الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. إبراهيم عطية قنديل: أثر الغسل والوضوء في البدن والروح

صدى البلد

الغسل أساس النظافة، ومبدأ العافية، وسياج الرعاية الصحية للإنسان، فضلًا عن أن الاغتسال من الجنابة على وجه التحديد له حكمة خاصة في تشريعه، وحرصت الشريعة الغراء عليه، وقد قطع أهل الطب على أن الغسل يجدد نشاط المجموع العصبي الذي يعتريه فتور باستفراغ القوة المأخوذة من زبد الدم، حسبما تفطن لذلك الأطباء، فكان لذلك المطلب بالانضباط لأحكام الشريعة حكم عظيمة( ).
وهكذا كان للوضوء فضائل وأسرار معنية كمطلب شرعي يلتزم به كل مسلم ومسلمة، حيث إنه يعيد التوازن النموذجي للمجال الحيوي المحيط بالإنسان، مع إصلاحه لأي خلل في مسارات الطاقة، وحماية للجسد من الآثار السلبية للتكنولوجيا الحديثة، وتلوث البيئة وغيرها من المجالات المختلفة المؤثرة على الطاقة الحيوية للإنسان( ).
ولأهمية الوضوء كمطلوب أساسي للطهارة في الشريعة الإسلامية، ولبيان مدلول الأمر بذلك؛ ومدى تأثيره على الصحة العامة للناس، خاصة في إطار الرعاية الصحية اللازمة لاستمرار الحياة تحقيقًا لمقصد الشريعة الإسلامية الغراء، في الحفاظ على الضروريات الخمس المقررة – وعلى رأسها حفظ النفوس-؛ لأجل تحقيق مصالح العباد ودفع الضرر عنهم.
لكل هذا: كان البحث عن مدارك ومدلولات الأوامر الشرعية المتعلقة بكل من الغسل والوضوء، وهذا ما أتناوله فيما يلي:
أولًا: الغسل
الغسل لغة: 
من غسل الشيء يغسله غَسلًا وغُسلًا، وقيل: الغسل المصدر من غسلت، والغُسل بالضم: الماء الذي يغتسل به كالأكل لما يؤكل، وهو الاسم ـــ أيضًا ـــ غسلته، والغِسل بالكسر: ما يغسل به الرأس من سدر، ونحو ذلك( ).
والغسل في اصطلاح الفقهاء:
عرفه المالكية بأنه:إيصال الماء لجميع الجسد بنية استباحة الصلاة مع التدليك( ).
وعرفه الشافعية: بأنه: سيلان الماء على جميع البدن مع النية( ).
وعندالحنابلة: بأنه: استعمال ماء طهور في جميع بدنه على وجه مخصوص( ).
وما عرفه به الحنفية لا يخرج عن هذه المعاني( ).
والجنابة: اسم شرعي، وحالة للبدن تفيد لزوم اجتناب الصلاة، وقراءة القرآن، ومس المصحف، ودخول المسجد إلا بعد الاغتسال، وذلك إنما يكون بالإنزال على وجه الدفق والشهوة أو الإيلاج، ويستوي فيه الفاعل والمفعول به، وقد سمي لما لزم من اجتناب ما وصف به؛ الصلاة، وقراءة القرآن، ودخول المسجد إلى أن يغتسل، فيطهره الغسل( ).
وقد ورد الأمر بالغسل:
ففي القرآن الكريم بقوله تعالى:﴿وَإِن كُنتُمۡ جُنُبٗا فَٱطَّهَّرُواْۚ﴾( )، وقوله تعالى: ﴿وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡمَحِيضِۖ قُلۡ هُوَ أَذٗى فَٱعۡتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلۡمَحِيضِ وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَۖ ﴾( ).
وجه الدلالة:  الأمر في قوله تعالى:" فاطهروا " يدل بصريح الصيغة على وجوب الغسل، وعموم إيجاب تطهير سائر ما يلحقه حكم التطهير من البدن( ).
وفي دلالة الأمر بالغسل فوائد صحية كثيرة على سبيل الرعاية الصحية.
ومن هذا: إزالة الإفرازات العرقية والدهنية، وإزالة رائحة العرق الكريهة، وإزالة الغبار والأوساخ العالقة بالجلد، ووقاية الجلد من الميكروبات والجراثيم السطحية ونحو ذلك( ).
هذا: والأغسال نوعان:  وفقًا لما تقرر لدى عامة الفقهاء:
النوع الأول: الأغسالالواجبة.
النوع الثاني: الأغسالالمندوبة.
