"إلى الذى جعل منى شيئا عظيما، وكنت لا شئ، ورفعنى إلى القمة، إلى الذى جعل العالم يتحدث عنى كما يتحدث عن الأساطير، وجعل الخلق ألسنة حق، مشيدة بى، ومعجبة بفنى رافعة من شأنى..إلى أستاذي عزيز عيد".. بهذه الكلمات استهلت الفنانة فاطمة رشدي مذكراتها التي نشرتها بدار المعارف قبل 48 عاما، فقد كانت قصة الحب بين الكهل (عزيز) والصبية التي في سن المراهقة (فاطمة)، حديث الوسط الفني كله ليس فقط لأنه كهل وهي صبية صغيرة ولكن أيضا لأنه مسيحي وهي مسلمة.
وفي الذكرى الـ 72 لرحيل رائد المسرح العربي الفنان عزيز عيد التي توافق اليوم (الأحد)، حيث رحل عيد عن عالمنا في الثاني من أبريل عام 1945.. نرصد قصة زواجهما والتي شغلت الوسط الفني كله آنذاك..فعلى الرغم من قصة الحب المشتعلة التي عاشها الفنان الا ان زواجهما لم يدم كثيرا.
وقع عزيز عيد بالفعل في غرامها رغم فارق السن بينهما، حتى أنه أفصح عن حبه لها وولعه بجمالها وزيادة في إظهار الاهتمام بها، أحضر عزيز عيد اثنين مدرسين لتعليم فاطمة رشدي اللغة العربية والقرآن الكريم، فقد كان يريدها في مستوى ثقافي يناسب مكانته ومكانتها كتلميذة له، وكان يبقى معها ساعتين يوميا يعلمها فن الإلقاء والتمثيل، ولم يكن عيد يفوت فرصة حضور فرقة أجنبية لمصر حتى يحضرا عرضها هو وفاطمة رشدي، وقام أيضا بجمع الروايات التي تحكي تاريخ الإسلام والعرب التي ألفها جورجي زيدان "صاحب دار الهلال".
وبعد محاولات وشد وجذب بين عيد ووالدة فاطمة رشدي فقد كانت ترى أن عزيز عيد استخدم (سحر) لابنتها، وتم الزواج بينهما وكونا معا فرقة مسرحية قدما من خلالها أشهر الأعمال المسرحية،ولكن كان لفارق السن بينهما عاملا كبيرا في اشتعال الغيرة في قلب الزوج المحب حتي كثرت المشاحنات بينهما، والتي عجلت من قرار الانفصال، وبالفعل تم الطلاق بعد إنجابهما ابنتهما الوحيدة عزيزة وبعدما أشهر إسلامه.