EN
تقترب المهلة الدستورية المخصصة لتقديم مرشح لمنصب رئيس وزراء جديد في العراق من الانتهاء في غضون أقل من 72 ساعة دون مؤشرات قاطعة على الاتفاق على مرشح بعينه في الوقت الذي يواصل الشارع العراقي ضغطه على الطبقة السياسية عبر مواصلة الاحتجاجات والاعتصامات في بغداد ومحافظات أخرى.
وطبقا للوثيقة الرسمية التي بعث بها رئيس الجمهورية برهم صالح إلى البرلمان يوم أمس الأول فإن المهلة الدستورية المحددة له لتكليف رئيس الحكومة الجديد ستنتهي مع نهاية الدوام الرسمي ليوم الخميس المقبل.
ولم يصدر أيبيان رسمي من مكتب الرئيس حتى صباح اليوم بخصوص التوصل إلى مرشح بعينه بيد أنوكالة الأنباء العراقية نقلت يوم أمس عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن لدى الرئيس قائمة من المرشحين وأنه قد يدفع بشخصيات مرشحة من قبل متظاهرين لتولي المنصب.
وذكرت الوكالة عدة أسماء مرشحة بينهم النائب والوزير السابق محمد السوداني ومحافظ البصرة الحالي اسعد العيداني فضلا عمن وصفته بمرشح المتظاهرين القاضي رائد جوحي.
من جانبها رأت مفوضية حقوق الإنسان العراقية في بيان أن الرئيس العراقي يتحمل اليوم مسؤولية وطنية كبيرة بضرورة اختيار شخصية عراقية وطنية لمنصب رئاسة الوزراء للمرحلة القادمة تحترم حقوق الإنسانوتدافع عنه ولا تتسامح في قطرة دم عراقية واحدة مهما كان انتماء صاحبها. الى ذلك نقلت صحيفة الصباح الحكومية عن النائب عن كتلة (سائرون) عباس عليوي قوله "إن هناك اجتماعات مكثفة مع ممثلي المتظاهرين اضافة الى الكتل النيابية بهدف اختيار رئيس وزراء يلبي طموح الشارع العراقي".
وأضاف عليوي أن "الوضع العام يتجه الى استمرار المظاهرات لحين تحقيق مطالب المتظاهرين المشروعة واختيار رئيس وزراء حسب المواصفات التي يرتضيها الجمهور وبالتالي فان اختيار اي شخصية من الكتل السياسية بدون اخذ رأي الشارع سيكون مرفوضا". ويأتي كل ذلك في ظل استمرار الاحتجاجات الشعبية في بغداد ومحافظات عراقية اخرى رغم الظروف البيئية الصعبة وهطول المطر وانخفاض درجات الحرارة.
وذكر ناشطون في بغداد لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن الاعتصامات متواصلة في ساحة التحرير والشوارع والجسور القريبة منها وان شهدت تراجعا ملموسا في أعدادالمعتصمين مؤخرا.
ولفتوا إلى أنهم أطلقوا عددا من "الهاشتاجات" لحث المتظاهرين على التوافد بكثافة الى ساحة التحرير ومواصلة الزخم الضاغط على الطبقة السياسية في البلاد واخرى منددة بعمليات الاغتيال التي تطال الناشطين.
وفي البصرة جنوبا ذكرت اذاعة المربد التي تبث من هناك ان عددا من المحتجين قطعوا الطرق الرئيسية لبوابات حقول النفط في الرميلة الشمالية وارطاوي وبئر 22 غرب المحافظة.
كما نصب آخرون خيما للاعتصام المفتوح أمامبوابة حقل الرميلة الشمالي رفضا لما وصفوه بالتهميش في توزيع الوظائف داخل الحقل.
وفي محافظة كربلاء جنوب بغداد وجه قائد الشرطة الجديد فيها العميد صباح المسعودي اليوم "بفرض حظر للتجوال على جميع الدراجات النارية يبدأ من الساعة الخامسة عصرا بالتوقيت المحلي وحتى الساعة الخامسة فجرا بدءا من اليوم وحتى إشعار آخر بهدف السيطرة التامة على الوضع الأمني والحفاظ على ارواح وممتلكات المواطنين".
وأضافتالشرطة في بيان ان قائد الشرطة وجه كذلك "بضرورة القاء القبض على جميع المطلوبين إلىالعدالة والاشخاص المشبوهين ومتابعة وملاحقة الملثمين الذين يحاولون اثارة الشغب والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن المدينة".
وكانت كربلاء شهدت العديد من عمليات الاغتيال لناشطين في الاحتجاجات نفذها ملثمون على دراجات نارية مساء.
ويتواصل مشهد الاحتجاجات والاعتصامات في محافظات اخرى منها ميسان وذي قار والنجف وبابل والديوانية والمثنى.
