شارع فلسطين بورسعيد.. أهمية تاريخية ونظرة لتطويره كناصية العالم.. الغضبان: سنعيد المحافظة إلى سابق عهدها.. والمنتفعون: نطالب بالبديل.. والمستأجرون: أصبحنا كبش فداء.. صور

شارع فلسطين
- ناصية العالم وينحصر بين مبنى ارشاد هيئة قناة السويس التاريخى و قاعدة تمثال ديليسبس
- يحتوى الشارع على معالم اثرية و تاريخية هامة يرجع انشائها الى تاريخ حفر قناة السويس
- جسد فيه عظماء الفن اروع مشاهدهم السينمائية يتقدمهم فاتن حمامة و عمر الشريف و سعاد حسنى و عادل امام
المحافظ :
- لن اقبل الا بعودة بورسعيد الى سابق عهدها وقرار التطوير لا رجعة فيه
- المنتفعون انتهت عقودهم و اخطرناهم منذ 3 سنوات للبحث عن بديل وسداد مديونايتهم البالغة 3 ملايين جنيه
- المنتفعون استاجروا بارقام زهيدة من المحافظة واجروا المحال للشباب بالاف الجنيهات
المتضررون:
- لسنا ضد التطوير مع ايجاد البديل ونحن اصحاب حق و قضيتنا منظورة امام القضاء
- نحن ضحايا سددنا الاف الجنيهات لاصحاب المحلات شهريا واليوم المحافظة لا تعترف بوجودنا
- نطالب بحصر المتواجدين فعليا داخل المحال و منحهم فرصا بديلة للحفاظ على ارزاق المئات من العاملين فى تلك المحال
يعتبر شارع فلسطين بورسعيد من اهم الشوارع العالمية والتاريخية لموقعه المتميز المطل على المجرى الملاحي لقناة السويس كناصية للعالم كما يعد أقدم شوارع بورسعيد والذى انشئ مع حفر القناة، وترجع الأهمية التاريخية للشارع الذي أصدر اللواء أركان حرب عادل الغضبان محافظ بورسعيد الحالي قراره بموافقة المجلس التنفيذي للمحافظة بسرعة البدء في تطويره وإزالة المحال التجارية المتواجدة به والممشى الذي يعتليها إلى أنه الشارع السياحي الأول في المحافظة لانحصاره بين مبنى إرشاد هيئة قناة السويس التاريخي والذي شهد خطاب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في عيد النصر.
وشهد تحرك زورق الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لإعادة فتح قناة السويس عقب انتصار أكتوبر 73 وبين قاعدة تمثال ديليسبس الواقعة على ناصية العالم ببوابة القناة الشمالية الغربية التي مازالت عالقة تنتظر قرارا بعودة التمثال إلى قاعدته بعد أن دمرته مجموعة من رجال المقاومة عام 56 إبان العدوان الثلاثي على بورسعيد والذي معه تعود السياحة الأوروبية وخاصة الفرنسية إلى بورسعيد لأهمية التمثال التاريخية للفرنسيين الذين عرضوا على مدار سنوات ماضية عودة التمثال مقابل ضخ استثمارات سياحية كبيرة ببورسعيد.
ويأتي ذلك بالإضافة إلى أن شارع فلسطين الواقع بنطاق حي الشرق بالمحافظة يضم أقدم الأقسام الشرطية لبورسعيد والمعروف حاليا بقسم شرطة الميناء وتأمين محور قناة السويس والذي ظهرت صورته في العديد من الأفلام السينمائية كعلامة مميزة لبورسعيد من بينها فيلم بورسعيد والمشبوه وأبو العربي وغيرها وجسد في تلك الشارع نجوم الفن أروع مشاهدهم السينمائية ومن بينهم الفنانة فاتن حمامة والفنان عمر الشريف والفنان عادل إمام وسندريلا الشاشة الايقونة سعاد حسني والفنان يوسف وهبي وغيرهم من العظماء.
ويطل الشارع على معبر معديات بورسعيد بورفؤاد، وتقع في مقدمته الجنوبية مراسيها كما يضم مرسى السفن السياحية الزائرة لمصر
ويضم الشارع أقدم مباني بورسعيد الأثرية ومن بينها مبنى سيمون أرزت وأرض متحف بورسعيد القومي والحديقة التاريخية التي يتوسطها المسرح الروماني التاريخي.
ولوقت قريب كانت القنصلية الأمريكية تقع في منتصف هذا الشارع حتى تم هدمها في منتصف العام المنقضي 2018، بالإضافة إلى أن الشارع يضم أقدم فنار خرساني في العالم وكذا المسرح الإيطالي والذي أنشئ للجالية الإيطالية إبان حفر قناة السويس.
وتتميز أغلب مباني هذا الشارع بالطراز المعماري الفرنسي العتيق وتغلب عليها الفخامة فى واجهاتها مما دفع لجان التنسيق الحضاري إلى توثيقها بلجان التراث كمباني أثرية للحفاظ على ما تبقى من هوية بورسعيد، وعلى مدار التاريخ وحتى ثورة 25 يناير كان الشارع يمتلئ بتجار البحر والبمبوطية العاملين في تجارة المقتنيات والمصنوعات اليدوية التي يشتهيها السياح.
وينشر "صدى البلد" عددا من الصور التاريخية للشارع لبيان مدى عراقته وأهميته التاريخية على مدار العصور منذ حفر قناة السويس وحتى اليوم.
ومع بداية الألفية الجديدة وخاصة عام 2000، أصدر اللواء مصطفى كامل محمد محافظ بورسعيد الأسبق، قرارا بإنشاء ممشى بورسعيد السياحي العلوي حتى يكون متنفس لأهالي بورسعيد وزوارها كما أنشئ الممشى بطراز جديد في ذات التوقيت مجموعة من المحلات لخدمة زوار بورسعيد وأهلها لتكون محال لبيع المقتنيات والتحف للسياح العابرة للقناة بالإضافة إلى عدد من الكافيهات ومحال المأكولات غير أنه وسرعان ما تحولت تلك المحال إلى سوق لتجارة المحمول أشبه بشارع عبد العزيز بالقاهرة.
وجاء قرار التطوير، بناء على مقترحات لجنة التنسيق الحضاري وكذا عدد من التصورات بدأت في أعقاب ثورة 25 يناير فترة تولى اللواء أحمد عبد الله محافظ بورسعيد الأسبق ومحافظ البحر الأحمر الحالي لتتولى التصورات من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عهدى اللواءين سماح قنديل ومجدى نصر الدين محافظا بورسعيد الأسبقين لتصل حيز التنفيذ عهد محافظ بورسعيد الحالي فكان القرار بإنذار أصحاب تلك المحال بعدم التجديد منذ قرابة العامين و البحث عن حلول بديلة وسداد ماعليهم من مديونيات.
ومنذ أيام وعقب انتهاء مهلة العقود فى 31 ديسمبر 2018 انعقد مجلس بورسعيد التنفيذي برئاسة محافظ بورسعيد واستعرض الوضع القانونى فجاء القرار بالإخلاء لكل من انتهت تعاقداتهم وإيجاد البديل لمن لديهم مدد متبقية فى التعاقد مع المحافظة للبدء الفورى فى التطوير.
وتصاعدت الأزمة للمنتفعين بالمحال التجارية بعد أن أصبحت حياتهم معرضة للتشريد امام وعود المستأجرين الفعليين للمحال من المحافظة التي باءت جميعها بالفشل بناء على قرار المحافظ الأخير.
ويرجع عرض الأمر من محافظ بورسعيد، بناء على التقارير أن المحال استأجرها عدد من المواطنين بحق الانتفاع لمدة 10 سنوات بسعر زهيد وقاموا بتاجيرها بالمخالفة لعدد من الشباب العاملين فى تجارة المحمول بمبالغ بلغت 10 و 15 ألف جنيه شهريا وانه نظرا لتصحيح الأوضاع منحوا فرصة بتجديد تعاقد 3 سنوات انتهت فى 31 ديسمبر 2018، لتصبح الأزمة لها عدة أوجه منها ازمة الشباب المستأجر والذي ليس ذى صفة لدى المحافظة ومعرضه بضائعهم للحجز لسداد مديونية المنتفعين الاصليين الذى بلغت مديوناتهم للجهاز مايقرب من 3 مليون وفق تقديرات المحافظ، والوجه الآخر للمنتفعين الأصليين والذي تطالبهم المحافظة بحق الدولة ويطالبهم المستاجرين برد مادفعوه من مبالغ مالية نظير ايجار لمدد قادمة لن تنفذ بناء على قرار الهدم والتطوير.
وأكد المتضررون أنهم ليسوا ضد قرار الهدم والتطوير وإنما يرغبون في الحفاظ على مصدر دخلهم وأرزاقهم.
واضاف المتضررون أن قضيتهم متداولة في أروقة القضاء المصرى و على المحافظة احترامها لحين صدور حكم بات لاى من الاطراف لان الجميع يعيش فى دولة قانون.
وأوضح الشباب المستأجر أنهم وقعوا ضحايا للصراع بين اصحاب المحال المنتفعين الأصليين والمحافظة لعدم التجديد وكذا عدم سداد بعض المنتفعين ماعليهم من مديونيات فأصبحنا كبش الفداء، ومع تدخل الوساطة من نواب بورسعيد أحمد فرغلى والدكتور محمود حسين، أعلنت محافظة بورسعيد أن سياسة الدولة في الفترة الحالية تقوم من بين أهدافها على استرداد كافة حقوق الدولة وعدم التفريط فيها والحفاظ علي المال العام وعلى هذا الأساس فإن الموقف الخاص بالمحلات القائمة أسفل الممشى السياحي بشارع فلسطين قد استوفت مدة تعاقدها القانوني والموقع بين شاغليها والمحافظة وسبق هذا الأمر اجتماع بين اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد وبين شاغلي المحلات خلال فترة توليه منصب الحاكم العسكري للمحافظة والثاني في 25/3/2016 بعد توليه منصب المحافظ بثلاثة أشهر واطلعهم المحافظ في هذا الاجتماع على فتوى مجلس الدولة أن عقد هذه المحلات لا يجوز تجديده بعد ثلاث سنوات.
كما أرسل المستشار القانوني للجهاز التنفيذي للمنطقة الحرة أكثر من إنذار منذ ثلاثة أشهر للاستعداد لتنفيذ قرار الإخلاء ودفع المديونية المستحقة علي إجمالي شاغلي هذه المحلات والتي بلغت 3 ملايين جنيه دون استجابة لسداد حقوق الدولة، وأمام هذا الأمر ووجود عدد من المحلات لا تزال عقودها للاستغلال سارية لعدد 27 محلا، فإن المحافظة ستقوم بتنفيذ القانون وإخلاء المحلات التي انتهت فترة تعاقدها على الرغم أن المحافظة غير مسئولة عن توفير بديل لشاغلي المحلات التي انتهت فترة تعاقدها.
ودعما لمراعاة البعد الاجتماعي سيتم عرض مزاد على محلات المول التجاري أمام الباتروس وكذلك المحلات التي تم إنشاؤها على سور قرية الكروان وكذلك الدور الأخير بالمول التجاري بالنورس يوم 26/1/2019 وسيتم إخلاء محلات شارع فلسطين يوم 28/1/2019 بعد سداد المديونيات المستحقة للدولة وذلك للبدء في تنفيذ المخطط السياحي لتطوير شارع فلسطين وإعادة الأمور الي طبيعتها بإزالة الحواجز بين الرؤية الطبيعية لقناة السويس وشارع فلسطين والتي كانت أحد المعالم السياحية الشهيرة في تاريخ المحافظة وهو حق لكل المصريين وأبناء بورسعيد كما سيتم تطوير المباني التراثية والتاريخية في الشارع ووضعه على الخريطة السياحية العالمية لمصر مع جهاز التنسيق الحضاري.
وأكدت المحافظة أن الهدف الرئيسي تحقيق الصالح العام للدولة واسترداد حق الشعب بعيدا عن أي تفسيرات أو أقاويل تتعلق بهذا الأمر.