تفسير قوله تعالى «الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ».. للشعراوي

قال الله تعالى: «الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ» "سورة النور:3".
قال الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي فى تفسيره للآية الكريمة: إن قوله تعالى «الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً» أى لأن الزواج يقوم على التكافؤ، وحتى لا يستعلي أحد الزوجين على الآخر، مشيراً إلى أن الزاني فيه خِسَّة، فلا يليق به إلا خسيسة مثله يعني –زانية-، أو أخس وهي المشركة؛ لأن الشرك أخسُّ من الزنا.
وأضاف إمام الدعاة أن الزنا مخالفة أمر توجيهي من الله، أمّا الشرك فهو كفر بالله؛ لذلك فالمشركة أخبث من الزانية، وما نقوله في زواج الزاني نقوله في زواج الزانية «وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ».
وأوضح الشعراوي أن البعض يعترض على، كيف إن كانت الزانية مسلمة، أينكحها مشرك؟، قالوا: إن المراد من هذه الآية هى التهويل والتفظيع فقط لا الإباحة؛ لأن المسلمة لا يجوز أن تتزوج مشركاً أبداً، فالآية توبيخ لها: يا خسيسة، لا يليق بك إلا خسيس مثلك أو أخس، وقيل: أن المراد من هذه الآية أن الزانية يدور أمرها بين اثنين: إما أنها أقبلت على الزنا وهي تعلم أنه مُحرَّم، فتكون عاصية باقية على إسلامها، أو أنها ردَّت حكم الزنا واعترضت عليه فتكون مشركة، وفي هذه الحالة يكون معنى الآية أن الأليق بالزانية المستحله له أن تتزوج من زانى أو مشرك مثلها.
وأشار الإمام الشعراوي إلى أن الله تعالى ختم الآية بقوله «وَحُرِّمَ ذلك عَلَى المؤمنين»، بياناً لسبب تحريم الزنا، فتحريمه سبب لطهر الأنسال، فيأتي الخليفة طاهر النسل والعنصر، محضوناً بأب وأم، لأنه جاء من وعاء طيب طاهر نظيف.