الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منذ العصر الروماني واليوناني.. منطقة الضباشية الأثرية تحكي تاريخ العائلات المهاجرة بالخارجة

صدى البلد

تقع منطقة الضباشية الأثرية شمال مدينة الخارجة بـ الوادي الجديد، والتي اكتشفتها إحدى البعثات الأثرية حديثًا، وتم العثور على مقبرة كاملة، وتعد أحد الاكتشافات المهمة التي تجسد حياة أهالي الواحات في العصور القديمة.


يقول محمود عبد ربه، باحث في تراث الواحات، إن منطقة "الضباشية" تعتبر مركزًا دينيًا تاريخًا عند القدماء الذين سكنوا تلك المنطقة، وسميت بهذا الاسم نسبة لعائلة ضباشة وهي إحدى العائلات التي تعيش في الخارجة حاليا شمال الخارجة في قرية المنيرة، وتعود للعصر اليوناني الروماني، وهناك بعض الدراسات والأبحاث تشير إلى أنها تعود لعصور أقدم من ذلك، وهناك بعض المقابر تعود للعصر البطلمي والقرن الأول قبل الميلاد.


اقرأ أيضا:


وأضاف عبد ربه أن الضباشية اسم لعائلة يعود عمرها لأكثر من ثمانية قرون، ويرجع بعض المصادر أنها لمهاجرين من آسيا الصغرى، حيث استوطنت هذه العائلات المهاجرة الواحات الخارجة في صحراء مصر الغربية واشتغلوا بالزراعة.


أشهر هذه العائلات "يوسف ضباشة" الذي تحمل بعض عيون الماء اسمه إلى اليوم.


وأكد الأثري بهجت أبو صديرة، مدير آثار الوادي الجديد السابق، أن المقبرة عثر عليها في عام 1996 وهي من ضمن عدة مقابر موجودة بالمنطقة وتم حفظ محتوياتها بالمخازن الأثرية إلى أن تم عرضها بمتحف آثار الوادي الجديد، وتعتبر المقبرة رقم 22 ضمن 67 مقبرة أثرية موجودة بالمنطقة وتحتوي على أسرار وكنوز تعود للقرن الأول الميلادي، تجسد الحياة اليومية في العصرين الروماني اليوناني.


وقال إنه عثر بالمقبرة على مومياء داخل تابوت خشبي، كما حوت المقبرة تماثيل وأدوات معيشة وتمثال وأدوات الحلي والزينة، مشيرا إلى أن المومياء التي عثر عليها بحالة جيدة وملفوفة داخل لفائف من الكتان، وعليها كتابات عن تاريخ صاحب المقبرة، إضافة إلى وجود نقوش زاهية الألوان.


وأضاف أن أهم محتويات المقبرة هي المومياء والتابوت الخشبي والتمثال النادر والفريد من نوعه الذي عُثر عليه في المقبرة، حيث تعتبر هي أول "مومياء" داخل تابوت خشبي كاملة على مستوى الواحات عثر عليها خبراء الآثار في واحة الخارجة، وتوجد المومياء بحالتها كاملة ملفوفة داخل لفائف من الكتان ويوجد على التابوت كتابات وكلمات من كتاب "الموتى"، بالإضافة إلى حكايات عن العالم الآخر والثواب والعقاب والبعث عند عقيدة المصري القديم.


وأوضح أن التمثال الفريد المتواجد بالمقبرة على شكل الإله "بتاح سوكر أوزير" من العصر اليوناني الروماني، وهو يجسد الملك المتوفى، وفي وضع مشابه للإله "أوزوريس"، وهو تمثال بارتفاع 55 سنتيمترا وأمامه مجسم لمقبرته وعليها 4 صقور في كل من الأركان الأربعة، على هيئة الإله حورس لحماية المقبرة.