب المبنى الأثري المراد صيانته وترميمه, وعوامل التلف السائدة كبداية لدراسة تأثيراتها وكيفية تلافي أخطارها, ونوع التلف ودراسة الظروف التي تواجد فيها أو تأثير بها المبنى الأثري, وضرورة دراسة الأساليب المتبعة في الصيانة والترميم لاستبعاد المتلف منها وإيقاف العمل به, واستحداث والتوصية باستخدام مواد أكثر مقاومة لعوامل التلف في عمليات الصيانة والترميم, وتحديد مواصفات المواد الواجب استخدامها في عمليات الصيانة والترميم واستحداث الاساليب المناسبة, ودراسة وفحص المنتجات التجارية المستخدمة في الصيانة والترميم للوقوف على مدى ملاءمتها للمواد الداخلة في تركيب المبنى.