القصير.. ممر الفراعنة والبطالمة والرومان وكسوة الكعبة لـ آسيا على مر العصور

تمتلك محافظة البحر الاحمر تاريخ طويل على مر العصور وهدت شواطئها أحداث كثيرة بدأت منذ العصر الفرعونى وصولا للعصر الاسلامى وكان لمدينة القصير اقدم المدن بالبحر الاحمر النصيب الاكبر من تلك الاحداث لذلك تجد القصير هى المدينة الاكثر تاريخا عن باقى المدن .

يقول المؤرخ محمد عبده حمدان احد ابناء البحر الاحمر ان مدينة القصير شهدت احداث كثيرة على مر العصور فالعصر الفرعونى كان لدرب او طريق وادى النيل قفط القصير اجلال واحترام خاص عند الفراعنة كانوا يسمونه روهانو Rohanou اى طريق الالهه لاعتقادهم ان اجدادهم واسلافهم سلكوا هذا الطريق من والى بلاد بونت الشهيرة تتقدمهم الهتهم كما يعرف هذا الطريق عند علماء الاثار والجغرافيا والتاريخ باسم وادى الحمامات وكان الفراعنة يرسلون بعثاتهم الى وادى الحمامات لقطع الاحجار المتنوعة لبناء معابدهم فى الاقصر والبحث عن الذهب واستخراجه.

وأضاف حمدان  لا يزال المنجم الذى كانوا يستخرجون منه الذهب موجود حتى الان وهو منجم الفواخير وتوجد بالقرب منه مساكنهم القديمة التى كان يقيم فبها المعدنون والعمال المشتغلون فى هذا المنجم هذا وتوجد فى متحف مدينة تورينو Torino فى ايطالبا اقدم خريطة عرفها التاريخ وهى خريطة فرعونية وقد ثبت للعلماء والباحثين انها تخص منطقة الفواخير بالذات وتوضح الطرقات والمسالك فيها وتوجد صورة من هذه الخريطة فى مقر الجمعية الجغرافية المصرية بالقاهرة.

وتابع حمدان  سجلت هذه البعثات الفرعونية على صخور الوادى مهامها بتواريخها بكتابات ونقوش را ئعة كما حصرها المرحوم همام بحوالى 2300 نقش فرعونى ما زالت باقية حتى اليوم خاصة على يسار المتجه من القصير الى قفط عند الكم 92 و93 تقريبا فسجل الفراعنة رحلاتهم الى بلاد بونت من سواحل القصير واشهرها رحلة الملكة حتشبسوت كما سجلوا هذه الرحلة بالذات على معبد حتشبسوت فى الاقصر كما ذكر ذلك عالم الاثار د زاهى حواس فى مقالاته بجريدة الاخبار حيث كانو يجلبون من بلاد بونت البخور والعطور والعاج والجلود وغير ذلك من المواد التى كانت تستخدم فى طقوسهم الدينية.

وأشار حمدان كل هذه البعثات سواء اعمال البحث عن الذهب واستخراجه او نقل الحجار بالخيول الى الافصر لبناء المعابد او رحلاتهم الى بلاد بونت التى تقع فى الصومال واريتريا تم تسجبلها على الصخور وكما قلت فانه ممكن للمسافر الى قفط وهو فى السيارة على بعد امتار لودقق النظر يراها اما اذا نزل وسار عدة امتار واقترب من الصخور فسيراها جيدا وبعد ذلك فى عهد الاسرة ال12 ( 1991 الى 1778 ق م ) عرف الفراعنة مرسى وادى الجاسوس جنوب سفاجا بحولى 20 كم حيث كانوا يستخدمونه ايضا فى رحلاتهم.

وأوضح حمدان أنه خلال  العصر البطلمى استمر نشاط طريق القصير قفط فى عهد البطالمة حيث قام البطالمة باصلاح هذا الطريق خاصة ان قفط كانت مركزا تجاريا مهما فى عهدهم وافاموا فيه العديد من المحطات والاستراحات التى تعاقبت عليها العصور اللاحقة وما زالت اطلالها باقية حتى اليوم.

