أول مدرب عربي في الدوري الأوروبي في حوار لـصدى البلد: أحلم بتدريب بايرن ميونخ

• التونسي محمد الساحلي: أتمنى أن أكون مهدت الطريق للمدربين العرب لتواجدهم في أوروبا
• أحلم بتدريب بايرن ميونخ

الوطن العربي مليئ بالمواهب، لدينا محمد صلاح ورياض محرز وحكيم زياش وأشرف حكيمي، لدينا العديد من اللاعبين العرب الذين رفعوا رايتنا عاليًا في سماء القارة الأوروبية، لكن في عالم التدريب، الأمر كان صعبًا على المدربين العرب، حتى جاء التونسي محمد الساحلي، والذي أصبح أول مدرب عربي يدرب منتخبًا أوروبيًا ، بالإضافة لتوليه قيادة نادي فولفسبورج النمساوي، ليصبح أول مدرب عربي يشارك في مسابقة أوروبية للأندية وهي الدوري الأوروبي.

محمد الساحلي استطاع تحقيق المركز الثالث مع فريقه الموسم الماضي، وحقق المركز الرابع هذا الموسم في الدوري النمساوي، ويسعى لتحقيق المزيد من النجاحات، حتى يكون بوابة لدخول المدرب العربي ساحة التدريب في القارة العجوز.

صدى البلد حاور محمد الساحلي في تلك السطور عن طموحاته التدريبية القادمة والصعوبات التي واجهها وعن إمكانية تواجد مدربين عرب في أوروبا في المستقبل.

-كيف بدأت مسيرتك التدريبية حتي وصلت لتدريب فريق يلعب في الدوري الاوروبي وتصبح اول مدرب عربي يحقق هذا الانجاز؟

انقطعت على لعب كرة القدم في سن الـ23 بعد تعدد الإصابات، فعرض علي النادي الذي كنت ألعب فيه فكرة التدريب،دخلت في مجال دراسة الرياضة وبالأخص كرة القدم و تحصلت على شهادات من الاتحاد الاوربي لكرة القدم UEFA..بدأت التدريب من فريق SAK 1919 لمدة سنتين وبعدها انتدبني نادي رد بول سالزبورج الفريق المسيطر على الكرة النمساوية هناك قضيت 8 سنوات عملت فيها مع عدة مدربين منهم المدرب الإيطالي الكبير جيوفاني تراباتوني ، بعدها تحولت لفريق جروديج لمدة 1سنة ، ثم انتقلت لنادي شتورم جراتس لمدة سنتين، وفي عام 2016 تم اختياري كأفضل موهبة تدريبية وقتها، ثم عرض علي اتحاد الكرة النمساوي فكرة تدريب منتخب الناشئين تحت 19 عامًا، ليكون لي شرف كأول عربي يدرب منتخب أوروبي ، ودربتهم لمدة سنتين حققنا فيهم نتائج مذهلة ،انتصارات على عمالقة الكرة،إيطاليا ألمانيا كرواتيا اسبانيا،ثم بعدها تلقيت عرضًا من نادي فولفسبورج النمساوي ليكون شرف لي مرة أخرى أن أكون أول مدرب عربي يلعب في الدوري الأوروبي ، وتعادلت مع روما الايطالي 1:1 و 2:2 في الاولمبيكو، وحققت انتصارًا كبيرًا على بروسيا مونشجلادباخ 4:0 وهزيمة 0:1 وودعنا البطولة بعد احتلال المركز الرابع.

- لماذا وضعت فكرة التدريب في أوروبا في رأسك ولم تحذو حذو كل المدربين العرب بالتدريب داخل بلدانهم؟

أنا بطبعي مغامر وأحب أن أسير ضد التيار، بحثت عن الطريق الصعب لأفرض وجودي، والحمدلله وصلت لمكانة كبيرة في أوروبا بالاجتهاد والصبر، لم أرد أن أسير في الطريق التقليدي بأن أبدأ في تونس ومع فرق شمال إفريقيا، اخترت أوروبا، وكان قرارًا صعبًا ، لكني كنت واثق من نفسي بأني أملك الإمكانية لتحقيق النجاحات.

- لماذا لا نري مدربين عرب في الخارج ؟ 

الأمر صعب جدًا، ليس لدينا لاعبين عرب كثيرين متفوقين في أوروبا، فقط محمد صلاح ورياض محرز تقريبًا ، يتعدوا على أصابع اليد ، فما بالك بالمدربين، فمهنة التدريب هنا أصعب من ممارسة كرة القدم كلاعب، لكن تبقي الاحتمالات موجودة لتواجد مدربين عرب، وأتمنى أن أكون فتحت ومهدت لهم الطريق لتواجدهم في أوروبا.