 وتوضيح ذلك فيما يلي:
أولًا: الأغسال الواجبة:
اختلف الفقهاء في موجبات الغسل، غير أن المتفق عليه عند أئمة المذاهب ما يأتي:
1ـــ الجنابة: وهي بالجماع وإن لم ينزل، والإنزال بالاحتلام ونحوه( ).
وذلك لقوله تعالى :﴿ وَإِن كُنتُمۡ جُنُبٗا فَٱطَّهَّرُواْۚ﴾( )، ولقوله  فيما روي عن السيدة عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ قالت:«إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل»، وقالت : «فعلته أنا ورسول الله  فاغتسلنا»( ).
2ـــــ الحيض: لقوله تعالى: ﴿فَٱعۡتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلۡمَحِيضِ ﴾( )، أي الحيض، ولما روي عن أم المؤمنين عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ قالت: " جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي  فقالت: " يا رسول الله إني امرأة أستحاض فلا أطهر، أفادع الصلاة؟ فقال : « لا، إنما ذلك عرق وليس بالحيضة، فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وصلي»( ).
3ـــ النفاس: ودليل وجوب الغسل منه: الإجماع، وإجماع الأمة يجوز أن يكون بناء على خبر في الباب، لكنهم تركوا نقله اكتفاء بالإجماع لكون الإجماع أقوى، ويجوز قياسهم لدم الحيض لكون كل واحد منهما دمًا خارجًا من الرحم»( ).
4ـــ غسل موت المسلم غير الشهيد: لقوله  في غسل ابنته: « اغسلنها ثلاثًا، أو خمسًا، أو أكثر من ذلك بماء من سدر »( ).
ب ــــ الأغسال المسنونة:
ذكر الفقهاء عددامن الأغسال المسنونة ـــ المندوبة ــــ ومنها:
غسل للجمعة، وغسل العيدين، وغسل الكسوف والخسوف، وغسل الاستسقاء، وغيرها ، كأغسال الحج، وهي الغسل للإحرام، ولدخول مكة، وللوقوف بعرفة، وللوقوف بالمشعر الحرام، وثلاثة أغسال لرمي الجمار في أيام التشريق الثلاثة، والغسل من غسل الميت، والغسل من الحجامة، وغسل المستحاضة لكل صلاة، وكذلك الغسل لمن أراد حضور مجمع الناس( ).

ثانيًا: الوضوء
الوضوء لغة:
 بالضم: التوضؤ والفعل نفسه، يقال: توضأت أتوضأ توضؤا ووضوءًا، وأصل الكلمة من الوضاءة وهي الحسن،ووضوء الصلاة معروف، وقد يراد به غسل بعض الأعضاء( ).
والوضوء شرعا: 
تعارف الفقهاء على تعريفه بتعريفات متعددة، منها:
 ما عرفه به الحنفية من أنه: اسم للغسل، والمسح( ).
وعرفه المالكية بأنه: طهارة مائية تتعلق بأعضاء مخصوصة على وجه مخصوص وهي الأعضاء الأربعة( ).
وعرفه الشافعية: هو أفعال مخصوصة مفتتحة بالنية( ).
وعرفه الحنابلة:هو استعمال ماء طهور في الأعضاء الأربعة على صفة مخصوصة( ).
وأركان الوضوء: غسل الوجه، واليدين للمرفقين، ومسح الرأس، وغسل الرجلين، فهذه الأربعة متفق على فرضيتها، ومجمع عليها، والنية، والفور ـــ أي عدم الفصل ـــ والدلك، وهذه الثلاثة مختلف في فرضيتها بين المجتهدين من أرباب المذاهب( ).
وسنن الوضوء كثيرة‘ منها: 
التسمية، وغسل الكفين، والمبالغة في المضمضة والاستنشاق، وتخليل اللحية الكثة، ومسح الأذنين، وتخليل أصابع الرجلين، وتطويل الغرة، والابتداء بالميامن، والتكرار، ومسح العنق بعد مسح الأذنين( ).
هذا: وقد وردت نصوص الكتاب الكريم والسنة المطهرة ببيان أفضلية الوضوء في نظافة البدن، وظهور المسلم بصورة حسنة في الدنيا والآخرة، كما أنه مدخل للصلاة مما بين مدى أهميته:
فمن الكتاب الكريم:
قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ ﴾( ).
وجه الدلالة: في هذه الآية الكريمة الأمر بالوضوء، وهو للوجوب  لعدم القرينة الصارفة له عن مدلوله الحقيقي، ولا خلاف بين العلماء في أن الآية مدنية، ولا خلاف كذلك في أن الوضوء كان مفعولًا قبل نزولها غير متلو، فإن الوضوء كان بمكة مفعولًا بالسنة، وحكمه لم يخرج كذلك عن الفرضية، وهكذا فالأمر بالوضوء ثابت عند كل صلاة، ولكن هو المحدث واجب، وفي حق المتطهر ندب، وقيل: إن الأمر بالوضوء لكل صلاة كان واجبًا في ابتداء الإسلام ثم نُسخ.
