قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

جريمة مكتملة الأركان فى مستشفى الهرم..عبد الرحمن دخل لتقويم إعوجاج فى قدمه اليسرى فحولته أخطاء الأطباء إلى"فأر" تجارب


إهمال أطباء مستشفى الهرم يحول حياة أسرة بسيطة إلى كابوس
الأب: الأطباء تركوا القدم المصابة وأجروا العملية فى السليمة فخسرنا الاثنتين
الأطباء : كلام وزير الصحة يمشى فى الوزارة مش علينا
طبيب يالمستشفى: يعنى نضيع مستقبل دكتور عشان " صُباع " طفل
الواقعة تمثل جريمة إنسانية مكتملة الأركان وتعد مثالا صارخا على مدى الفوضى والإهمال الذى وصل إلى القطاع الطبى فى مصر سواء كان فى المستشفيات الحكومية أو الخاصة.
أن يدخل طفل إلى مستشفى حكومى لإجراء عملية جراحية ولا يكتب لها النجاح قد يكون أمرا مقبولا من باب القدرية والمشيئة ولكن ان يتم إجراء العملية فى القدم السليمة وتدميرها بالكامل وترك القدم المصابة فهذا كارثة بكل المقاييس.
نظرات الطفل داخل حجرته زائغة فالألم فوق قدرته على الاحتمال وجسده الضعيف تهاوى تحت قسوة مشارط الجراحين وتأثير المخدر فكيف بطفل صغير يتحمل البقاء داخل غرفة العمليات لأكثر من 9 ساعات وفى النهاية يخرج بعاهة مستديمة وقدم مشوهة.
الأب المكلوم لا يعرف ماذا يفعل بعد أن تحول ابنه الذى كان يمنى نفسه بأن يكون عونا له إلى عاجز عن الحركة بل عاجز عن الحياة .. الأب لا يردد سوى جملة واحدة ليل نها وهى " حسبى الله ونعم والوكيل " بسبب حالة البؤس التى تعيش فيها أسرته منذ دخول ابنه المستشفى قبل عدة أشهر وحتى الآن.
صدى البلد التقى الأب الحزين على ضياع ابنه أمام عينه بسبب إهمال طبيب فقال إن الطبيب كما تربينا صغار كان هو طوق النجاة بعد المولي عز وجل للمرضى ولكنه عندما يتخلي عن القسم الذي أقسمه برعاية المرضي والحفاظ علي أسرارهم يتحول من طبيب إلي جزار يتعامل مع الإنسان وكأنه ذبيحة لاينظر إلي أي ضرر قد يلحق به حتى وإن كان طفلا صغيرا.
وتابع الأب سرد مآساته والدموع تملأ عينيه قائلا ابنى اسمه عبد الرحمن طارق عبد الفتاح كان يعاني من "إعوجاج" بالقدم اليسري ويحتاج إلى إجراء جراحة بسيطة لتقويم الاعوجاج وتم التعاقد مع دكتور إستشاري بمستشفي الهرم لاجراء العملية وتحدد يوم 30يوليو 2015 لإجراء الجراحة.
وبصوت يمزقه الألم والحزن قال استمرت العملية لمدة 3 ساعات متواصلة حتي خرج أبني من غرفة العمليات إلي غرفة الإفاقة وقبل أي شيء طلب الطبيب مني منح الممرضات 300 جنيه كإكرامية وهذا أول مرة أرى فيها طبيبا يطلب هذا الأمر وكأننا فى سوق المقاولات وليس مستشفى.
المفاجأة
وفى محاولات مستميتة منه لسرد الأحداث المفجعة التى تعرض لها ولم يستطع نسيانه تابع قائلا بعد خروج نجلي من غرفة العمليات إلي غرفة الإفاقة استمر لمدة 4 ساعات في غيبوبة كامة مما زاد من شكوكي حول حالته الصحية، وعلى الفور أتصلت بالمسئولين في المستشفي فجاء الطبيب الذي أجري العملية بعدما أنهي عمله بأحد المستشفيات الخاصة وبفحص الحالة خرج لي بلا أدنى تحمل للمسئولية قائلا«معلش هناك حاجة بسيطة نحتاج لعلاج لقد حدثت جلطة ونحتاج إلي إجراء عملية إستكشافية بطول 3 سم فقط وبعد تفكير وافقت بشرط عدم التجاوز عن الـ 3سم واستمرت العملية لمدة 6 ساعات ونحن يمزقنا القلق على ابننا فى الخارج.
