الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تاجر البندقية.. حكاية مسرحية لـ وليام شكسبير صورت حقارة اليهود فى أسوأ أوضاعها وجسد بطولتها للسينما آل باتشينو

صدى البلد

على مر عقود طويلة، شهدت الثقافة المصرية تفاعلا كبيرا مع ثقافات دول العالم المختلفة، حيث كانت مصر دائما نموذجا للانفتاح على الثقافات للدول الأخرى وهو الأمر الذى استفادت منه الثقافة المصرية حيث اكسبت واكتسبت من الثقافات الأخرى بشكل حيوى وهو دليل على ديناميكية الثقافة المصرية على مر العصور، وعدم انغلاقها على نفسها وهو الأمر الذى ساهم فى ازدهار روافد الأدب والفنون بأشكالها المختلفة تأثرا بالتفاعل مع هذه الثقافات.

ويعتبر الأدب العالمى نموذجا واضحا من الروافد الثقافية التى تأثرت بها الثقافة المصرية فى تكوين شخصيتها المستقلة، ومن خلال هذا التقرير يلقي صدى البلد الضوء على نماذج من الأدب العالمى التى أثرت فى الثقافة المصرية، والتى كان على رأسها أعمال الأديب المسرحي الإنجليزى الكبير ويليام شكسبير ورائعته الخالد "تاجر البندقية"

تاجر البندقية (بالإنجليزية: The Merchant of Venice)، وهي إحدى أشهر مسرحيات الكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير، وقد حظيت بدراسة مستمرة من النقاد العالميين، ومعاداة من قبل التوجه الرسمي لليهود بسبب شخصية حول تاجر شاب من إيطاليا) يدعى أنطونيو، ينتظر مراكبه لتأتي إليه بمال، لكنه يحتاج للمال من أجل صديقه بسانيو الذي يحبه كثيرًا لأن بسانيو أراد التزوج من امرأة فيضطر للاقتراض من تاجر يهودى يقرض الناس بفوائد مرتفعة وتصوره الرواية على أنه شخص بذيء يحتقره الناس. وفي المسرحية خيوط أخرى تتحدث عن عداء المسيحيين لليهود، وعن الحب والثروة، والعزلة، والرغبة في الانتقام.

أنتجت هذه المسرحية مرات كثيرة، وكان آخر إنتاج لها فيلم تاجر البندقية من بطولة آل باتشينو.

تدور أحداث الرواية في مدينة فينيسا "البندقية" في إيطاليا، حيث كان اليهودي الجشع "شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام.فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش، وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين. من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو".

ويعتبر "انطونيو" شخص ذو قلب طيب كريم..ولا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة لذلك فاليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان يبديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي أي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو".

وكان جميع أهالي "البندقية" يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثيرون يعزهم ويعزونه..ولكن أقرب الأصدقاء وأعزهم على قلب "انطونيو"كان صديقا شابا اسمه"بسانيو".. وهو نبيل من طبقة نبلاء البندقية، إلا أنه كان صاحب ثروة بسيطة، أضاعها وبددها بالإسراف الشديد على مظاهر حياته..وكلما كان يحتاج إلى المزيد من النقود ليصرفها، وكان يلجأ إلى صديقه "انطونيو" الذي كان لا يبخل عليه أبدا ويعاملة بكل كرم يليق به كصديق من أعز أصدقائه.

وفي احدى الايام قال "بسانيو" لصديقه "انطونيو" إنه مقبل على الزواج من فتاة ثرية ورثت عن أبيها ممتلكات وثروة كبيرة..وإنه يحتاج إلى ثلاثة آلاف من الجنيهات حتى يبدو مظهره أمامها كعريس يليق بها. ولكن "انطونيو" لم يكن يمتلك هذا المبلغ في ذلك الوقت..كان ينتظر سفنه القادمة المحملة بالبضائع التي يمكن أن يبيعها عند وصولها..ولكي يلبي "انطونيو" طلب صديقه العزيز، وقرر أن يقترض هذا المبلغ من اليهودي "شيلوك"..على أن يرد له هذا الدين وفوائده فور وصول سفنه المحملة بالبضائع.