ومن السنة المطهرة:
قول النبي : «لا تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ».
وجه الدلالة: فالحديث عام في عدم قبول جميع أنواع الصلاة من جميع المُحْدِثِين، والمراد بالقبول وقوع الصلاة مجزئة بمطابقتها للأمر الدال على الوجوب، ويلزم من القبول الصحة ظاهرً وباطنًا، وإن كان المنقول عن بعض المتأخرين أن الصحة عبارة عن رتب الثواب والدرجات على العبادة، والإجزاء عبارة: عن مطابقة الأمر للواقع .
ومن السنة ـــ أيضًا ـــ:
 ما روي عن أبي هريرة  أن رسول الله  قال: « أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ »( ).
وقوله ـــ أيضًا ـــ:«لاَ يَتَوَضَّأُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ فَيُصَلِّى صَلاَةً إِلاَّ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلاَةِ الَّتِى تَلِيهَا »( ).
 وقوله ـــ كذلك ـــ:«إِنَّ أُمَّتِى يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَل» ( ).
وجه الدلالة:ففي هذه الأحاديث:
دلالة الواضحة على فضل الوضوء،وأن هذه الأمة مخصوصة به دون سائر الأمم( )، وفي هذا يقول ابن رشد ـــ رحمه الله ـــ: " اتفق المسلمون على أن امتثال هذا الخطاب واجب على كل من لزمته الصلاة إذا دخل وقتها"( ).
ويضاف إلى ما سبق من الأدلة: إجماع الأمة، لأنه لم ينقل عن أحد من المسلمين في ذلك خلاف، ولو كان هناك خلاف لنقل؛ إذ العادات تقتضي ذلك، وفي هذا يقول العلامة ابن عبد البر ـــ رحمه الله ـــ:"فكما أنه معلوم عند جميع أهل السير أن النبي  افترضت عليه الصلاة بمكة والغسل من الجنابة، وأنه لم يصلِّ قط بمكة إلا بوضوء مثل وضوئه بالمدينة ومثل وضوئنا اليوم،وهذا ما لا يجهله عالم، ولا يدفعه إلا معاند"( ).
فالأصل في حكم الوضوء: 
أنه واجب لدلالة الأمر في النصوص السابقة في مجموعها ؛ لعدم ما يصرفه عن ذلك، وإن كان للفقهاء مسلك خاص في استبيان حكم الوضوء بعد هذا الأصل بحسب تنوع أحواله، وتعدد مطالبه من قبل الشرع الحكيم.
فالحنفية يذهبون إلى أن الوضوء ثلاثة أنواع، حسب حكمه:
1ـــ فرض: وهو الوضوء لصلاة الفريضة، وصلاة الجنازة، وسجدة التلاوة.
2ـــ واجب: وهو الوضوء للطواف.
3ــــ مندوب: وهو الوضوء للنوم، وعن الغيبة، والكذب، وإنشاد الشعر، ومن القهقهة، والوضوء على الوضوء لغسل الميت( ).
والوضوء عند المالكية خمسة أنواع، هي:
1ـــ واجب: وهو الوضوء لصلاة الفرض والتطوع،وسجود القرآن، وصلاة الجنازة، ولمس المصحف، والطواف.
2ـــ سنة:وهو وضوء الجنب للنوم.
3ـــ مستحب: وهو الوضوء عند كل صلاة عند الجمهور، ووضوء المستحاضة، وصاحب السلس لكل صلاة، والوضوء للقربات كالتلاوة، والذكر، والدعاء ونحو ذلك.
4ـــ مباح: وهو الوضوء للتنظيف،والبراءة من الأدناس.
5ـــ ممنوع: وهو الوضوء للتجديد قبل أن تقع به عبادة.
وقال الإمام النووي:  ـــ رحمه الله ـــ : "موجب الوضوء ثلاثة أوجه:
أحدها: وجود الحدث فلولاه لم يجب، والثاني: القيام إلى الصلاة فإنه لا يتعين الوضوء قبله، والثالث: يجب بالحدث والقيام إلى الصلاة جميعًا.
