قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هند عصام تكتب: الملك سنوسرت الأول

الكاتبة الصحفية: هند عصام
الكاتبة الصحفية: هند عصام

بعد الانشغال بحروب العالم الحديث وتوابعها وسحلة ما بعدها سحلة،إنشغل فيها الأعلام المصرى فى تغطية الحرب بين إيران وإسرائيل والهند وباكستان فضلا عن الحرب القائمة الدائمة علي أهل فلسطين وكأن العالم قد أوشك على الانتهاء وكادا أن يتورط في حرب عالمية ثالثة ولكن بعد 12 يوم من الأحداث عاد السلام المزعوم وعدنا نحو لسرد تاريخ أعظم  وأهم حضارة في العالم ، حضارة مصر الفرعونية القديمة من خلال سرد السيرة الذاتية لملوك وملكات الحضارة المصرية القديمة ووقع أختيار السرد هذا  الأسبوع على الملك العظيم سنوسرت الأول الذي دل معني أسمه على مدي قوتة عندما علمنا وعلم العالم أنه يعني  ( الرجل ذو القوة) كما إن الاسم أيضاً في صيغته الإنجليزية يُنطق سيزوستريس الأول، وهو ثانى ملوك الأسرة الثانية عشر. تولى حكم مصر من عام 1971 إلى عام 1926 قبل الميلاد (1920 إلى 1875 قبل الميلاد)، وكان واحد من أقوى ملوك هذه الأسرة. 

اشترك الملك سنوسرت الأول في حكم مصر مع والده الملك أمنمحات الأول خلال الأعوام 1975 إلى 1965 قبل الميلاد. وانفرد بحكم مصر بعد وفاة والده وامتدت فترة حكمه إلى 43 سنة ازدهرت خلالها الحياة في مصر. 

كما عمل الملك سنوسرت الأول مثل والده وأشرك ابنه في الحكم خلال الثلاثة أعوام الاخيرة من حكمه، من 1932 إلى 1930 قبل الميلاد والذي أصبح امنمحات الثاني. و عرف الملك سنوسرت الأول بلقبه التتويجي «كا-خبر-رع»، والذي يعني (تجلي «روح» رع)

وواصل الملك سنوسرت الأول سياسات والده التوسعية ذات الطابع الهجومي في النوبة، وذلك بالمبادرة بإرسال حملتين إلى هذه المنطقة، الأولى كانت في عامه العاشر والثانية كانت في عامه الثامن عشر من حكم مصر، وأقر حدود مصر الجنوبية الرسمية بالقرب من الشلال الثاني حيث وضع فيها حامية دفاعية وأقام عليها لوحة النصر. كما نظم حملة إلى واحات الصحراء الغربية. وأقر علاقات دبلوماسية مع بعض حكام المدن في سوريا والأراضي الكنعانية. كما أن له محاولات في ترسيخ مركزية الهيكل السياسي للبلاد عن طريق دعم القبائل البدوية الموالين له. وشهدت فترة حكمه استقراراً وتطوراً في العديد من المجالات. فكانت مستويات الأدب والصناعة في أوجّهما. كما تميزت هذه الفترة بازدهار الثروة المعدنية واستخراج الذهب وإنتشار المشغولات الذهبية الدقيقة بوفرة. وهذا بالإضافة إلى الجهد الكبير الذي تم بذله في تدبير الأحجار الكريمة والفيروز والنحاس اللازمة لعمل الحلى وما تتطلبها أعمال النحت. وكان من نتائج هذه الفترة أقامة هرمه ومعبده الجنائزي في اللشت بالقرب من الفيوم، وهي العاصمة الجديدة التي أقامتها الأسرة الثانية عشر بعد مغادرة طيبة، وتم العثور له فيها على العديد من التماثيل هناك. وتم ذكر شخصية الملك سنوسرت الأول في قصة سنوهي التى تحدثنا عنها فيما ماضي عندما قالت أنه قد أسرع بالرجوع من حملته العسكرية في ليبيا إلى القصر الملكي في منف بعد سماعه واقعة إغتيال والده أمنمحات الأول.
إن علاقات الملك الأسرية معروفة جيداً. فالملك سنوسرت الأول هو ابن الملك أمنمحات الأول. ووالدته كانت أميرة من الأميرات إسمها نفريتانن. 
وتزوج وكانت وزوجته الرئيسية الملك نفرو الثالثة، وكانت أخته في نفس الوقت، وكان خليفته الملك أمنمحات الثاتي. إبنه المعروف الملك أمنمحات الثاني وأنجب أيضا ايناث الأميرات إيتاكايت وسبات. أما هذه الأميرة الأخيرة فكانت على الأرجح بنت الملكة نفرو الثالثة حيث أنها قد ظهرت معها في إحدى النقوش.
و أرسل سنوسرت الأول العديد من حملات استخراج المعادن إلى سيناء ووادي الحمامات، وقام ببناء العديد من المزارات والمعابد في جميع أنحاء مصر والنوبة خلال فترة حكمه الطويلة. 
وأعاد بناء معبد «رع-أتوم» في هليوبوليس، الذي كان مركزاً لعبادة الشمس. وأقام هناك مسلتين مصنوعتين من الجرانيت الأحمر بمناسبة الإحتفال بعيد يوبيل «الحب سد» الموافق لعامه الثلاثيني على حكم مصر. ولا تزال إحدى هاتين المسلتين باقيةً في موقعها، وهي تُعتبر أقدم مسلة قائمة في مصر. ومكان هذه المسلة هو منطقة «المسلة» بالمطرية بالقرب من حي عين شمس (هليوبوليس). وإرتفاعها هو 67 قدم، وتزن 120 طن أو 240,000 رطل.

و تم توثيق بناء سنوسرت الأول لعدد من المعابد الكبرى في مصر القديمة، بما في ذلك معبد «من» بقفط، ومعبد «ساتت» بالفنتين، ومعبد الشهر في أرمنت، ومعبد الشهر في الطود حيث يوجد له نقش طويل محفوظ هناك.
إن بعض الأعضاء الرئيسين في بلاط الملك سنوسرت الأول معروفين. فنجد أن الوزير إنتف-إقر قد تقلد هذا المنصب في بداية حكمه، وهذه الشخصية تم التعرف عليها من خلال العديد من النقوش ومن خلال قبرة المجاور لهرم أمنمحات الأول. ويبدوا أنه قد شغل هذا المنصب لفترة طويلة من الزمن وجاء من بعده وزير إسمه سنوسرت. وبخصوص أمناء الخزانة فنعرف عنهم إثنين كانوا في عهد الملك: سوبك-حتب (في العام الثاني والعشرين) ومنتو-حتب. أما هذا الأخير فيوجد له مقبرة ضخمة بجوار هرم الملك، ويبدوا أنه كان المهندس المعماري الرئيسي لمعبد آمون بالكرنك. كما تم توثيق العديد من المدراء الساميين. فنجد من بينهم حور، وهي شخصية تم التعرف عليها من خلال العديد من اللوحات ومن خلال نقش موجود في وادي الهودي حيث من الواضح أنه كان قائداً لحملة الغرض منها هو جمع حجر الجمشت. وإحدى هذه اللوحات ترجع إلى العام التاسع من حكم الملك. وقد تقلد هذا المنصب من بعده أحد الشخصيات التي تدعى ناخر في حوالي العام الثاني عشر من حكم الملك. ولديه مقبرة في منطقة اللشت. وشخصية تدعى إنتف، وكان إبناً لإمرأة إسمها سات-آمون، وتم التعرف عليها مرة آخرى من خلال العديد من اللوحات، إحداهما ترجع إلى العام الرابع والعشرين والأخرى ترجع إلى العام الخامس والعشرين من حكم الملك سنوسرت الأول. وشخصية أخرى إسمها إنتف كان إبناً لإمرأة تدعى سات-وسر، وعلى الأرجح أنه كان أيضاً مديراً سامياً في عهد الملك.
ويقال أنه  تم تتويج الملك سنوسرت الأول شريكاً في الحكم مع والده أمنمحات الأول في العام العشرين من حكمه. وهو بدوره قد عين إبنه أمنمحات الثاني شريكاً له في نهاية حياته. فمسلة «وب-واوت» تعود إلى العام الرابع والأربعين من حكم سنوسرت الأول والعام الثاني من حكم أمنمحات الثاني، وبالتالي يكون قد عينه في وقت ما في عامه الثالث والأربعين من حكم مصر. ويُعتقد أن سنوسرت الأول قد توفى خلال عامه السادس والأربعين من توليه العرش حيث أن قائمة تورين تنسب إليه عهداً يمتد إلى 45 عاماً.
يُعتبر الملك سيزوستريس الأول من أعظم فراعنة الدولة الوسطى. قام خلال العام 18 من حكمه بحملة جنوب مصر وامتدت الحدود حتى وصلت إلى الشلال الثاني على نهرالنيل بالقرب من وادي حلفا. وأقام عندها حصنا لتأمين البلاد من الجنوب. وكانت هذه هي المرة الأولى التي امتدت فيها حدود مصر إلى تلك المنطقة. وفي العام 25 من فترة حكمه حدث قحط ومجاعة في البلاد. وذُكر في مخطوط وجد في منطقة التود أن الناس هجمت على المعبد هناك بسبب المجاعة واستولوا على ما فيه من مخزون الطعام.

و من أهم الحملات العسكرية التي وقعت في عهد سنوسرت الأول حملته التي قام بها حتى الشلال الثالث، وكان غرضه منها إخضاع قبائل السود وتثبيت حدود مصر الجنوبية إلى نقطة تبعد نحو 250 كيلومترًا من جنوبي وادي حلفا التي تعتبر الآن الحد الشمالي لبلاد السودان، وبذلك تصبح كل بلاد النوبة السفلية وشمال السودان خالية من كل اعتداء أو غزو من جهة السود.

ولقد بقي السبب الذي دعا إلى هذه الحملة غامضًا إلي أن أوضحت الإكتشافات الأثريه أنه قد حدث زحف قام به أقوام من السودان في العصر الذي يقع بين الدولة القديمة والدولة الوسطى، وتابعوا سيرهم حتى الشلال الأول، وتوغلوا في الأراضي المصرية نفسها حتي وصلوا مدينة الكاب.

وايضا من ضمن أهم الحملات كانت حملة أكوديدي إلى الواحات
وكان هناك موظف يدعي إكوديدي خلف نقشًا موجودًا الآن في المتحف البريطاني ذكر فيه حملته إلى الواحة الخارجية قائلا:

  سنوسرت الأول    لقد حضرت من طيبة بوصفي عامل الملك الخاص لأقوم برغباته، وقد كنت على رأس فرقة من الجنود لزيارة أرض سكان الواحة؛ لأني موظف ممتاز يعرفه سيده بنفاذ بصيرته ويتمدَّح به موظفو القصر، وقد أقمت هذا القبر عند سلم عرش الإله الأعظم أوزير لأجل أن أكون في ركابه، في حين أن الجنود الذين يتبعون جلالته يقدمون لروحي من خبزه ومؤنته، كما يفعل رسول الملك عندما يأتي ليفحص حدود جلالته، وقد أرِّخت بالسنة الرابعة والثلاثين من حكم هذا الفرعون.