"كنيس بن عزرا" معبد يهودي .. مشاهد التوراة والزخارف الإسلامية تزين جدرانه..صور

قامت كاميرا موقع صدي البلد بجولة في معبد"كنيس"بن عزرا اليهودي في الفسطاط بمصر القديمة، حيث يعد من أشهر المعابد اليهودية المصرية، كما أنه به مكتبة تحتوي على نفائس الكتب والدوريات اليهودية التي تؤرخ لوجود طائفة اليهود في مصر،وتاريخ هذا المعبد ممتلئ بالأسرار المثيرة.
حكاية المعبد وردت في كتاب "يهود مصر منذ عصر الفراعنة حتي عام 2000م" للباحث عرفة عبده علي والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وقد ورد فيه أن المعبد كان في الأصل كنيسين، الأول"كنيس العراقيين" وكان تابعا لليهود من أصل عراقي، والثاني"كنيس الشاميين" لليهود من أصل فلسطيني، ويعتبر كنيس بن عزرا هو ما تبقي من"الشاميين"،أما كنيس العراقيين فطبقا للكتاب لا أثر له اليوم.
وتشير معظم الكتب والأبحاث القديمة إلي أن الكنيس كان بالفعل فيما سبق كنيسة قبطية،ويستند الرأي هذا إلي الأخبار التي رويت عن كنيسة"الملاك ميخائيل"التي باعها البطريرك لليهود عام 882م،وذلك في سبيل جمع مبلغ من المال أو كيلة من الذهب،فرضها أحمد بن طولون علي المسيحيين.
وخلال القرن الحادي عشر تهدم المعبد وأعيد بناؤه مرة أخري،ثم شملته عمليات الترميم مرات عديدة،حتي تدهور وتداعي بنيانه في عام 1890 م،فلم يكن بد من هدمه وبنائه من جديد،فأنشئ هذا المعبد الجديد علي غرار المعبد البائد.
وتأتي أهمية المعبد كونه يحتوي علي "غرفة الجنيزة"التي تقع في نهاية بهو النساء،والتي إستوعبت كنزا هائلا من وثائق الجنيزة منذ العصور الوسطي حتي القرن التاسع عشر حين تم إكتشافه،كما يحوي المعبد أثارا فنية منها أبوابا خشبية عتيقة ولوحات.
وكشف الكتاب عن الطراز المعماري للمعبد،والذي يتكون من صفين من الأعمدة الرخامية ذات التيجان المتنوعة الزخارف،ويقسمان البهو إلي 3 أقسام أكبرها الجزء الأوسط العمودي علي الهيكل،والذي تعلوه"شخشيخة"للإضاءة والتهوية.
كما يحتوي البهو منصة الصلاة والوعظ،والهيكل في الحائط الشرقي المتجه إلي بيت المقدس،ويحتوي تابوت العهد وبه لفائف من التوراة،ويحتوي الطابق الثاني شرفة النساء التي تعلو بهو المعبد،والزخارف التي تزين جدرانه تمثل وحدات من الفن اليهودي،وهي عبارة عن مشاهد مستوحاة من التوراة،وعناصر زخرفية إسلامية كالأرابيسك والعرائس والأطباق النجمية.