الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أرضت الأحزاب وأغضبت الثوار.. مصير غامض لأول حكومة لبنانية بعد الثورة

الحكومة اللبنانية
الحكومة اللبنانية الجديدة

لم تمر سوى أيام قليلة على تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة حسان دياب، لتظهر بوادر أزمة بين الحكومة اللبنانية والمتظاهرين بسبب عدم اقتناع الشارع اللبناني باختيارات دياب التي وصفوها بحكومة المحاصصة الحزبية، الحكومة التي لم تخرج من رحم الثورة اللبنانية، كما أرادوا. 

وعلى الرغم من أن الحكومة الجديدة لم تبدأ عملها بشكل فاعل ولم تفصح عن خططها المستقبلية بعد، أن اعتبرها الشارع اللبناني "حكومة فاشلة" تشكلت على نفس منوال الحكومات السابقة وعمدت الى إعادة تدوير شخصيات تنتمي إلى نفس الطبقة السياسية التي نادت الثورة اللبنانية بتنحيها.

ووفقًا لنظام المحاصصة في تشكيل الحكومة، فإن غالبية الوزراء محسوبون على أحزاب سياسية، أهمها التيار الوطني الحر، حزب الله، حركة أمل، وتيار المردة، وهو الأمر الذي لم يكن مطلب نشطاء الثورة اللبنانية الذين تمنوها حكومة شخصيات مستقلة ومتخصصة في مجالاتها دفعًا إلى إصلاحات اقتصادية وسياسية حقيقية.

من جانبها وصفت الناشطة فرح نور الدين، التشكيل الجديد لحكومة دياب بـ "الفاشل" البعيد تمامًا عن مطالب الثورة اللبنانية التي طالبت بحكومة مستقلة غير تابعة لأحزاب وحركات سياسية تحتكر السلطة في لبنان، أحزاب خسرت ثقة الشعب وإيمانه بقدرتها على معالجة الأوضاع الإقتصادية والمالية الصعبة في البلاد بطرق سريعة وفعالة. وأضافت، كيف ذلك وهم سبب إيصال البلد الى الحالة التي ما هو عليها اليوم بعد حكمهم للبنان لعشرات السنين.

الرفض لتدخل الأحزاب السياسية في الحكومة يأتي من خوف الشعب على مصير البلد بعدما أثبت حكّامه فشلهم بإدارته. 

وقالت في تصريحات لصدى البلد،إن مطالب الشارع اللبناني كانت واضحة للجميع، وتلخصت في حكومة تكنوقراط تعتمد على شخصيات مستقلّة ومتخصصة في مجال وزاراتها، بدلًا من الدفع بأسماء ليس لها علاقة بالحقائب الموكلة إليها من حيث الدراسة والخبرة العملية، كما هو الحال في وزارة الدفاع التي أُسندت إلى السيدة زينة عكر عدرا – خبراتها تتلخص في الإدارة والتسويق فهي بطبيعة الحال بعيدة كل البعد عن الحياة العسكرية.

بناء على ذلك تساءلت الناشطة في استنكارٍ لتساؤل رئيس الحكومة عن اختصاص وزير الدفاع، ما هو دور الكلية الحربية في البلاد؟!

وقالت فرح إن الحكومة بدأت عملها بصدام مع المتظاهرين عندما عمدت الى وضع حواجز بينها وبينهم وذلك عندما قامت بإقفال جميع مداخل القصر الحكومي وساحة النجمة المؤدية الى مجلس النواب، في إعلان صريح منها بعدم احترام رغبات المتظاهرين في البلاد، رغم أن الثورة اللبنانية بدأت سلمية وسوف تستمر كذلك إلى أن تتحقق مطالب الشعب اللبناني.

وكان متظاهرون محتجون قد تجمعوا غداة إعلان تشكيل الحكومة في ٢١ يناير أمام ساحة النجمة المؤدية إلى البرلمان اللبناني في وسط بيروت،  وتجمهر آخرون على جسر الرينج الشهير الذي شهد احتجاجات حاشدة من قبل، كما وقد تجمع متظاهرون في ساحة النور في طرابلس وفي البقاع.

ولفتت فرح إلى أن الشارع اللبناني يحاول التأثير على البرلمان لإجباره على عدم منح الثقة للحكومة الجديدة من خلال الضغط الشعبي والتظاهرات أمام البرلمان.

وبين غضب الشارع وإرضاء الأحزاب السياسية، يبدو الموقف محتدًا بين الأوساط السياسية في لبنان، وسط ترقب لخطوات الحكومة الجديدة وانتظار لما ستفسر عنه الأيام القادمة.

-