واستكمل حمدان استمر الرومان فى استخدام ميناء القصير وميناء برنيس والطريق المؤديه اليهما فطريق برنيس كان يبدا من وادى اللقيطة ثم يتجه جنوبا وجنوب شرق ويوجد مدق لهذا الطريق حتى برنيس ثم اتجه الرومان بعد ذلك الى شمال البحر الاحمر حيث كان يوجد ميناء بطلمى اخر يسمى ميوس هورمس ويرجح العلماء انه يقع فى المكان المعروف حاليا باسم ابو شعر القبلى شمال الغردقة بحوالى 20 كم وكان الطريق ببنه وبين وادى النيل يمر بمنطقة جبل الدخان حيث توجد محاجر الحجر السيماقى الامبراطورى ( بورفير ) الذى كان الرومان يصدرونه الى روما ليصنعوا منه التماثيل ويستخدمونه فى تزيين قصور الاباطرة وكانت الحركة التجارية فى هذا الميناء نشطة.

  اقرأ أيضا: محافظ البحر الأحمر يفي بوعده.. ويناشد المواطنين تقديم الأوراق استعدادا لتسليم بديل العشوائيات في الغردقة

ويكشف مؤرخ البحر الاحمر انه فى العصر الاسلامى ظلت القصير فى العصر الاسلامى الوسيط والحديث ميناء ذا اهمية كبيرة فقد كان من اهم الموانى التى يعبر منها حجاج مصر وشمال افريقيا الى موانى الحجاز قاصدين مكة المكرمة والمدينة المنورة وكذلك التجارة مع الجزيرة العربية كما كانت ترسل منها ميرة (مؤونة ) الحرمين الشريفين وارزاق اهل الحجاز وكان ايضا محط السفن القادمة من موانى الجزيرة العربية محملة ببضائع الهند والسرق الافصى وافريقيا كالتوابل بجميع انواعها والعطور واابخور والاخشاب العطرية والاقمشة وغير ذلك من السلع وكان هذا الميناء يستقبل شخنات البن الواردة الى مصر من اليمن واستمر ذلك الى ما بعد افتتاح قناة السويس فى 17 نوفمبر سنة 1869 م .

وتابع حمدان كان على طول طريق القصير قفط خاصة فى منطقة الجبال والمنحنيات توجد شبه ابراج او غرف صغيرة فوق قمم الجبال قدرت ب 22 برج او غرفه كان يتسلقها دليل لارشاد القوافل على لطريق السلبم بالليل بشعلة من النار وبالنهار بالبيارق والاعلام هذا وفى عهد الدولة العثمانية اهتم السلطان سليم الاول بميناء القصير فامر بانشاء القلعة وديوان محافظة القصير وهو المبنى الذى كان يشغله قسم الشرطة ولكن الاثار اهملته تماما وكذلك جمرك القصير ومن اهم الاثار الاسلامية ابضا المساجد القديمة وهى مسجد الفران سنة 1704 م ومسجد القنائي سنة 1803 م ومسجد السنوسى سنة 1892 م ومسجد السمان الملحق بشونة الغلال كما لا يفوتنا ان نذكر ااقنصليات التجارية التى كانت ترعى شئون بعض الدول التجارية من خلال ميناء القصير وهى قنصليات فرنسا والنمسا وايران وانجلترا وقنصلية ايران جيلنا يتذكرها كانت موجودة حتى خمسبنات القرن الماضى او اطلال منها كانت موجودة خلف اسطبل مجلس المدينة عند بيت الحاج فوزى منصور وكان المبنى يعلوه شعار دولة ايران وهو الاسد ذو السيفين وطبعا لم نكن نعرف دلالة ذلك ومن اهم اقار هذا الزمن البيوت القديمة بيوت ال ابز على سنة 1794 م ال ااحناوى سنة 1852 م ال جويد سنة 1884 م وال هريدى سنة 1891 م اما الزوايا والاضرحة فاعتفد انها البلد ااوحبد بها حوالى 22 ضريح نصفهم يخرج بالمحامل فى نصف شعبان من كل عام بقيادة ضريج الشبخ عبدالغفار البمانى والنصف الاخر فى عيد الفطر بقيادة ااشيخ عبدالقادر الجيلاني.