الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفراعنة اكتشفوها قبل 2500 عام.. قصة العلاقات التاريخية بين مصر وأفريقيا

صدى البلد

من المقرر أن يفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، غدا السبت، مؤتمر إفريقيا 2018 في نسخته الثالثة تحت عنوان القيادة الجريئة والالتزام الجماعي وتعزيز الاستثمارات البينية الإفريقية، والذي سينعقد بمدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 7 إلى 9 ديسمبر والذي تنظمه وزارة الاستثمار بالتعاون مع الوكالة الإقليمية للاستثمار التابعة لمنظمة الكوميسا.

السيسي وأفريقيا

لكن علاقة مصر بأفريقيا لم تكن وليدة تلك اللحظة وإنما امتدت منذ زمن بعيد وقت المصريين القدماء، ومنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت نظرته لأفريقيا مختلفة وحاول إعادة الجسور التي توقفت سابقاً والتقى  السيسي خلال ستة أشهر من تنصيبه رئيس الجمهورية بـ 12 رئيس دولة إفريقية وتواصلت الزيارات المتبادلة بين وفود رسمية وشعبية بين القاهرة مع العواصم الإفريقية، كما توالت المشروعات المشتركة بين الجانبين، واتجهت مصر بكل قوتها إلى دول القارة السمراء.


وأثناء مشاركة السيسي في القمة الإفريقية بغينيا الاستوائية، كأول قمة أفريقية يحضرها، عقد لقاءات قمة مع زعماء أفارقة، هم رؤساء موريتانيا والسنغال وتنزانيا وأوغندا ومالي وغينيا الاستوائية وجنوب أفريقيا ورئيس وزراء إثيوبيا، وفي طريق عودته زار الخرطوم، وعقد لقاء قمة مع الرئيس السوداني عمر البشير.




أيام الفراعنة

وقد قام المصريون القدماء برحلات كشفية وحملات متوالية فى القارة الإفريقية منذ ما يقرب من ألفى وخمسمائة عام قبل الميلاد، أى أن الرحالة والمستكشفين المصريين قد سبقوا أقرانهم الأوروبيين بما يقرب من أربعة آلاف سنة فى محاولة التقدم لكشف القارة الإفريقية.


بل إن كشوف المصريين الأولى توغلت داخل القارة بحثاً عن منابع النيل فى سعى لإقامة العلاقات مع الشعوب التى تعيش على ضفتى النهر الذى يهب لمصر الحياة، واستمرت جهود المصريين القدماء في كشف أغوار أفريقيا وفي الترحال نحو سواحل أسيا الجنوبية طوال عصور حضارتهم القديمة.


ولعل أشهر رحلاتهم هى تلك التى نظمت فى عصر الملكة حتشبسوت، والتى توجهت فيها السفن المصرية إلى بلاد بونت، وقد سجلت تفاصيل تلك الرحلة على جدران معبد حتشبسوت بالبر الغربى بالأقصر.


وربما كانت الرحلة البحرية المصرية الفينيقية المشتركة التى دارت حول القارة الإفريقية فى عصر الملك نخاو الثانى فى أوائل القرن السادس قبل الميلاد هى أهم الإنجازات فى مجال الكشوف الجغرافية المصرية، حيث انطلقت السفن التى أرسلها نخاو من شواطئ مصر على البحر الأحمر وسارت بمحاذاة شاطئ القارة الإفريقية حتى أقصى جنوبها.


ثم صعدت السفن شمالا بمحاذاة الشاطئ الغربى للقارة لتعود إلى الشواطئ المصرية على البحر المتوسط ومنها إلى النيل، فكانت تلك الرحلة الأسطورية التى تناقلت أخبارها المصادر القديمة أول محاولة بشرية معروفة للالتفاف حول القارة الإفريقية قبل نجاح فاسكو دا جاما فى القيام بهذا العمل بألفى عام.


رحلات استكشافية

ولم تكن جهود المصريين القدماء فى كشف القارة الإفريقية قاصرة على تلك الرحلات الكبرى التى شهدها عصر الدولة الحديثة أو عصور الأسرات الفرعونية الأخيرة، لقد اهتم المصريون القدماء بالرحلات الكشفية منذ عصر دولتهم القديمة الذى يعود إلى بدايات الألف الثالث قبل الميلاد.


ومن أشهر الرحالة الذين سجلوا أعمالهم الكشفية الرحالة والقائد العسكرى حرخوف قائد الجنود ومدير كل البلاد الأجنبية فى الجنوب كما يطلق عليه فى الوثائق الرسمية، وقد قام حرخوف بعدة رحلات توغل فيها فى بلاد النوبة والصحراء الغربية، وربما يكون قد وصل إلى أواسط أفريقيا.