قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سينما بلا حب


بينما تهتم السينما العالمية بالأفلام الرومانسية، التى تعبر بنا من العالم الخشن الذى نعيش فيه إلى عالم العاطفة والمشاعر الساحر مثل فيلم " sweet November " ، "Autumn in Newyork " وغيرها من الأفلام العاطفية التى تعيدنا إلى الزمن الجميل زمن المخرجين العظام أمثال هنرى بركات، وعز الدين ذو الفقار وحسين كمال، فمن منا لا يذكر "رد قلبى"، و بين الأطلال ونهر الحب، تلك الأفلام التى أثرت وجدان المجتمع المصرى، وجعلته مجتمعا متحضرا يتذوق الفن و يعشق الجمال.
ولكن الحال اختلف فبالتدريج تخلت السينما المصرية عن قلبها، ونبذت الفيلم الرومانسى عندما غاب جمهوره، لأسباب كثيرة منها تدهور التعليم و انهيار الذوق العام، وسيادة العشوائية لكافة نواحى الحياة، مما انسحب على السينما التى تعد مرآة المجتمع، فصارت السينما بلا قلب، خشنة جافة تعكس كل أمراض المجتمع من فساد وبلطجة وعشوائية.
وبالرغم من ان بعض الأفلام تعد جيدة على المستوى الفنى وسلطت الضوء على الحالة المتدهورة للمجتمع فى فترة ما قبل ثورة 25 يناير مثل " هى فوضى " ، "حين ميسرة " ،و " صرخة نملة " الا ان تلك الأفلام كانت استثناءات من القاعدة، التى أصبحت تروج الآن للعشوائية والبلطجة والإجرام وتصنع أبطالا من الخارجين على القانون.
تشوهت العاطفة فى السينما من الحب إلى الابتذال والإثارة، واختفت أقلام الكتاب والأدباء من بؤرة اهتمام السينما، فالاهتمام فقط ليس على ما يقدمه الفيلم للمجتمع، ولكن الاهتمام ينصب فقط على الإيرادات. فتحولت القصة السينمائية إلى شيء مشوه لا يمكن نسبه إلى الأدب أو الفن، ولكنها قوالب مبتذلة مكررة تهدف الى جذب متفرجى المناظر، بما يقدم فيها من رقص مثير وعبارات تحمل إيحاءات جنسية خفية، و اختفت قبلة الحب وحلت محلها قبلة الشبق، وغابت عبارات الغرام لتظهر عبارات الغزل الصريح، كل هذا فى وسط بيئة من العشوائية تغلف الفيلم، وتلوث سمعي وبصري من الأغاني الهابطة ومشاهد العشش وأكوام القمامة والقبح، تتصدر كافة لقطات الفيلم.
فكان طبيعيا أن يختفى الفيلم الرومانسى من على الخريطة السينمائية لتصبح السينما المصرية جسدا عليلا بقلب ميت .