حالة ذهول
وواصل سرد المأساة باكيا بعد خروج نجلي من العملية الثانية جلست إلى جواره في غرفة الإفاقة بعدما أبلغني الطبيب أن الحالة مستقرة وكل شيء علي مايرام ولاحظت أن هناك مساحة من السواد تغطى قدم نجلي اليمني وهى القدم "السليمة" فأعتقدت أنه من تأثير البنج وفي الصباح جاءت والدته وما إن دخلت الغرفة إلا وأصيبت بحالة من الفزع والصراخ الشديد ..وخرجت في حالة ذهول قائلة «يالهوي العملية في الرجل السليمة والرجل التانية مفيهاش حاجة ».
لامبالاة
وكلام زوجتى زاد من إزجاعى وأشعرنى بمدى الاهمال واللامبالاة التى وصل إليها الحال فى مستشفياتنا الحكومية وبعد حالة من الشد والجذب مع مسئولي المستشفي أبلغوني أن الأمر يمكن تداركه وبعد إستدعاء استشاري الشرايين من قبل مدير المستشفي كانت الطامة الكبرى هى وجود قطع في الشريان الرئيسي بالقدم اليمني " السليمة" الأمر الذي دفعني إلي الإستعانة بأحد الاستشاريين من الخارج وأبلغوني أن قدم ابني أنتهت وماحدث إهمال طبي مكتمل الأركان .
استفزاز الأطباء
لم يبق أمامي سوي الإمتثال إلي الأطباء بعدما فقدت الأمل في كل شيء ولكى تكتمل مأساة إبنى قام الأطباء بإجراء عملية بتر لـ ثلاثة أصابع من القدم السليمة مع ترقيع للجرح فى القدم المصابة بالإعوجاج التي لم تجر فيها عملية من الأساس وأنا الآن في حيرة من أمرى ولا ادرى ماذا أفعل بعد ان تسبب الإهمال فى اغتيال أسرتى نفسيا ومعنويا ودمر مستقبل ابنى وادخلنا فى حالة من الضياع.
المستشفى تتحدى وزير الصحة
وبنبرة حزن عميقة تنهد الأب المكلوم وكأنه يزيح جبالا من الهم من فوق صدره وتابع سرد مأساته قائلا قبل حلول عيد الأضحى فوجئت بوزير الصحة يقوم بزيارة إلي المستشفي وتم عرض الأمر عليه وعلي الفور كلف استشاريين كبار من المستشفي بتولي حالة الطفل ...ولكن تكليفات الوزير جاءت بصورة عكسية ولم أحظ بالمتابعة اليومية للحالة التي كانت قبل زيارة الوزير وكأنهم يعاقبوننا على اهتمام الوزير بحالة ابنى المسكين وكان رد أطباء المستشفى عليا حينما شكوت من إهمال متابعة حالة ابنى وبنبرة تحدى واضحة " كلام الوزير يمشي علي الوزارة ولا يمشى علينا إحنا ».

انعدام الانسانية
أطباء مستشفى الهرم لم يكتفوا بجلسات العذاب اليومية لأسرة بالكامل وليس للطفل فقط هكذا تحدث والد الطفل فقال كنت في أحد الأيام خارج المستشفي وزوجتي تتابع حالة طفلنا وجاء أحد الأطباء ويدعي جمال موسي ، ليكتب تقريرا عن الحالة وتحدث مع زوجتي بصورة لا يتحملها بشر قائلا«إيه الهيصة إلي أنتو عملينها دي يعني مستقبل دكتور يضيع علشان صابع طفل ولا رجل طفل إيه يعني الي عنده عيل يعالجه بره ».