الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مسئول سابق بالموساد يكشف تفاصيل جديدة عن وضع إسرائيل خلال حرب أكتوبر

مسئول سابق يكشف تفاصيل
مسئول سابق يكشف تفاصيل جديدة عن وضع اسرائيل خلال حرب أكتوبر

كشف أفراييم هليفي، ملحق جهاز الموساد الإسرائيلي في واشنطن وقت حرب أكتوبر 1973 والرئيس التاسع للموساد، عن تفاصيل جديدة توضح كيف كان وضع اسرائيل أثناء حرب أكتوبر 1973، خلال محاضرة ألقاها في مؤتمر عقد في مدينة أشدود، نهاية الأسبوع الماضي.

ووفقا لما ذكره موقع "يديعوت أحرنوت" الالكتروني، اليوم الاثنين، قال هليفي إنه في اليوم الثالث لحرب أكتوبر 1973، قام نائب رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) باستدعاؤه؛ وذلك بعد أن تكبد جيش الاحتلال خسائر كبيرة.

وأوضح أن نائب رئيس الـ (سي.آي.إيه)، طالبه بتقارير إسرائيلية توضح وضع الجيش آنذاك، اليوم الثالث لحرب 73، لأن "سياسة الولايات المتحدة تقضي بدعم المنتصر"، مشيرا إلى أن هذا الموقف جاء إثر الطلبات الإسرائيلية بتزويدها بالسلاح في أعقاب وضعها الحرج في بداية الحرب.

وحول اللقاء الذي دار بينهما، قال هليفي أن المسؤول الأمريكي "جلس وراء مكتبه عابسا. وقال لي: نتلقى منذ 48 ساعة طلبات استجداء من إسرائيل لأن نعبئ النقص (بالسلاح) ونساعدها في ضائقتها الأشد منذ النكبة (عام 1948). لكن علينا أن نعرف ما هي إسرائيل بعد ثلاثة أو أربعة أيام من الحرب. وعلينا أن نعرف إذا كانت مساعدتنا ستكون مفيدة أصلا.

فسياسة الولايات المتحدة تقضي بأن ندعم المنتصر، ولذلك علينا أن نحصل على إيجاز موثوق حول ما هو (وضع الجيش الإسرائيلي وإسرائيل الآن". وأشار هليفي إلى أن المشكلة كانت كبيرة لأني لست العنوان للرد على ذلك"، بحسب موقع "عرب 48"

وتابع هليفي قائلا: إنه على الرغم من وجود علاقة صداقة قوية تربطه بنائب رئيس "سي.آي.إيه" إلا أنه هدده بأنه إذا لم يحصل على طلبه حتى نهاية اليوم. "فلن نلتقي بعد الآن أبدا، وأن سي.آي.إيه سيقطع العلاقات مع الموساد وإسرائيل"، الأمر الذي دفعه إلى العودة إلى السفارة وإرسال برقية عاجلة إلى رئيس الموساد حينذاك، تسفي زامير.

ووفقا لـ هليفي "الذي قال: بعد نصف ساعة جرى اتصال على هاتف مكشوف. وكان زامير على الخط، وسألني عن هذه البرقية، أخبرته بـ "إننا نتحدث على خط مكشوف"، وهو أجاب: "أعلم أن هذا مكشوفا".

وأدركت أنه يتعمد ذلك، كي يسمعه من يتنصت على الخط في واشنطن"، مشيرا إلى أنه في تلك الأيام لم تكن لدى هيئة الأركان العامة الإسرائيلية صورة واضحة للوضع والأحداث الميدانية، وأنه بعد أسبوع على بدء الحرب كانت إسرائيل قد فقدت ثلث قوتها الجوية وثلث دباباتها.

وأوضح هليفي إنه "لو استمر هذا الوضع، لاعتبرت إسرائيل دولة عديمة قوة دفاعية ضرورية بالحد الأدنى لاستمرار وجودها". وأضاف: "كان ينبغي علينا أن نعثر على طريقة لكتابة تقرير لا يخدع الأمريكيين من جهة، ولكن يجعلهم يستنتجون أنهم يدعمون منتصرين من الجهة الأخرى". وكتب تقريرا كهذا، خلال 24 ساعة، العقيد يوفال نئمان، الذي أصبح وزير العلوم لاحقا.

وقال هليفي إنه تعين عليه وعلى الملحق العسكري الإسرائيلي، مردخاي غور، الالتقاء مع رئيس "سي.آي.إيه." ووزير الدفاع الأمريكي، جيمس رودني شلزينجر، لتسليمهما التقرير.

وأضاف: "طولبنا بأن يكون هما فقط في الغرفة وأن نسلم التقرير لهما فقط، وأن نتحدث شفهيا وهما يدونان. ووصلنا إلى مكتب وزير الدفاع في البنتاجون، وشاهدنا في غرفة الانتظار رئيس أركان الجيش الأمريكي. وقد أراد الدخول إلى اللقاء، لكن مردخاي قال له إنه لا يستطيع المشاركة. وعندما دخلنا إلى غرفة الوزير قالا إنهما لن يدونان المحادثة لأنهما سيتذكران ما سنقوله، وأدركنا أنه يوجد جهاز تسجيل في الغرفة".

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بالسلاح والعتاد العسكري من خلال جسر جوي، إلا أن هليفي قال إن هذا الجسر لم يكن السبب الذي رجح كفة الحرب ومن ثم إيقافها، لأن العتاد العسكري "لم يصل خلال الحرب"، مشيرا إلى أن الأمر الذي رجح الكفة هو "وجود صديق لنا في سي.آي.إيه ، وهو رئيس شعبة التجسس المضاد، جيمس أنجلتون، الذي اهتم بأن نحصل بشكل متواصل على صور الأقمار الاصطناعية الأمريكية التي ركزت على منطقة المعارك.

وحولوا إلينا أثناء الحرب صورة دقيقة حول تواجد أي آلية عسكرية. وقد جرى ضخ المواد بكميات هائلة وكان من الصعب تشفيره. وعملنا 24 ساعة على مدار سبعة أيام وهذا الأمر حسم الحرب".

اقرأ ايضا