رغم عدم انفراده بدور البطولة خلال مسيرته الفنية والتي تجاوزت الأربعين عاما، إلا أن الفنان أحمد عقل استطاع أن يخلد اسمه في ذاكرة السينما لما قدمه من أعمال فنية مميزة ولما قدمه في جميع تلك الأعمال من خفة دم معهودة وابتسامة دائمة عريضة.
شرطي المرور في فيلم السفارة في العمارة، وهو قارئ القرآن في إحدى الزوايا في فيلم معالي الوزير، وعم غمراوي في فيلم أمريكا شيكا بيكا، وموظف الحكومة في فيلم الإرهاب والكباب، وهو الدور الذي جسد فيه حال الموظف الذي يهرب إلى الصلاة للتراخي عن مهام عمله، والذي قدمه بجوار الفنان الكبير الزعيم عادل إمام، كل تلك الأدوار وغيرها الكثير للفنان أحمد عقبل ظلت محفورة في ذاكرة السينما المصرية ووجدان المشاهد العربي.

اهتم "عقل" في فترة شبابه بالعمل السياسي، حتى التحق خلال دراسته بالجامعة بفريق الجوالة والكشافة، حتى بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، انضم لمسيرة الطلاب التي قدمت من المنصورة إلى القاهرة سيرا على الأقدام لتأييد ثورة الضباط الأحرار، وجمع خلال تلك المسيرة شكاوى المواطنين لتسليمها للضباط الأحرار والرئيس جمال عبدالناصر.

عم غمراوي.. أحد أشهر الأدوار السينمائية التي قدمها الفنان أحمد عقل خلال مسيرته الفنية، والتي جسد فيها دور رب الأسر الذي لا يسعى للسفر إلى أمريكا للبحث عن فرصة عمل لتوفير المال وتحقيق حياة أفضل لأسرته، ويواجه خلال رحلته العديد من الصعاب ولا يملك ثمن التأشيرة مما يضطره للسفر عن طريق المهربين حتى تعرض للنصب، ليظل دورة في هذا الفيلم شاهدا على تضحيات رب الأسرة في الغربة لتحقيق حياة أفضل لأسرته.


وبعد مسيرة حافلة بالعديد من الأعمال الفنية ما بين سينمائية ودرامية ومسرح، رحل الفنان أحمد عقل، صاحب الطلة المنفردة في 25 فبراير 2008، إثر هبوط حاد في الدوة الدموية، لتنتهى حياة فنان قدم للسينما كل تلك الأعمال المميزة التي ظلت محفوظة في ذاكرة السينما ووجدان المشاهدين.