وذهب الصديقان إلى "شيلوك" وطلب "انطونيو" منه أن يقرضه مبلغ ثلاثة آلاف من الجنيهات بأي نسبة فائدة يطلبها، مع وعد بأن يرد إليه القرض وفوائده عند وصول السفن في موعد قريب، عندها سنحت الفرصة التي كان يتحينها اليهودي "شيلوك" للتاجر "انطونيو"، ودارت في ذهن اليهودي أفكار الشر والأذى والانتقام...وظل يفكر طويلا فيما عساه يصنعه بهذا التاجر الذي يعطي للناس نقودا بلا فائدة: "هذا التاجر الذي يكرهني ويكره شعبنا اليهودي كله..إنه يسبني ويلعنني ويسمني بالكافر..وبالكلب الأزعر..ويبصق على عباءتي كلما رآني..وها هي الفرصة قد سنحت أمامي لكي انتقم..وإذا لم اغتنم هذه الفرصة فلن يغفر لي ذلك أهلي وعشيرتي من اليهود الآخرين".

وقال "شيلوك" وهو يخفي الحقد والكراهية في قلبه: يا "انطونيو" كثيرا ما شتمتني ولعنتني وركلتني بقدمك كما لو أني كلب من الكلاب.. وهأنذا جئتني وتطلب مني أن أساعدك بثلاثة آلاف من الجنيهات..فهل تظن يا سيدي أن كلبا يمكنه أن يقدم لك مثل هذا القرض..؟! فقال "انطونيو"بشجاعه:حتى لو اقرضتني هذه النقود، فسوف أظل أدعوك كلبا وأركلك بقدمي وأبصق عليك وعلى عباءتك..اقرضني هذه النقود وافرض وزد عليها ما شئت من فوائد تطمع فيها..وسوف يكون لك الحق في أن تفرض على ما شئت من عقاب إذا لم أردها إليك في الوقت المتفق عليه. وعندئذ قال "شيلوك"بكل خبث ودهاء إنه على استعداد أن يقدم لانطونيو هذا القرض بدون فوائد على الإطلاق.ولكن بشرط واحد:هو ان يذهبا معا إلى المحامي وان يوقع "انطونيو"على عقد- يبدو كما لو كان مزاحا-، يتيح لليهودي "شيلوك"أن يقطع رطلا من اللحم، ومن اي جزء يختاره "شيلوك" من جسم "انطونيو"؛ إذا عجز هذا الأخير عن رد الالاف الثلاثة من الجنيهات التي اقترضها، في الموعد المحدد!

وحاول "بسيانو" ان يثني صديقه "انطونيو" عن توقيع هذا العقد اليهودي الماكر... ولكن "انطونيو" صمم على التوقيع دون خوف، لأن سفنه وبضائعه ستصل قبل أن يحل موعد السداد بمدة كافية.. ولن تكون هناك فرصة أمام "شيلوك"لتنفيذ هذا المزاح... وهكذا وقع "انطونيو" على العقد...".

ولكن ذلك حال دون تنفيد الصك حيث لم يتمكن أنطونيو من إعادة الدين والفوائد.. فوصل بهم الأمر للمحكمة و هناك وقف الجميع إلى جانب انطونيو و بسانيو إلا أن شايلوك سوغ هدفه بكون انطونيو يسخر منه و من عباءته اليهودية.. وألحق به الخسائر حين أقرض المال دون فائدة مما سبب هبوطها في البندقية.. وبعد حديث مطول في محاولة إقناع شايلوك بالتنازل عن إتمام ما ورد في الصك أعطى بسانيو لشايلوك ستة آلاف دوقية مقابل الآلاف الثلاث، إلا أن شايلوك بقي على رأيه ورفض المال مطالبًا المحكمة بتنفيذ ما ورد في الصك باقتطاع رطل لحم من جسد أنطونيو.