الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحولوا لـ زومبي.. قصة 4 أشخاص حرموا أنفسهم من النوم لأيام

صدى البلد

محدقي الأعين، تكاد تتلاشى الجفون من التحديق، فم مفتوح ليكشر عن أنيابه، ملامح مفزعة تجعلك تتدارك خطواتك وتعود للوراء، همسات غير مفهومة، دماء ملطخة وجسد ممزق، مشهد مرعب أشبه بأفلام الزومبي، هذا ما رغب به علماء روس في تجربتهم.

فضول الإنسان للعلم مرعب، وغرائزه للتجربة مخيفة، تدفع البعض للقيام بما ينافي الطبيعة البشرية، واختراق الوظائف الحيوية لرؤية النتيجة، وما بين فئران التجارب وصعوبة العثور على عينات لإجراء الاختبارات عليها، لجأ علماء إلى استغلال الضعفاء والمساجين لإشباع غرائزهم وتجاربهم العلمية.

في أربعينيات القرن الماضي، تساءل العلماء والباحثون الروس؛ ماذا يحدث إذا قام شخص ما بالاستيقاظ لفترة طويلة وكيف سيؤثر ذلك عليه؟ دفعهم شغفهم لاختيار 4 مساجين لإجراء التجربة عليهم في مقابل إطلاق سراحهم، وكان المقابل مغريا بما فيه الكفاية ليوافق السجناء على ذلك الشرط.

تم وضع السجناء في غرفة مزودة بجميع الملحقات التي قد يحتاجونها، من طعام ومراحيض، حتى مكتبه لتسلية أوقاتهم، وتم إلباسهم أقنعة تزودهم بغاز نيكولاييف وأكسجين، ليساعدهم على البقاء مستيقظين لوقت أطول دون الوقوع في النوم، على أن يبقوا في الغرفة لمدة شهر كامل، وتتم مراقبتهم لتسجيل ملاحظات ونتيجة التجربة.

مرت الأيام الخمس الأولى بشكل طبيعي، ولوحظ السجناء يتجولون في الغرفة بشكل طبيعي ويعيشون يومهم وأوقاتهم، زاد فضول الباحثين لرؤية النتيجة، لا يريدون أن يبدو الأمر طبيعيا وزاد شغفهم أكثر بنتيجة التجربة.

همسات غير مفهومة، أصوات خافتة بدأت تصدر عن الغرفة، بعد تسعة أيام تغير سلوك السجناء، ليتحولوا إلى كائنات هائمة على وجهها، تتحرك في الغرفة بشكل عشوائي، قام أحدهم بالصراخ عاليا لدرجة أخافت العلماء ولكن لم تخف باقي السجناء معه بالغرفة، فلم يعيروه أي اهتمام ليكمل كل منهم في همساته.

حركات عبثية بدأت تظهر في الغرفة، الجنون سيطر عليهم، حالة من اللاوعي سادت الغرفة، مزقوا الكتب، لطخوا الجدران والنوافذ ببرازهم ليمنعوا الباحثين من مراقبتهم، أجواء غريبة الأطوار لاحظها العلماء في الغرفة.

هدأت الحركة داخل الغرفة، وقلق الباحثون من ذلك الصمت، زاد الارتباك بينهم، فاستدعوا جنود السجن للدخول إلى الغرفة ومعرفة ماذا حدث.

ليسوا بشرا أو تحولوا لكائنات أخرى، يمكن وصفهم بالزومبي، تحول السجناء إلى كائنات دموية، ووجدهم العلماء وجنود السجن، منقضين على واحد منهم وقامو بتمزيقه وأكله، وقامو بتمزيق أجسادهم بأنفسهم، حتى ظهرت أعضاؤهم.

وبمجرد دخول الجنود للغرفة انقض عليهم السجناء، ورغم منظرهم الذي يدل على الاحتضار قاموا بقتل واحد واقتلاع خصية آخر، أحدهم كان مصابًا بطحاله وخسر أغلب دمه لكنه ظل يقاوم حتى فقد القدرة على الحركة فكان الصراخ هو سلاحه الوحيد المتبقي، ضل يصرخ ويصرخ حتى أخذ صوته يضعف وسقط على الأرض جثة هامدة كأنه لعبة قديمة نفدت بطاريتها، رفض أحدهم الخروج من الغرفة والحرية، بل طالب بتزويده بغاز النيكولاييف، وتعالت أصواتهم وتوسلاتهم طالبين مداومة ضخ الغاز مرة أخرى، زاد صراخهم رافضين الحرية.

أجواء مرعبة عاشها الجنود والباحثون، وتم نقل بقية السجناء للمستشفى، ليخاف الأطباء من الاقتراب منهم، أجساد ممزقة خرجت منها الأعضاء، ضحكات عالية تمنع الممرضين من حقنهم بالمخدر الذي لم يعط نتيجة، وعندما سئلوا عن سبب أفعالهم قالوا: "حتى نظل مستيقظين".
 
لم يكتف الباحثون بتلك النتيجة، ولم ترض غرورهم، فقاموا بإرجاع الباقي إلى الغرفة مرة أخرى، لتعود ثانية التصرفات غير الطبيعية والمرعبة، وحينها ضاق الجنرال ذرعا، ليقرر إنهاء تلك التجربة العبثية، واقتحام الغرفة وإخراج السجناء منها، ليجدوا أن السجناء لم يتبق منهم سوى سجين واحد فقط، وطالب أحد جنوده بقتل هذا السجين، ورحمته من هذا العذاب الذي يعيشه، وبعد أن فتح الجندي الباب وتبين الأمر، قام بقتل الجنرال، ويقال إن الجندي والسجين تعاركا وقتل كل منهما الآخر.