إيطاليا تسعى لتعزيز اتفاق مع ليبيا وسط قفزة في أعداد المهاجرين

تستضيف إيطاليا اجتماعا بين دول أوروبية ودول من شمال أفريقيا الأسبوع القادم في مسعى لتعزيز الدعم لاتفاق أبرمته مع ليبيا لمكافحة تهريب الأشخاص مع تصاعد أعداد المهاجرين الواصلين إليها.
وسيجتمع فائز السراج رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الأمم المتحدة مع رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني ووزراء الداخلية من ثماني دول أوروبية من بينها ألمانيا وفرنسا يوم الاثنين.
وتعهدت إيطاليا الشهر الماضي بأموال وتدريبات ومعدات لمساعدة ليبيا في مكافحة مهربي البشر وهو اتفاق أيدته الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي.
لكن الاستقرار ما زال بعيدا عن ليبيا حيث تتصارع حكومتان على السلطة، إحداهما في طبرق بشرق البلاد معومة من مجلس النواب المنتخب والأخرى في طرابلس في الغرب، وما زالت البلاد تعاني ويلات قتال بين فصائل متناحرة وانعدام للقانون.
ورفضت السلطات في شرق ليبيا الاتفاق المبرم بين روما وطرابلس.
وأبلغ وزير الداخلية الإيطالي ماكرو مينيتي الصحفيين "لست بهذه السذاجة التي لا تجعلني أدرك الوضع هناك... لكننا لا يمكن أن نبقى بلا حراك وننتظر إلى أن يستقر البلد."
وقال إن اتفاق ليبيا واجتماع الأسبوع القادم ليسا مجرد "كلام" بل خطوات إستراتيجية نحو التغلب على هجرة جماعية إلى أوروبا.
ومنذ بداية العام الحالي تم إنقاذ أكثر من 16 ألف مهاجر، بزيادة قدرها 36 بالمئة عن الفترة نفسها من العام الماضي، في البحر ونقلهم إلى إيطاليا بعد أن قام مهربون للبشر مقرهم ليبيا بتكديسهم في قوارب متهالكة.
وفي إطار الاتفاق وعدت إيطاليا والاتحاد الأوروبي بتمويل مخيمات للمهاجرين على أراضي ليبيا لكنهما يحتاجان إلى أن تساعد وكالات للأمم المتحدة في إدارتها. وقالت تلك الوكالات نفسها إن ليبيا ليست آمنة للمهاجرين.
وقال رؤساء أربع وكالات تابعة للأمم المتحدة في بيان مشترك الشهر الماضي "المهاجرون واللاجئون قيد الاحتجاز (في ليبيا) معتقلون خارج أي عملية قانونية وفي ظروف غير إنسانية بشكل عام. هم يتعرضون لسوء التغذية والابتزاز والتعذيب والعنف الجنسي وانتهاكات أخرى."
وعبرت حركة فايف ستار المعارضة في إيطاليا أيضا اليوم الجمعة عن معارضتها للاتفاق مع ليبيا ووصفته بأنه "صوري". وقال نواب الحركة بالبرلمان في بيان إن ليبيا مكان خطير للدبلوماسيين الإيطاليين وحثت على إغلاق السفارة الايطالية في طرابلس.
وشهدت العاصمة الليبية الأسبوع الماضي قتالا عنيفا مع سيطرة جماعات مسلحة متحالفة مع السراج على مجمع كان يشغله زعيم منافس بينما خاضت قوات في منطقة الهلال النفطي بليبيا معارك للسيطرة على ميناءين نفطيين رئيسيين.
وسيحضر ديميتريس أفراموبولوس مفوض الهجرة بالاتحاد الأوروبي ووزيرا داخلية الجزائر وتونس أيضا اجتماعا الأسبوع القادم.