وللوضوء المسنون أنواع منها: تجديد الوضوء، والوضوء للغسل، والوضوء عند النوم، والوضوء للجنب عند الأكل والشرب، والوضوء من حمل الميت، وعند الغضب، وعند الغيبة، وعند قراءة القرآن، وعند قراءة حديث النبي وروايته، ودراسة العلم، وعند الأذان وإقامة الصلاة، وللخطبة في غير الجمعة، وكذا الجمعة، ولزيارة قبر النبي ، وللوقوف بعرفات، وللسعي بين الصفا والمروة، والوضوء من الفصد والحجامة والقيء ، وأكل لحوم الجذور، وكذا يندب الوضوء لكل نوم أو لمس أو مس ".
وللوضوء أثره على الرعاية الصحية، من حيث:
 إن الوضوء له فضل كبير على المسلم ، وأسرار روحانية، وفوائد طبية، فالوضوء يخلص البدن من الأدران التي تعلق بالأعضاء المعرضة للتلوث، وهي الوجه والرأس والرجلان واليدان، وفي سننه كالمضمضة، والاستنشاق من تطهير، وتنظيف للفم من الفضلات، وللأنف من المفرزات.
هذا:وقد ذكر الباحثون المعاصرون أسرارًا روحانية وفوائد طبية بحسب أركانه وسننه. على النحو الآتي: 
ففي غسل اليدين: ما يعيد التوازن، وسير الطاقة الحيويةفي مساعدته بالعمل على إزالة أي خلل أو ركود في الطاقة، حيث اكتشف الباحثون بهذه الوسيلة مادة تزيل الألم عن طريق الخلايا العصبية.
ومن ثم كان الأمر بالتخليل بين الأصابع الذي حث عليه النبي في قوله: «أَسْبِغِ الْوُضُوءَ وَخَلِّلْ بَيْنَ الأَصَابِعِ ، وَبَالِغْ فِى الاِسْتِنْشَاقِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ صَائِمًا » يعد مانعًا من الصداع، ومسكنًا لآلام الأصابع، وتدليك اليدين بما يشبه تأثير المساج المطلوب لتسكين الالتهاب الذي يصيب الأعصاب الطرفية» .
وفي غسل الوجه أثر وفوائد عديدة، منها:
 أن التدليك على بعض المواضع يعالج أمراض الصداع، والصداع النصفي، وشلل الوجه النصفي، والجيوب الأنفية، بالإضافة إلى أن غسل الوجه المتكرر بالماء يعطيه مناعة طبيعية من ظهور التجاعيد بسبب جفاف الجلد.

وفي غسل المرافق فائدة عظمى:
 فقد تبين في مناهج الطب الحديث أن اليدين إلى المرفقين يمر بهما ستة مسارات للطاقة في جسم الإنسان، هي: الرئة، والأمعاء الغليظة، والأمعاء الدقيقة، والقلب، وغلاف القلب، فتدليك اليدين إلى المرفقين أثناء الوضوء يعتبر خير وقاية علاجية للإنسان عن طريق إعادة التوازن لتلك الطاقة في هذه المسارات وإزالة أي انسداد بها، هذا فضلًا عن أن بعض النقاط في هذه المسارات لها تأثير إيجابي على الجهاز المناعي للإنسان.
وفي مسح الرأس خير وبركة، فقد ثبت علميًا أن ربع الرأس عند المقدمة هو مركز الطاقة الروحيالذي يهيئ المسلم للوقوف بين يدي الله، وعندما يتجه المسلم إلى القبلة أثناء الصلاة يفتح مركز الطاقة الروحي، ويشحن البدن بالطاقة الروحية.
وفي الوضوء عامة العلاج بالتدليك:
من حيث إن التدليك له أثرًا كبيرًا على جسم الإنسان من تنشيط للجهاز الدوري اللمفاوي، والجهاز العصبي ويعيد للمريض الشعور بالاسترخاء، وهذه العملية مع أنها سهلة بسيطة وتعمل على استثار القدرة الشفائية الذاتية للجسم، وهي وسيلة علاجية لكثير من آلام الظهر والرقبة والعمود الفقري، ونشاط الدورة الدموية وارتفاع ضغط الدم والأرق والصداع والتوتر وكثير من الآلام في جسم الإنسان.
وقد أشار النبي  إلى ذلك حين قال: «إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ»، وقال ـــ أيضًا ــــ:«إِنَّ الْغَضَبَ مِنْ الشَّيْطَانِ وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنْ النَّارِ وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ »، وقال ـــ كذلك ـــ: «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ ثَلاَثَ عُقَدٍ إِذَا نَامَ بِكُلِّ عُقْدَةٍ يَضْرِبُ عَلَيْكَ لَيْلًا طَوِيلًا فَإِذَا اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ وَإِذَا تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَتَانِ فَإِذَا صَلَّى انْحَلَّتِ الْعُقَدُ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ».