الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في خطبة الجمعة.. إبراهيم الهدهد: اشكروا الله على نعمه بهذه الطريقة.. ولو تأسينا برسول الله في أعمالنا وأخلاقنا لتقدمنا على العالم.. ورسول الله عرف بالأخلاق الحميدة قبل الوحي بـ40 عامًا

الدكتور إبراهيم الهدهد،
الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق

مشرقة من حياة الصحابة.. موضوع خطبة الجمعة
الدكتور إبراهيم الهدهد يخطب من الجامع الأزهر
رئيس جامعة الأزهر السابق: اشكروا الله على نعمه بهذه الطريقة
الهدهد: عرف رسول الله بالأخلاق الحميدة قبل الوحي بـ40 عامًا
الهدهد: لو تأسينا برسول الله فى أعمالنا وأخلاقنا لتقدمنا على العالم



حددت وزارة الأوقاف،موضوع خطبة الجمعة اليوم بتاريخ 11 ربيع أول 1441 هـ ـ الموافق 8 نوفمبر 2019م تحت عنوان "صور مشرقة من حياة الصحابة".

وأكدت الوزارة، في بيان لها، على جميع الأئمة الالتزام بنص الخطبة أو بجوهرها على أقل تقدير مع الالتزام بضابط الوقت ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى.

وعبرت الوزارة عن ثقتها، في سعة أفقهم العلمي والفكري ، وفهمهم المستنير للدين ، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبط للخطاب الدعوي ، مع استبعاد أي خطيب لا يلتزم بموضوع الخطبة.

وأدى الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، خطبة الجمعة من الجامع الأزهر.

وقال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، إن الشرع الحنيف سن على المسلمين أن يستوجبوا شكر الله على كل نعمة أنعم الله بها على عباده، فإذا رُزِقَ المسلم بمولود فإنه يعق عنه شكرًا لله تعالى وإذا منحه الله أى نعمة فإنه سبحانه وتعالى شرع لنا أن نفرح بوجوبهًا، وذلك كما ورد فى قوله تعالى {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.

وأضاف "الهدهد"، خلال إلقائه خطبة الجمعة بالجامع الأزهر اليوم بعنوان «صور مشرقة من حياة الصحابة»، أنه يسن للمسلمين أن يفرحوا بفضل الله وبرحمته، ولذلك فإن الله قد جمع وصفين لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجمعهما لنبي من قبله حيث وصفه قائلًا فى كتابه الكريم { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }، فإذا ما كان الله قد وصف سيدنا محمد بالرحمة فى غير موضع من كتابه العزيز لقوله تعالى { هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} فإنه قد قال عز وجل { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.

وتابع متسائلًا: لما لا تفرح الأمة وقد فرح الكون كله بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد الهدى فالكائنات ضياء.

وأشار الى أنه ثبت فى السنة النبوية الصحيحة أن أبا لهب على كفره يخفف عنه العذاب كل يوم أثنين لأنه فرح بمولد الحبيب صلى الله عليه وسلم وإعتق جاريته لما بشرته بمولد رسول الله صلى الله وسلم.

وأردف أنه عندما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب الجهل والكفر وتحقق العدل وذهب الظلم، وعرفه أهل مكة بينهم لمدة 40 عامًا قبل أن يبعث وقبل أن يوحى اليه بالأخلاق الحميدة.

وأضاف:"أنه لما كان صلى الله عليه وسلم لديه 35 عامًا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكه وكان أهلها حينئذ يجددون بناء الكعبة فإختلفوا إختلافًا شديدًا بمن الذى يحظي بشرف حمل الحجر الأسود ويضعه فى مكانه من الكعبة فجاء حكيمهم فقال نحتكم أول قادمًا فإذ أول داخلًا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فحينما رأؤه جميعًا قالوا شهادة جماعية الأمين رضيناه حكما وذلك قبل أن يُبعث اليه صلى الله عليه وسلم شهدوا له جميعًا بالأخلاق الحميدة حيث وصفه المولى عز وجل {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}.

وأشار الى أنه لما بُعِثَ الحبيب كذبوه مع أنهم يوقنون أنه الصادق الأمين ولذلك فإن الأمة إعتادت أن تحتفل بمولد الحبيب
صلى الله عليه وسلم، فمن يسألون لماذا لم يحتفل أبو بكر الصديق بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو لا يعلم أن الصحابة كانوا يحتفلون برسول الله صلى الله عليه وسلم كل لحظة.

وتابع قائلًا: أن العلماء قالوا فى شرح حديث ((لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ))، بأنه جامع لشرح كل انواع الحب فإن محبة الولد محبة إشفاق ورحمة ومحبة الوالد محبة إجلال وتوقير ومحبة سائر الناس إنما هى مشاكلة واستحسان فلم يكمل إيمان إحدًا إلا بأن يجمع الحب كله برسول الله صلى الله عليه وسلم، لذا لم يكن غريبًا كما جاء فى الحديث الصحيح ان سيدنا عمر ابن الخطاب رضى الله عنه قال يارسول الله والله انى لأحبك أكثر من كل شئ إلا من نفسي فقال لا يا عمر ثم راجع عمر نفسه كما راجع كثير من الصحابة أنفسهم فلما اختبروا انفسهم وايمانهم بالله وبحب رسول الله ورأى أحداهم أنه لو كان مع أحداهم درهم يحتاجه رسول الله وطلبه فإنه يقدم طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم على طلب نفسه فلما أيقنوا من ذلك قالها عمر أنا أحبك أكثر من نفسي فقال الأن يا عمر أى الأن صرت كامل الإيمان لأنك جمعت أنواع الحب برسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأوضح إننا لماذا لا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من أنفسنا؟، وقد جاء فى سورة الإحزاب قول الحق تبارك وتعالى { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}، فما دام رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى ورؤوف علينا من أنفسنا برأفتنا على أنفسنا نحن فلما لا نحبه أكثر من أنفسنا؟.

وأضاف أنه لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم علامات ومن هذه العلامات أن تجعل نصب عينيك قوله سبحانه وتعالى { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }، فأن تنفيذ معانى الحب يجليها قول الحق تبارك وتعالى فى كتابه الكريم { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}، متسائلًا : هل جعلت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حياتك هو النموذج الأعلى حتى تتاسى به وترتسم خطاه؟ هل جعلنا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هى المظلة التى تظلنا؟.

وتابع: اننا ان فعلنا ذلك حقنا كنا محبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من حبنا لأنفسنا ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لِما جئت به)) فهذا هو الحب الحقيقي العملى الذى رأيناه من صحابه رسول الله عليه وسلم، فهؤلاء الصحابة والتابعون هم الذين جسدوا حب رسول الله عمليًا وجعلوه أسوة وقدوة لهم، فكانوا محبين له حقا.

وأشار الى أنه ليس حب المصطفى صلى الله عليه وسلم تشدق بكلام ولا إعلالًا بالشعارات ولكننا لو أحببنا سيدنا رسول الله حقا وتأسينا به فى عملنا وحسن أخلاقنا لكنا متقدمين على العالم كله كما حصل للأمة قبل ذلك، فتقدمت وسادت العالم كله، لأفتًا الى أننا فى هذه الأيام المباركات من شهر ربيع الأنور نذكر أنفسنا أن نحيي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عملا ونحيي القرأن ونجعله نبراس حياتنا.