- ما هي الصعوبات التي واجهتك في رحلتك التدريبية في الخارج ؟ 

واجهتني صعوبات كثيرة لكن بتوفيق من الله وبالعمل وبالإجتهاد تخطيتها جميعًا، اللغة والثقافة الأوروبية، تجاوزت كل تلك الصعوبات.

- تتبع اي مدرسة في التدريب، ومن هو المدرب الذي ألهمك وتقوم باتباع مدرسته في عالم التدريب؟ 

بالطبع المدرسة النمساوية والتي لها علاقة كبيرة بالمدرسة الألمانية، وفترة عملي في سالزبورج استفدت بها كثيرًا ، فكما قلت تعلمت الكثير من جيوفاني تراباتوني، ساعدني كثيرًا وكان يرى أنه لدي الموهبة التدريبية ، وشجعني كثيرًا ، وأيضًا المدرسة الألمانية التي تعتمد الانضباط التكتيكي والحضور الذهني، والبنية الجسمانية مع التكوين الذهني الممتاز، وأيضًا أحب المدرسة الهولندية والإيطالية، وهنا يقولون أنني أملك شخصية فريدة أحب الكرة الهجومية بالإضافة للإنضباط التكتيكي ، لذا ليست لدي مدرسة محددة أتبع حذوها.

-من وجهة نظرك، من من المدربين العرب أو المصريين في الوقت الحالي قادر علي التواجد وتدريب فريق في اوروبا؟ 

الكرة المصرية لديها ميزة كبيرة أنها تنجب مواهب وعمالقة في عالم التدريب، فعندما تعطي الموهبة حقها تذهب تلك المواهب لأعلى الأماكن، ومصر ولادة في عالم التدريب مثل محمود الجوهري وحسن شحاتة والآن حسام البدري وحسام حس ، لا أحب أن أحدد أسامي لكن الكرة المصرية أنجبت العديد من الأسماء لمدربين عمالقة في إفريقيا.

- ما طموحاتك القادمة في عالم التدريب؟ 

طموحاتي أن أواصل أكتب التاريخ والأرقام القياسية التي أحققها في الوقت الحالي، أريد أن أذهب لمحطات وأندية أكبر من التي أنا فيه الآن، أريد أن أدرب بايرن ميونخ في المستقبل.

- لو سنحت لك فرصة لتدريب منتخب تونس أو منتخب عربي أو أي فريق عربي كبير هل ستوافق علي العودة للمنطقة العربية للتدريب؟

لا توجد لدي مشكلة، ولكن يكون العرض جادًا، ويكون لديهم خطة على المدى الطويل وصبر ، أن يكونوا مهتمين، وسأكون قادرًا على تحقيق نتائج جيدة معهم.

- من أفضل مدرب عربي وافضل مدرب في العالم في الوقت الحالي من وجهة نظرك؟ 

أفضل مدرب عربي هو جمال بلماضي بالطبع ، حقق نتائج رائعة مع منتخب الجزائر وقادهم لتحقيق كأس الأمم الإفريقية في مصر، كون فريقًا ممتازًا لمحاربي الصحراء، أما عالميًا فهو يورجن كلوب لما حققه مع نادي ليفربول، وخير دليل ما حققه من نتائج مع الفريق الإنجليزي.

- ما الفرق بين اللاعب العربي واللاعب الاوروبي بالنسبة لك كمدرب ؟

العقلية تختلف، هنا في أوروبا أكثر انضباطًا ، الحياة اليومية هنا مختلفة عن الحياة في تونس ومصر، الدولة هنا تهتم باللاعب وتساعده ليطور من نفسه حتى يذهب لمكانة بعيدة ، على عكس هنا في المنطقة العربية ، وخير مثال هو محمد صلاح ، وصل للعالمية بمجهوده واجتهاده فقط ، وأنا أؤكد أن لدينا المئات من محمد صلاح في مصر وتونس، للأسف نحن شعوب ولادة للمواهب لكن مقبرة للمواهب، وعلى ذكر محمد صلاح يقولون هنا في أوروبا أن مصر وتونس صدروا أفضل ما عندهم Mo Salah وMo sahli.

 سؤال بعيد عن عالم التدريب .. من أفضل لاعب في القارة الافريقية لعام 2019 ماني محرز ام صلاح من وجهة نظرك؟

ساديو ماني ومحمد صلاح ، أعتقد أن رياض محرز يأتي خلفهما، في العام الماضي كان محمد صلاح الأفضل في النصف الأول من 2019، أما ساديو ماني فكان الأفضل في النصف الثاني، وهذا الذي يوجد صعوبة في تحديد والتكهن باللاعب الأفضل في إفريقيا، إذا لدي الإمكانية لمنح الجائزة للاعبين ، فسأمنحها لصلاح وماني، لأن الإثنين شرف لكل إفريقي ومسلم لما حققاه مع ليفربول والنتائج خير دليل، سعيد جدًا بمحمد صلاح ونتمنى في الفترة القادمة أن يكون لدينا العديد من اللاعبين مثله.