لقد مَنَّ الله على مصرَ علماءَ أجلاءَ، كانوا مصابيحَ منيرةً في دامس الظلام، ومن بين هؤلاء العلماء فضيلة العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي، إمام الدعاة، وأشهر من حملوا لواء الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة على علم وهدي وبصيرة.
ولم يكن الشيخ الشعراوي مجرد عالم عادي، بل كان عالمًا ربانيًا آتاه الله من العلوم والمعرفة والثقافة الإسلامية والدنيوية ما جعله يصل إلى قلوب كل من سمعه؛ لأنه كما يقولون: "مَن يخاطب القلوبَ تُنصِت إليه الأفئدة"، فأحدث فارقًا كبيرًا في تاريخ الدعوة الإسلامية.
تميز الإمام الراحل بفهمه العميق، وعلمه الغزير، وأسلوبه الرشيق البسيط الذي كان يفهمه العامل والعالم على حد سواء، ما أسهم بجهده وعلمه وفكره المستنير في إحياء الفكر الديني المعاصر، وفتح آفاقًا جديدة في فهم الدين والتدبر في آيات الله البينات، وتصحيح المفاهيم المغلوطة والأفكار غير الصحيحة.
وتحل علينا اليوم الذكرى السابعة والعشرون لرحيل إمام الدعاة الذي لقي ربه في السابع عشر من شهر يونيو عام 1998م، تاركًا إرثًا كبيرًا خلفه من العلم والدعوة والمؤلفات القيمة التي أثرت المكتبة الإسلامية والعربية.
رحم الله فضيلة العالم الجليل الشيخ محمد متولي الشعراوي وجزاه خير الجزاء عما قدمه للأمة الإسلامية، فنحسبه والله حسيبه من الذين قال فيهم الله عز وجل: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾.