الإفتاء الأردنية: يجوز مشاركة المُسلم في جنائز أهل الكتاب بـ«شرطين»

قالت دار الإفتاء الأردنية، إن بعض الأحاديث والآثار دلت على أنه يجوز للمسلم المشاركة في جنازة الميت غير المسلم بشرطين.

وأوضحت «اللإفتاء» في إجابتها على سؤال: «هل يجوز المشاركة في جنازة رجل مسيحي، وما هي العبارة التي يتم تعزيتهم بها؟»، أن بعض الأحاديث والآثار دلت على أنه يجوز للمسلم المشاركة في جنازة الميت غير المسلم بشرطين، أولهما ألا يشاركهم في شعائرهم الدينية، ويبقى بعيدا عنها، والثاني ألا يرافق الجنازة ما يخالف الشريعة الإسلامية، فحينئذ يحرم اتباع هذه الجنازة.

وأضافت أن دليل أصل الجواز حديث عَلِيٍّ بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ: (قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ الضَّالَّ قَدْ مَاتَ. قَالَ: اذْهَبْ فَوَارِ أَبَاكَ، ثُمَّ لَا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي. فَذَهَبْتُ، فَوَارَيْتُهُ، وَجِئْتُهُ، فَأَمَرَنِي فَاغْتَسَلْتُ، وَدَعَا لِي) رواه أبو داود (رقم/3214) وقال ابن كثير: إسناده حسن. "إرشاد الفقيه" (1/221).

واستشهدت بما روى ابن أبي شيبة في "المصنف" (3/228) بسنده عن الشعبي قال: ماتت أم الحارث بن أبي ربيعة وهي نصرانية، فشهدها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك بما ورد عن أبي وائل قال: ماتت أمي وهي نصرانية، فأتيت عمر فذكرت ذلك له فقال: اركب دابة وسر أمامها.

واستدلت أيضا بما جاء عن عبد الله بن شريك قال: سمعت ابن عمر سئل عن الرجل المسلم يتبع أمه النصرانية تموت؟ قال: يتبعها ويمشي أمامها، مشيرة إلى أن الفقهاء نصوا على جواز تعزية غير المسلمين بموت أقربائهم من غير المسلمين، ويقول المعزي في مثل هذا الموقف: أخلف الله عليك، عوضكم الله الخير، يسلم رأسك، ونحو ذلك.